أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال القرآن.. "وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس" بلاغة وصف بصيرة الله للقلوب

الخميس، 29 أبريل 2021 06:00 م
جمال القرآن.. "وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس" بلاغة وصف بصيرة الله للقلوب الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القرآن الكريم، نصا جمالى بامتياز، ونورا للناس وبيانات من الهدى والفرقان، ذلك النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية إلى العالمين، ورسالة الهدى للناس التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، يحمل الكثير من الصور البلاغية العظيمة والتعبيرات الجمالية الجديرة بالتوقف، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، وقادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
 
 
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا.
 
وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس
 
هدى الله للمؤمنين هو النور الذى ينير القلوب، ونور جماله على عباده كبير، يطلعنا على الحق ويبصرنا إلى الرشد، يهدينا إلى الحب ويجعل السلام والخير دائما معنا، هكذا يخرجنا الله بآياته من الظلمات التى فى قلوبنا إلى نور الحق.
 
وتفسير الآية كما جاء فى تفسير الطبرى، وهذا الكلام من الله جلّ ثناؤه يدل على نهيه المؤمنين برسوله يومئذ عن طاعة بعض المشركين الذين جادلوهم فى أكل الميتة، بما ذكرنا عنهم من جدالهم إياهم به، وأمره إياهم بطاعة مؤمن منهم كان كافرًا، فهداه جلّ ثناؤه لرشده، ووفقه للإيمان. فقال لهم: أطاعة من كان ميتًا، يقول: من كان كافرًا ؟ فجعله جل ثناؤه لانصرافه عن طاعته، وجهله بتوحيده وشرائع دينه، وتركه الأخذ بنصيبه من العمل لله بما يؤديه إلى نجاته.
 
يقول: فهديناه للإسلام، فأنعشناه، فصار يعرف مضار نفسه ومنافعها، ويعمل فى خلاصها من سَخَط الله وعقابه فى معاده. فجعل إبصاره الحق تعالى ذكره بعد عَمَاه عنه، ومعرفته بوحدانيته وشرائع دينه بعد جهله بذلك، حياة وضياء يستضيء به فيمشى على قصد السبيل، ومنهج الطريق فى الناس (33) =(كمن مثله فى الظلمات)، لا يدرى كيف يتوجه، وأى طريق يأخذ، لشدة ظلمة الليل وإضلاله الطريق. فكذلك هذا الكافر الضال فى ظلمات الكفر، لا يبصر رشدًا ولا يعرف حقًّا = يعنى فى ظلمات الكفر . يقول: أفَطَاعة هذا الذى هديناه للحق وبصَّرناه الرشاد، كطاعة من مثله مثل من هو فى الظلمات متردّد، لا يعرف المخرج منها، فى دعاء هذا إلى تحريم ما حرم الله، وتحليل ما أحل، وتحليل هذا ما حرم الله، وتحريمه ما أحلّ؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة