داخل قرية الشرفا التابعة لمركز المنيا، وجدت نفسها مضطرة للعمل، بعد وفاة زوجها، ولا مجال أمامها سوى قيادة سيارة ربع نقل، رغم العادات والتقاليد، إلا أنها أصرت على أن تعيش من أجل أبنائها، تعلمت القيادة بعد وفاة زوجها، الذى ترك لها 4 فتيات صغيرات، خرجت للعمل منذ 25 عاما حتى أطلق عليها سائقى موقف السيارات "نعناعة"، وأصبحت علامة مميزة لنقل عمال المحاجر من وإلى الجبل.
وتقول رضا عبد السلام على، 58 عاما: زوجى توفى منذ 25 عاما، وترك لى حملا ثقيلا 4 فتيات صغار أكبرهم كان عندها 5 سنوات، فوجدت نفسى أمام أمرين أما أمد يدى أو أعمل وأكل من عرق جبينى.
الحاجة رضا أثناء قيادة السيارة
وتضيف: وجدت أمامى سيارة ربع نقل كانت ملك زوجى وهى كل ميراثه، فقررت العمل عليها، بعد أن وجدت صعوبات كثيرة مع السائقين، فقررت تعلم القيادة والعمل بالسيارة .
الحاجة رضا بسيارتها على الطريق
وتابعت: البداية الناس لم تكن تتقبل عملى على السيارة، خاصة نقل العمال من المحاجر فى الجبل وهذا يكون فى ساعات مبكرة من الصباح او حتى فى الليل، لكن بمرور الوقت نجحت فى كسب ثقة الناس والعمال وأطلقوا على "نعناعة".
الحاجة رضا بصحبة أبناء نجلتها
واستطردت قائلة: تعلم القيادة أصبت فى حوادث كثيرة لكن كان على مواصلة العمل لتربية لأطفال الصغار، والحمد لله تمكنت من تربيتهم جميعا حتى تزوج منهن 3 وباقى واحدة فقط.
الحاجة رضا تحمل طفلة نجلتها أثناء القيادة
وتابعت: عملت بعض الوقت على موقف السيارات، وبعدها قررت أن أنقل العمال، من وإلى المحاجر فى باطن الجبل، وأخرج المغرب من المنزل وأعود فى اليوم الثانى صباحا مع العمال .
الحاجة رضا ترفع غطاء السيارة استعدادا للتحرك
وقالت: لا أخاف من أى شىء أثناء صعود الجبل بالعربية، وإن المهنة مهنة رجال لكن الظروف دفعتنى للعمل، من أجل العيش .
الحاجة رضا تستعد لقيادة السيارة
وأضافت: القصة لم تكن قيادة فحسب لكن كان على أن أتعلم أيضا عيوب السيارة، لأن أصعب شىء أوجهه هو تعطل السيارة فى أماكن بعيدة بالجبل .
الحاجة رضا تقود السيارة ربع نقل
وقالت إنا سعيدة جدا أننى استطعت أن أنجح فى تربية أبنائى حتى تخرجوا من الجامعات، وتحولت نظرة الناس إلى تقدير واحترام وقالت أصبح اسم الشهرة لى نعناعة، وهذا دفعنى لكتابتها على السيارة من الخلف "الحلوة نعناعة".
الحاجة رضا داخل سيارتها
وتابعت: لم يعد لدى منافسين للعمال، أنا رقم واحد عند العمال نعناعة فقط هى التى تعمل لنقل العمال، خلاف اليوم الأول كان الناس والعمال يخافون من قيادتى للسيارة، لكن اليوم يطلبون بالاسم فى الليل والنهار .
نعناعة سيارة الحاجة رضا
واختتمت قائلة: سوف أظل أعمل حتى آخر نفس فى العمر، من أجل نفسى وأولادى، خاصة أنهن يتفاخرون بى فى كل مكان .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة