لا تستغرب من إصرار جماعة الإخوان الإرهابية على فكرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، لبث أفكارها، ونشر الشائعات، وتشويه الدولة، وترويج آرائها، والتحريض على مؤسسات الدولة، وقلب الحقائق بما يتوافق مع أجندتها التخريبية، كما لا تتعجب من أن جماعة الإخوان تستخدم كل وسائل التواصل الاجتماعى الممكنة، سواء القديمة المتعارف عليها أو المبتكرة حديثا، فاللجان الإلكترونية لجماعة الإرهابية باع طويل في هذا الشأن، وأضف إلى ذلك وجود تمويلات ضخمة من قطر وتركيا لتمويل منصات التحريض الإخوانية.
لطالما تواجد التمويل تواجد التحريض عبر السوشيال الميديا من الإخوان وأعوانهم، فالمعادلة بسيطة وسهلة، لا تحتاج إلا لعنصرين: الأول مال والثاني مرتزقة، والأموال يوفرها نظام الحمدين، بينما العناصر التحريضية متوفرة من الجماعات المتطرفة وغيرهم الذين لا يوجد لهم أي انتماء.
تنظيم الحمدين ممول الإخوان
طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، يؤكد إن قطر هي التي تمول كافة اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان لمحاولة ضرب استقرار مصر، وتمكين الإخوان من بث الأكاذيب والشائعات وتدشين حملات تحريضية ضد الدولة المصرية.
وأشار "البشبيشى" في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية مصرة على استخدام السوشيال ميديا لأنه السلاح الوحيد الذي تمتلكه الآن، موضحا أن الأذرع المسلحة للجماعة الإرهابية تلقت ضربات قوية قضت عليها تماما.
وأضاف :" نظام الحمدين يدعم الإخوان بكل الطرق، وذلك قناة الجزيرة القطرية تستضيف قيادات الجماعة الإرهابية لبث خطابهم الإرهابى والتحريضى ضد مصر، كما أنها أصبحت منبرا لنشر أكاذيب الإخوان التي ترددها ضد الدولة المصرية.
ولفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن قطر أصبحت المتعهد الرسمي لتمويل قيادات الإخوان وقنواتها الإرهابية من أجل تنفيذ مخطط الجماعة الذى يستهدف نشر الفوضى وإثارة البلبلة داخل المجتمع، إلا أن وعى الشعب المصرى كان لهم بالمرصاد.
الإخوان وتطبيق "كلوب هاوس"
وفى السياق ذاته تستخدم الإخوان مواقع التواصل الاجتماعى بكل أنواعها سواء القديمة أو المبتكرة حديثا، وقد رصد الكاتب الإماراتي محمد خلفان الصوافي، محاولات جماعة الإخوان الإرهابية لاستخدام تطبيق "كلوب هاوس" لتنفيذ المخطط التخريبى للجماعة الإرهابية، مؤكدا أن ظهور تطبيق "كلوب هاوس" الصوتي قد شكل فرصة أمام عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي.
وأشار "خلفان" إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تمل من فكرة العودة إلى المشهد بأى طريقة، قائلا :"لمحاولة تذكير الشعوب العربية التي كشفت حقيقة مخططهم التخريبي، بأنه لا يزال موجوداً وفاعلاً وأنهم يستعدون للعودة مرة ثانية لتكملة مشروعهم ضد الأوطان، ومع أن هذا التطبيق ظهر في أبريل 2020، أي قبل عام، لكن لم نشهد مثل هذه الحدة من الخطاب الإخواني خلال فترة دونالد ترامب، في تفسير واضح للفكر الإخواني الذي عادة ما يتحين الفرص للظهور.
وأوضح أن جماعة الإخوان لجأت إلى تطبيق "كلوب هاوس" مع تغيير الإدارة الأمريكية قائلا: "تزامن انتشار هذا التطبيق مع وصول الإدارة الديمقراطية برئاسة جو بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة ليس ببعيد عما يراهن عليه أعضاء هذا التنظيم في العودة إلى المشهد السياسي العربي مرة أخرى، بعد أن سقطوا"، مضيفا :"أما عن الرسالة التي أراد أعضاء التنظيم الهاربون في تركيا من خلال الجلسة النقاشية التي عقدوها الأسبوع الماضي باستخدام كلوب هاوس أن يوجهوها للداخل الخليجي كان فحواها: أنهم ما زالوا يسعون إلى تغيير الثوابت الوطنية التي فشلوا فيها دون أن يدركوا، أو أنهم يتجاهلون عمداً أن تجربتهم السابقة قد فضحت الأفكار الحقيقية التي كانوا يخفونها وراء أحاديثهم عندما حكموا بعض الدول العربية.
فقدان الإخوان للحضانة الشعبية
وأكد أن جماعة الإخوان الإرهابية فقدت الحضانة الشعبية بالدول العربية، قائلا :"المسألة لا تحتاج إلى قياسات نظرية، لتأكيد أن هذا التنظيم فقد كل أدوات التأثير الاجتماعي، ليس هنا في دول الخليج العربي فقط - وإن كان هو الأوضح عربياً نتيجة لقوة العلاقة بين القيادة والشعب- ، ولكن حتى في الدول الأخرى مثل مصر أو تلك التي يرأسون فيها الحكومات؛ أهمها رفض شعوب هذه الدول المساس بالمكتسبات والإنجازات الوطنية مقابل ثقافة التدمير والفوضى التي يسعون إليها من خلال فكرهم التخريبي".
وأكد أن جماعة الإخوان ستفشل في محاولاتها المستميتة للعودة مرة أخرى، قائلا :"رهان تنظيم الإخوان سواء على وسائل التواصل الاجتماعي القديمة والجديدة ومحاولة التمدد فيها من خلال إيصال عناصرها إلى دوائر صنع القرار فيها، كما حدث مع توكل كرمان التي اختيرت لتكون عضواً في مجلس الإشراف على المحتوى لـ"فيسبوك" أو حتى وجود الديمقراطيين في السلطة، هو رهان فاشل وغير مجدٍ".
فشل الإخوان
وأرجع فشل الإخوان إلى سببين على أقل تقدير؛ السبب الأول: أن الجماعة لم تعد تمتلك الحاضنة المجتمعية في الدول العربية والتي كانت تعتمد عليها كثيراً، والمقصود هنا الطبقة الفقيرة التي استغلتها الجماعة في الانتشار ثم أدوات تخريب المجتمعات، كما خسروا القوى المجتمعية التي تحالفت معها خلال فترات معينة قبل ما كان يسمى "الربيع العربي"، حيث انفردوا بالحكم وتناسوا الآخرين.
وتابع :"السبب الآخر: متعلق بالتنظيم نفسه، حيث يعيش حالياً الانقسامات بين أعضائه إما نتيجة للاختلافات بينهم بسبب الطبيعة الديكتاتورية للتنظيم نفسه، كما يحدث في تونس، وإما بسبب الضربات القوية التي تلقوها من الشعوب العربية، وبالتالي فهم الآن يعانون من التشويش في الرؤية، وما يفعلونه في وسائل الإعلام هو محاولة لإنعاش وجودهم المجتمعي الذي لم يعد موجوداً على أرض الواقع، إلا في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف :"الالتفاف على المواقف، واستغلال الفرص لإفساد كل ما هو نقي أو لخدمة الإنسانية كما هو الحال في وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها كلوب هاوس، من صفاتهم، كما يثبت التاريخ، وعليه فإن التنظيم سيحاول من خلال طرق مختلفة النهوض من الخسائر الفادحة في رصيده المجتمعي والدولي؛ بحثاً عن مساحة للتأثير على الحس الوطني العالي جداً الذي تم بناؤه خلال الفترة الماضية، والذي أكد أنه السلاح الأقوى والأكثر فاعلية في مواجهة كل الأفكار ضد الأوطان، بعد أن استدرك الإنسان العربي نفسه، ولم يعد قابلاً للخداع مرة أخرى لا من خلال "كلوب هاوس" ولا غيره من الوسائل التي يفترض أنها لخدمة الإنسانية.
واختتم حديثه بقول :"الشعوب العربية هي أهم قوة لصد طموحات الإرهابيين ومنهم الإخوان المسلمين، ومعها طبعاً المؤسسات الوطنية، وهو ما يأتي خلافا لما يظنه أعضاء التنظيم ممن يديرون الأحاديث في كلوب هاوس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة