جمال القرآن.. "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" بلاغة الوصف فى طمأنة الله للقلوب

الجمعة، 23 أبريل 2021 06:00 م
جمال القرآن.. "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" بلاغة الوصف فى طمأنة الله للقلوب الآية الكريمة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القرآن الكريم مليء بالصور الجمالية والرمزيات والتعبيرات البلاغية الجميلة، وبه الكثير من المفردات الجديرة بالتوقف أمامها نصيا، لنكون على دراية أكثر عمقًا بهذا النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى الناس الهدى والفرقان ويهديهم من الظلمات إلى النور، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته.
 
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.
 
لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
 
هذه العبارة تكررت فى 14 موضعًا من القرآن الكريم، منها 6 فى سورة البقرة وحدها، والفئات المذكورة فى جميع مواضع ذكر الآية، ينطبق عليهم قول الله تعالى «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وهناك طرائف أخرى يمكن استخراجها من الآيات الـ14 التى ذكرناها والشائعة فى تفسير هذا التعبير، لا خوف يعنى فى المستقبل أى فى الآخره ولا يحزنون أى لا يحزنون فى الدنيا وقد أتوا أعمالًا صالحة.
 
وينبغى إدراك أن هناك رسالة يجب أن يعرفها المتشددون الذين يستبعدون دخول الجنة لغير المسلمين، رغم أن هذا شأن إلهى  يعلمه الله سبحانه وتعالى الذى هدى العباد الذى يقرر دخولهم الجنة أو دخولهم النار، خاصة وأن هؤلاء المتشددون لا يمتلكون حجة أو دليلا من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة.
 
وجاء فى تفسير الطبرى: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ألا إن أنصار الله لا خوف عليهم فى الآخرة من عقاب الله، لأن الله رضى عنهم فآمنهم من عقابه ، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.
 
وفى تفسير الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)، بيان حال أولياء الله وأنهم لا خوف عليهم ولا حزن عليهم، لإيمانهم وتقواهم، فأولياء الله: هم أهل الإيمان والتقوى، هم الذين أخلصوا لله العبادة واستقاموا على دينه واتقوه جل وعلا فأدوا فرائضه، وتركوا محارمه، ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله، أهل الإيمان والتقوى .. أهل البصيرة .. أهل الصدق الذين أخلصوا لله العبادة ولم يشركوا به شيئًا ثم أدوا فرائضه وابتعدوا عن محارمه ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله ليس عليهم خوف ولا حزن بل لهم الجنة والكرامة والسعادة، لهذه الآية الكريمة: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ[يونس:62-63] لا خوف عليهم فى المستقبل ولا يحزنوا على ما خلفوا فى الدنيا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة