أكرم القصاص - علا الشافعي

زينب عبداللاه تكتب: رسائل عودة شريهان.. الساحرة قاهرة المستحيل

الأربعاء، 14 أبريل 2021 07:00 م
زينب عبداللاه تكتب: رسائل عودة شريهان.. الساحرة قاهرة المستحيل شريهان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طلت بعد غياب واشتياق فخطفت كعادتها العيون والقلوب والعقول من جديد ، سنوات طويلة انتظرها الملايين من محبى شريهان حتى يرونها تطل على الشاشة من جديد، وأخيراً هلت لتعلن مجدداً أنها أقوى من المستحيل.

هكذا يرى الجمهور شريهان دائماً كساحرة من عالم الأساطير قادرة على تحدى كل الصعاب وتجاوز كل الأوجاع لتخرج منتصرة من كل أزماتها وصدماتها مستعيدة كامل رونقها وجمالها، وهكذا ظهرت النجمة الجميلة بعد غياب لسنوات وبعد رحلة مرض عنيفة فى إعلان لإحدى الشركات، فكان ظهورها حدث يخطف الأنظار والعقول والقلوب، ولقاء بعد اشتياق كبير بينها وبين جمهورها العريض.

شريهان التى مرت بأزمات ومحن وصدمات فوق طاقة البشر، تلك الطفلة التى ولدت وفى فمها ملعقة من ذهب ومالبثت أن توالت عليها الصدمات العنيفة الجديرة بأن تهد أى إنسان وأن تدمره للأبد، ولكن النجمة الجميلة أثبتت أنها صاحبة إرادة حديدية، قادرة حتى على تحدى توقعات العلم والطب والمنطق، لتعطى نموذجاً ورسالة بأن الإرادة تصنع المستحيل والمعجزات، وتعطى دروساً فى حب الحياة.

شريهان التى تبنأ لها عمالقة الفن منذ طفولتها بمستقبل فنى كبير، وجلست طفلة على أقدام أم كلثوم ، وداعبها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، و حضرت بعض بروفات روائعه مع شقيقها الموسيقار الراحل عمر خورشيد ، ونشأت فى بيت يتردد عليه عباقرة الفن.

ملكة الفوازير والاستعراض وأيقونة الجمال والبهجة والموهبة ونجمة المسرح والسينما والتلفزيون، التى تستطيع تجسيد كل معانى الفرح و أقسى درجات الحزن.

بدأت رحلة شريهان مع الألم والصدمات فى سن مبكرة، بأزمتها الأسرية مع أسرة والدها، وقضية نسبها،ووفاة شقيقها الموسيقارعمر خورشيد الذى كان سندها فى الحياة، ثم وفاة والدتها.

أصيبت وهى فى أوج شهرتها وتألقها  فى حادث مروع عام 1990 وانكسر ظهرها وعمودها الفقرى، وظلت لسنوات عاجزة عن الحركة ، توقع الأطباء أنها لن تستطيع الوقوف على قدميها ، لكنها هزمت العجز وعادت أقوى، وقامت ببطولة الفوازير وقدمت مسرحية شارع محمد على وعددا من الأفلام.

وما لبثت أن دخلت فى تحد ومعركة جديدة عندما أصيبت عام 2002 بسرطان الغدد اللعابية أحد أشرس أنواع السرطان، فغابت شريهان مرة أخرى عن جمهورها لتخوض أشرس معركة يمكن أن يخوضها إنسان ، أجرت العديد من الجراحات وعانت من اختلال فى الوزن بسبب المرض وعلاجه ، فتارة ينقص وزنها حتى يصل إلى 37 كيلو ثم يزداد ليصل إلى 113 كيلو ، وتارة تتغير ملامحها حتى لا يكاد يعرفها أحد، وما أقسى أن يتغير شكل الفنان لدرجة ألا يعرفه جمهوره ومحبيه، ولكنها اعتادت أن تنتصر على كل الألام وتتحدى كل التوقعات ، ولأنها كذلك  أنجبت ابنتها الثانية "تالية القرآن" خلال فترة مرضها.

استعانت شريهان على المرض والألم بحب الجمهور الذى اعتبرها ابنته وطفلته وحبيبته التى يدعو لها من قلوب محبة ، ويتعلق بها رغم الغياب، وبعبادات وتقربات لله فى الخفاء ، فاستجمعت قواها وانتصرت فى معركتها مع الألم، لتعود لجمهورها بعد 18 عاما من الغياب فى هذا الإعلان لتحكى قصتها مع الألم، وتعلن أنها اقوى من المستحيل.

وبعيدا عن وجهات النظر التى اختلفت حول الإعلان فى حد ذاته إلا أن ظهور شريهان نفسه وعودتها لجمهورها من جديد حدث جلل يستحق الاحتفاء وأن نهنئ أنفسنا به، لأننا شاركنا فيه مع الملايين الذين دعوا لنجمتهم المفضلة كأنها ابنة وأخت تنتمى لكل أسرة ، فكان فيض الحب والدعاء والتعلق سنداً للنجمة الجميلة فى كل محنة يمنحها القوة والصبر الإرادة والقدرة على التحمل والعزم على العودة.

فرحتنا بعودة شريهان تتجاوز حدود الإعلان وحتى حدود  الفن لأنها رسالة أمل لكل مريض أو صاحب محنة بأنه يمكن أن يتجاوز آلامه وينتصر على محنته.

 فالنجمة الساحرة التى ظهرت بعد محنة صعبة بكامل جمالها وقوتها لم تعد بالنسبة للجمهور مجرد فنانة ولكنها حالة إنسانية متفردة لا مثيل لها، جميلة مبهجة، قوية مناضلة ، تصل إلى أقصى مراحل الضعف ثم تثور وتنهض وتعود أكثر قوة وجمالا، فهنيئاً لنا بهذا الحدث الجلل عودة شريهان وفى انتظارها بجرعات بهجة أكثر وأعمال أقوى وأجمل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة