جمال القرآن.. "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى" بلاغة وصف محبة الله لقلوب المؤمنين

الأحد، 02 مايو 2021 06:00 م
جمال القرآن.. "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى" بلاغة وصف محبة الله لقلوب المؤمنين الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء القرآن الكريم، معجزة الله الكلامية، مليئًا بالجماليات البلاغية، ويحمل الكثير من الصور البلاغية العظيمة والتعبيرات الجمالية الجديرة بالتوقف، فجاء كـ آية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، رسالة الهدى على حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان، وقادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
 
وفى القرآن حافل بالعديد من الآيات نزلت بلغة جميلة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى بالإضافة لزيادة فى المعنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا (76)
 
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى
 
الله لا ينسى عباده، أبواب رحمته واسعة، وحين يهدى القلوب فهو يزيدها هدى وتقوى ومحبة، فنجد قلوب المؤمنين الصادقين هادئة ورعة محبة، والهدى لا تكون للإيمان بالله فقط، هى هدى للحب وللخير وحب الناس، وكلها أمورا لا يستوى الإيمان من دونها.
 
واستناذا إلى تفسير الطبرى، يقول تعالى ذكره: ويزيد الله من سلك قصد المحجة، واهتدى لسبيل الرشد، فآمن بربه، وصدّق بآياته، فعمل بما أمره به، وانتهى عما نهاه عنه هدى بما يتجدّد له من الإيمان بالفرائض التى يفرضها عليه، ويقرّ بلزوم فرضها إياه، ويعمل بها، فذلك زيادة من الله فى اهتدائه بآياته هدى على هداه، وذلك نظير قوله وَإِذَا مَا أُنْـزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وقد كان بعضهم يتأول ذلك: ويزيد الله الذين اهتدوا هدى بناسخ القرآن ومنسوخه، فيؤمن بالناسخ، كما آمن من قبل بالمنسوخ، فذلك زيادة هدى من الله له على هُدَاه من قبل (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) يقول تعالى ذكره: والأعمال التى أمر الله بها عباده ورضيها منهم، الباقيات لهم غير الفانيات الصالحات، خير عند ربك جزاء لأهلها(وَخَيْرٌ مَرَدًّا) عليهم من مقامات هؤلاء المشركين بالله، وأنديتهم التى يفتخرون بها على أهل الإيمان فى الدنيا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة