قرأت لك.. "التصوف الأكبرى" قيمة ابن عربى فى عالم الصوفية

الأحد، 22 أغسطس 2021 07:00 ص
قرأت لك.. "التصوف الأكبرى" قيمة ابن عربى فى عالم الصوفية التصوف الأكبرى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نلقى الضوء على كتاب "التصوف الأكبري: ابن عربي– التاريخ- النص" الصادر عن مركز المسبار،  والذى يعد استكمالاً لاهتمام المركز بدراسات التصوف والإسلام الشعبى والتدين التقليدى والموازى، وللبحث داخل تراث المجتمعات والجمعيات المسلمة، وتاريخ أفكارها الشعبية والرسمية، ولا يمكن إكمال دراسة الإسلام الموازى والتدين التقليدى والتصوف فى نسخته البكتاشية أو المولوية، دون المرور على تأثير ابن عربى ومدرسته السلوكية والفلسفية، وتأثيره على الصعد الفكرية والثقافية.
 
ويعاد تسويق محيى الدين بن العربى ضمن جهود محاولة إعادة الإنسان إلى إنسانيته فى ظل عصر بات يُسجل "انهيارات مفاجئة" فى العلاقات الإنسانية، القائم بعضها على التآخى والتعاضد وملاقاة الآخر والمحبة والغيرية واحتضان الغريب، وهذه علاقات بتنا نفتقدها فى عصرنا الراهن، ويراهن البعض على أن مثل هذا التراث الموجود والمستعاد يعيدنا إليها، مما يساعدنا على اكتساب "هويتنا" بالانفتاح الداخلى والخارجى معاً. 
 
وتعتمد هذه الطروحات على مفاهيم التسامح والغيرية، ولكن ما يلفت إليه الكتاب، هو تعزيز "الخيال" وتوظيفه لابتداع نصوص ومعانٍ "تصالحية" تعتمد على تسوية وتنازل، لتشكل عالم البرزخ الذى يتوسّط المثال والواقع.
 
 تفتح هذه المعانى البلاغية باباً لتغذية الخيال الاجتماعى والسياسى والديني، ليصبح أقوى من أن تعتقله المعانى الجامدة للنصوص. فابن عربى بكل باطنية أفكاره، يعتمد على ظاهر النص لإثبات أن النص الظاهر قادر، إذا أجيد استخدامه، على فتح أبواب غائبة، وبذلك هو يتجاوز المعالجة التقليدية للنصوص، وتتعزز أهمية الإضاءة على أبعادها وتطبيقاتها فى الزمان الحديث.
 
تأثير ابن عربى على التصوف الطرقى يبدو فى أوراده التى تمتلئ بها كتب المتصوفة، وتأثيره على التصوف الفلسفى وتأثره به، قطبا رحى يحركان بوصلة الدراسات عن ابن عربى وطريقته. ولكن قدرته على تفجير معانٍ متباينة للحب، والتسامح، والمعرفة، واللغة هى ما أعادت الأهمية لاكتشاف تراثه وفتوحاته المتنقلة بين الدين والأدب والعرفان والفلسفة.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة