أسامة الأزهرى: حسن البنا وصف نفسه بأنه داعية رغم وجود خلل بمنهجه العلمى

الخميس، 24 يونيو 2021 02:12 ص
أسامة الأزهرى: حسن البنا وصف نفسه بأنه داعية رغم وجود خلل بمنهجه العلمى أسامة الأزهرى
ماجد تمراز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية، إن من الأخطاء الفادحة التي حدثت خلال الـ 60 عام الماضيين، انفصال مسار العلم عن قضية الدعوة، فأصبحت فكرة الداعية كأن صاحبها يعفي نفسه من الشروط الصارمة الواجب توافرها في العالم، وكأن العالم منصبه ومهمته هو الفتوى والأمر الأكاديمي، بينما الخروج للناس ومخاطبة شرائح المجتمع المختلفة هي مهمة الداعية، وبدأت تنفصل قضية العلم عن الدعوة.

وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي رامي رضوان ببرنامج "مساء dmc" الذي يذاع على قناة "dmc": "ظهر ذلك الانفصال في كتاب لحسن البنا، مذكرات الدعوة والداعية، وصف نفسه بأن مهمته داعية، على الرغم أن تكوينه العلمي مختل، الأزهر الشريف كان يجعل الطالب يدخل في مسار علمي منضبط، يستغرق هذا المسار العلمي من 10 إلى 15 عاما، دراسة تراكمية تكون وتصنع البصيرة التي يرى من خلالها الشريعة، وبعد أن ينال شهادة العالمية يكون هناك مرحلة التخصص، فيتخصص في الوعظ والإرشاد، إذا الدعوة مرحلة نهائيا تتوج مرحلة المعارف العلمية".

وقال: "بينما الذي ظهر من بعد حسن البنا، مروراً بالعقود والسنوات الماضية أن يعطي نفسه أهلية الكلام في الدعوة ويتبين أن تكوينه العلمي مختل، وهناك دكتور جيد السمعة وآخر جشع يتكسب من الناس، وهذا ليس عيباً في صنعة الطب، وللأمانة كل خريج أزهري حتى أوائل القرن كان منضبطا، ومنذ نشاة جماعة الإخوان بدأت في تكوين شعبة للإخوان داخل كلية أصول الدين، فبدأ يظهر لدينا إنسان أزهري ورأسه مصنوعة على يد الإخوان فظهر عمر عبد الرحمن وعبد الله عزام، وهي نماذج شديدة التطرف، وهو أمر مربك بشكل كبير للناس".

وتابع: "القضية معيارية وموضوعية ومنهجية، إنسان توفرت فيه تلك المواصفات فهو مقبول، حتى وإن حمل شهادة الأزهر، العالم الشرعي لابد أن يلم بـ 12 علم موزعة على 4 دوائر معرفية، وهناك دائرة من العلوم والمعارف، تكون في عقل الطالب ملكة الفهم والإفهام، ودائرة الثبت والتوثيق، والدائرة الثالثة الحجية والتحليل، ومراتب الحجج والأدلة وكيفية إحسان تلك الأدلة، والدائرة الرابعة دائرة بناء الإنسان، يدرسها الطالب في الأزهر من كتاب صغير ليكون تصور عن هذا العلم".

وأضاف: "آخر ما يجتاز هذا الشوط العلمي المتقن لابد من الاختيار، وكان اختيار العالمية يجتمع فيه أحد العلماء في كل علم وعلى رأسهم شيخ الجامع الأزهر، ويبدأوا سؤاله، ويتم توجيه سؤال له في كل مجال، وجلسة الامتحان من طلوع الفجر حتى المغرب، وفي بعد الحالات كان يستمر لـ 3 أيام، ينتقل لمرحلة التخصص، بعد كل تلك الاختيارات وذلك العمق، ويدرس ما يسمى بالخطابة، وينتج عن ذلك أن كل ما يصوغه للناس ويفتيه مأمون ومتقن".

وتابع: "في معهد الإسكندرية الأزهري، كانت الدراسة تبدأ 6 ونصف صباحا، وتختم 6 ونصف مساءا، 12 ساعة دراسة، بصافي الدراسة 10 ساعات، ولم تكن الدراسة تتوقف إلا قبل رمضان بأسبوعين وشهر رمضان وبعد رمضان بأسبوعين، وكان يدرس 4 علوم تقسم العشر ساعات إلى 4 حصص ويتيح ذلك للمدرس متابعة النمو العقلي والمعرفي للطالب، ومع هذا، كان الأساتذة يقولون أن زمن العلم ولى".

وقال: "صعب على عموم الناس عمل البحث عن التكوين العلمي لكل عالم، ولكن أنصحهم بأنه إذا جذب حديث أحد الدعاء شخص ما، عليه أن يبحث عن نظرته للعاصي، وهو أحد أعظم الكواشف، حيث تكشف نظرة المتحدث في الشريعة عن العاصي إذا استقى من تيارات وجماعات متطرفة أم لا، فإذا كانت نظرته متعالية للعاصي، فهو تأثر بتلك الجماعات وفكرها، وإذا كنت نظرته في تقديم الأعذار والعفو كان عكس ذلك، فلابد على الداعي أن يكون باباً للأمل بالنسبة لمني عصى".

وتابع: "هناك مصطلحات ومفردات تكشف الداعية المتأثر بالجماعات المتطرفة والإخوانية، مثل التقسيم الثلاثي للتوحيد، والبدع والشرك، والولاء والبراء، أما إن كان حديثه عن الأدب والخلق وجمع قلوب الناس على الله حتى في المسائل الخلافية يخوض فيها بنفس رحماني، بالإضافة إلى نظرته لغير المسلم، هل هي نظرة صدامية وتحشد الناس للصدام أم لا، النبي الكريم جاء رحمة للعالمين".

وقال: "أقول للناس أسمع أكثر من داعية ولا تجعل لأحد سلطانا على عقلك، وامتلاك الأدوات التي تمكنك من حسن الاختيار، إذا اختل البناء المحكم للعالم، سيكون الخوارج الذين كفروا علي بن أبي طالب، وفي المعاصرين نجد حسن البنا وأبو بكر البغدادي وأبو مصعب الزرقاوي وغيرهم".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة