يزيد بن معاوية.. ما سبب خلافه مع الحسين وهل كان "الحب" سببا في الأزمة؟

الجمعة، 23 يوليو 2021 08:00 م
يزيد بن معاوية.. ما سبب خلافه مع الحسين وهل كان "الحب" سببا في الأزمة؟ صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر هذه الأيام الذكرى الـ 1374 على ميلاد يزيد بن معاوية، ثان الخلفاء الأمويين، ونجل مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبى سفيان، والذى تولى الخلافة بعد وفاة والده في سنة 60 للهجرة ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش - الأربعة - عند توليه الحكم غير الصحابي الحسين بن علي والصحابي عبد الله بن الزبير.

وكان يزيد بطل خلاف كبير مع حفيد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، الإمام الحسين نجل الإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجههما، إذ استشهد الإمام الحسين في كربلاء في موقعة "الطف"، أو كربلاء، التي دارت بين أنصاره وجيش يزيد بن معاوية، نتيجة لوفاة معاوية بن أبي سفيان، فقد أرسل ابنه يزيد بن معاوية واليا على المدينة، الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، إلى الإمام الحسين ليأخذ منه بيعة ليزيد بن أبي سفيان، خليفة للمسلمين، ورفض وقتها الإمام الحسين وأصر على أن تكون البيعة عامة ولا تقتصر عليه وحده، وترك الحسين المدينة وانتقل هو وأهله إلي مكة ليكون بعيدًا من أجواء التوتر.

لكن يبدو أن تفاصيل الخلاف بين معاوية والحسين قديمة، ولم تقف عن حد الصراع على السلطة والأولى بتولى كرسى خليفة المسلمين، لكن هناك رواية أخرى، كانت سببا في زيادة الصراع بين الرجلين.

الرواية يرويها الأديب الكبير عباس محمود العقاد فى كتابه "أبو الشهداء: الحسين بن على" أن زينب بنت إسحق كانت كما يقال أشهر فتيات عصرها بالجمال، وكانت زوجة لوالى العراق من طرف "الأمويين" عبد الله بن سلام القرشى.

ويسرد "العقاد" عشق يزيد لتلك السيدة الجميلة، وكيف مرض بحبها، وأخفى سره عن أهله، حتى علم أبوه معاوية بن أبى سفيان، ففكر فى حيلة من أجل زواج ابنه من تلك المرأة الجميلة، ففكر فى أن يطلب من زوج زينب بنت إسحاق، عبد الله بن سلام، أن يطلق زوجته من أجل الزواج من ابنته، وهى الحيلة التى وقع فيها بن سلام، وطلق زوجته من أجل الزواج من ابنة الخليفة معاوية، لكن الفتاة، حسب حيلة أبيها معاوية، رفضت إتمام الزواج بحجة أنها لن يكون عندها ثقة فيه.

وحسب كتاب العقاد، بعد أن تمت الخديعة طلب معاوية من أبى هريرة أن يخطب زينب ليزيد، ويقال إن الحسين علم بأمر تلك المكيدة فطلب من أبى هريرة أن يخطب له هو الآخر زينب، بحيث تختار هى أحد منهم (يزيد - الحسين).

وبالفعل ذهب أبى هريرة إلى زينب بنت إسحاق، وعرض عليها أمر الرجلين، لكنها وقعت فى حيرة، واستشارته فى أمرها، وبالتأكيد فضل الرجل حفيد النبى (صلى الله عليه وسلم)، فاختارت المرأة الحسين، وما إن تمت الزيجة، حتى طلقها ابن الإمام على، لتعود المرأة إلى زوجها المخدوع، وهكذا كانت تلك المرأة سببا فى زيادة النزاع والخصام بين الرجلين، وكانت سببا فى زيادة حنق يزيد على الحسين، وأخذ يدبر لمقتله، هو ما تم فى كربلاء يوم عاشوراء عام 61 هـ.

ونص القصة كما يرويها "العقاد" فى كتابه: ولع يزيد بتلك السيدة فمرض زيد بحبها وأخفى سره عن أهله، حتى استخرجه منه بعض خصيان القصر الذين يعينونه على شهواته، فلما علم أبوه – يقصد معاوية بن أبى سفيان- سر مرضه أرسل فى طلب عبد الله بن سلام واستدعى إليه أبا هريرة وأبا الدرداء فقال إن له ابنة يريد زواجها ولم يرض لها خليلا غير ابن سلام، لدينه وفضله وشرفه ورغبة معاوية فى تكريمه وتقريبه، فُخدع ابن سلام بما بلغه وفاتح معاوية فى خطبة ابنته، فوكل معاوية الأمر إلى أبى هريرة ليبلغها ويستمع جوابها، فكان جوابها المتفق عليه بينها وبين أبيها أنها لا تكره ما اختاروه، ولكنها تخشى الضر – تقصد الزواج من رجل له امرأة- وتشفق أن يسوقها إلى ما يغضب الله، فطلق ابن سلام زوجته واستنجز معاوية وعده.. فإذا هو يلويه به ويقول بلسان ابنته إنها توجس من رجل يطلق زوجته وهى ابنه عمه وأجمل نساء عصره.

وكانت تلك الخديعة التى قام بها الثلاثة معاوية ونجله يزيد وابنته، لكى يطلق الرجل زوجته فيتزوجها يزيد، وقيل إن الحسين سمع بهذه المكيدة فسأل أبا هريرة أن يخطب له زينب، وكان الرجل نفسه موكل من يزيد ليخطبها له، فتوجه لها وقال "إنك لا تعدمين طلابا خيرا من عبد الله بن سلام".

فقالت من؟، قال "يزيد بن معاوية والحسين بن على، وهما معروفان لديك بأحسن ما تبغينه فى الرجال".

فاستشارته فى اختيار أيهما فقال لها "لا أختار فم أحد على فم قبله رسول الله، تضعين شفتيك فى موضع شفتيه".

فقالت "لا أختار على الحسين بن على أحدا، وهو ريحانة النبى، وسيد شباب أهل الجنة".

فعلم معاوية بما حدث فقال متغيظا: أنعمى أم خالد رُب ساع لقاعد.

ولم يلبث الحسين فى زواجها حتى طلقها وردها إلى زوجها قائلا "ما أدخلتها فى بيتى وتحت نكاحى رغبة فى مالها ولا جمالها، ولكن أردت إحلالها لبعلها".

ويتم "العقاد" حديثه فى تلك القصة قائلا "فإن صحت هذه القصة وهى متواترة فى تاريخ الثقات، فقد تم بها ما تقص من النفرة والخصومة بين الرجلين – الحسين ويزيد- وكان قيام يزيد على الخلافة يوم فصل فى هذه الخصومة لا يقبل الإرجاء، وكان بينهما كما أسلفنا مفترق طريق".

وربما كان ذلك ما زاد حنقه على الحسين، وأراد أن ينتقم فكان له ذلك عندما قتل حفيد النبى فى معركة كربلاء.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة