جمال القرآن.. "قد جئناك بآية من ربك" بلاغة أثر عطايا الله على قلوب المتقين

الإثنين، 03 مايو 2021 06:00 م
جمال القرآن.. "قد جئناك بآية من ربك" بلاغة أثر عطايا الله على قلوب المتقين الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القرآن الكريم، معجزة الله الكلامية، جاء مليئًا بالجماليات البلاغية، ويحمل الكثير من الصور البلاغية العظيمة والتعبيرات الجمالية الجديرة بالتوقف، فجاء كـ آية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، رسالة الهدى على حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان، وقادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
 
وفى القرآن حافل بالعديد من الآيات نزلت بلغة جميلة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى بالإضافة لزيادة فى المعنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: قَدْ جِئْنَكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47)
 
قد جئناك بآية من ربك
 
أرسل الله الأنبياء إلى الناس محملين بمعجزاته السماوية، وآياته الربانية البديعة، لكن آيات الله موجودة فى قلب كل مؤمن أنار الله قلبه، فكما أرسل عز وجل الأنبياء بآياته، أنار الله قلوب المؤمنين والمتقين بنور الهدى، فأصبح آيات رب العالمين لعباده الصالحين.
 
واستنادا لتفسير ابن كثير عن الآية سالفة الذكر: وقوله: (قد جئناك بآية من ربك) أى: بدلالة ومعجزة من ربك، (والسلام على من اتبع الهدى) أي: والسلام عليك إن اتبعت الهدى، ولهذا لما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم كتابا، كان أوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين".
 
وبحسب التفسير الوسيط للطنطاوى: المراد بالآية هنا: جنسها، فتشمل العصا واليد وغيرهما من المعجزات التى أعطاها الله - تعالى - لنبيه موسى - عليه السلام-، أى: قد جئناك بمعجزة من ربك تثبت صدقنا، وتؤيد مدعانا، وتشهد بأنا قد أرسلنا الله - تعالى- إليك لهدايتك ودعوتك أنت وقومك إلى الدخول فى الدين الحق. فالجملة الكريمة تقرير لما تضمنه الكلام السابق من كونهما رسولين من رب العالمين، وتعليل لوجوب إطلاق بنى إسرائيل، وكف الأذى عنهم.
 
أما الجملة الأخيرة التى أمرهما الله - تعالى - بأن يقولاها لفرعون فهى قوله - سبحانه: (والسلام على مَنِ اتبع الهدى)، أى: وقولا له - أيضا - السلامة من العذاب فى الدارين لمن اتبع الهدى بأن آمن بالله - تعالى - وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فالسلام مصدر بمعنى السلامة، وعلى بمعنى اللام. ويفهم من الآية الكريمة أن من لم يتبع الهدى، لا سلامة له، ولا آمان عليه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة