قرأت لك.. "كيف نكتب التاريخ؟ سؤال يبحث عن إجابة

الثلاثاء، 17 أغسطس 2021 07:00 ص
قرأت لك.. "كيف نكتب التاريخ؟ سؤال يبحث عن إجابة كيف نكتب التاريخ؟
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نلقى الضوء على كتاب "كيف نكتب التاريخ" لـ الفرنسى بول فاين، والذى صدرت ترجمته العربية عن سلسلة "ترجمان" فى المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات، ويأتى الكتاب فى اثنى عشر فصلًا موزعة على ثلاثة أقسام.
 
 القسم الأول، "موضوع التاريخ"، وبه خمسة فصول، ويقول فاين فى الفصل الأول، "التاريخ ليس إلا سردًا حقيقيًا"، إنه لا وجود لحدث فى حد ذاته، لكنه يكون حدثًا بالنسبة إلى تصور ما للإنسان الأبدي، وفى الفصل الثاني، "كل شىء تاريخي، إذًا لا وجود للتاريخ"، يجد فاين أنه كلما زاد اتساع الأفق الحدثى أمامنا، بدت لامحدودية التاريخ أكبر، أما الفصل الثالث، "لا وقائع ولا صعيد، بل حبكات"، فيسأل فيه فاين: إذا كان ما حدث كله يستحق أن يكون من التاريخ، أفلا يدخلنا هذا الأخير فى حالةٍ من الفوضى؟، وكيف يمكن واقعة ما أن تحوز دون غيرها قدرًا أكبر من الأهمية؟ كيف يمكن ألا يُختزل كل شيء إلى مشهد مملّ من الأحداث المفردة؟ 
كيف
 
ويرى فاين فى الفصل الرابع، "بدافع الفضول الخالص لما هو خصوصي"، أن المؤرخين شعروا دائمًا بأن التاريخ يتعلق بالإنسان ضمن مجموعة وليس الإنسان الفرد، وأنه كان تاريخ المجتمعات والأمم والحضارات، بل تاريخ الإنسانية، وتاريخ ما هو جماعي، فى المعنى الأكثر غموضًا للكلمة. 
 
ويقول فاين فى الفصل الخامس، "نشاط فكرى"، إن كتابة التاريخ نشاط فكرة، "بيد أنه يجب الاعتراف بأن تأكيدًا كهذا قد لا يجلب اليوم ثقة أينما كان"، وفى رأيه، كتابة التاريخ فى أساسها وفى غاياتها ليست معرفة كباقى المعارف، "وبما أن الإنسان بالذات هو فى التاريخانية، فقد يولى التاريخ اهتمامًا خاصًا، وقد تُمسى علاقته بالمعرفة التاريخية أكثر مودة من علاقته مع أى معرفة أخرى، عندئذٍ يصعب فصل الموضوع عن الذات العارفة. 
 
وفى القسم الثانى، "الفهم" أربعة فصول. يفتتحه فاين بالفصل السادس، "فهم الحبكة"، فيقول فيه إن التاريخ لا يقوى على الاكتفاء بأن يكون سردًا، كما يُقال عادة، فهو يفسر أيضًا، أو بالأحرى، عليه أن يفسر.
 
أما الفصل السابع، "نظريات ونماذج ومفاهيم"، فيرى فيه فاين أن لا أشياء طبيعية فى التاريخ، "ونعنى بالطبيعية هنا أنها مثل نبتة ما أو حيوان ما، قد تؤدى إلى نموذجية أو إلى تصنيف. فالموضوع التاريخى هو ما نجعله أن يكون كذلك ويمكن تقطيعه من جديد بحسب ألف معيار ومعيار تتوازى كلها". 
 
وفى الفصل الثامن، "السببية والاستنتاج الاسترجاعي"، يستحسن فاين أن يتكرر الجنس البشري، أو على الأقل تتكرر كل حقبة زمنية بعض الشيء، "ومعرفتنا بهذا التكرار تسمح لنا بالاستنتاج الاسترجاعي". 
 
وفى الفصل التاسع، "ليس الوعى أساس الفعل"، يرى فاين أن تصرفات البشر تحتل، فى تجربة المؤرخ، مكانًا خاصًا وتطرح الكثير من المشكلات الحساسة، وهى كثيرة: مشكلة علم اجتماع المعرفة، والأيديولوجيا والبنية التحتية، والأحكام القيمية فى التاريخ، والسلوك العقلانى وغير العقلانى والذهنيات والبنيات. 
وأخيرًا القسم الثالث، "تقدم التاريخ"، فيه ثلاثة فصول، فى الفصل العاشر، "إطالة الاستبيان"، يقول فاين إن الواجب الأول للمؤرخ هو إثبات الحقيقة، والواجب الثانى هو إفهام الحبكة: إنما للتاريخ نقد، ولكن ليس لديه طريقة، لأنه ليس هناك طريقة للفهم. 
 
أما الفصل الحادى عشر، "الأرضي/ المعيش والعلوم الإنسانية"، فيجد فيه فاين أن القوانين والأحداث التاريخية لا تتطابق، وتقطيع المواضيع وفقًا للتجربة المَعيشة ليس كتقطيع مواضيع العلم المجردة، وفى الفصل الثانى عشر، "التاريخ، علم الاجتماع، التاريخ الكامل"، وهو الفصل الأخير فى الكتاب، يسأل فاين: من أين يأتى أن علم الاجتماع موجود، وأن فائدته أعلى من فائدة طريقة التعبير المستخدمة من طرف المؤرخين؟ 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة