مشاركون فى ملتقى الهناجر: الأخوة الإنسانية ضرورة عملية لـ العالم أجمع

الأربعاء، 24 فبراير 2021 10:44 ص
مشاركون فى ملتقى الهناجر: الأخوة الإنسانية ضرورة عملية لـ العالم أجمع جانب من الملتقى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أقام قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافى الشهرى، تحت عنوان "الأخوة الإنسانية.. ومناهضة خطابات الكراهية"، أدارت النقاش الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة الملتقى ومؤسسته، وذلك بمشاركة كل من: الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، والأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، والشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم والداعية الإسلامى، بالإضافة إلى الإعلامى تامر حنفى بقناة النيل للأخبار، وتخللت المناقشة فقرة فنية قدمتها فرقة المولوية بقيادة الفنان الدكتور عامر التونى.

جانب من الملتقى
جانب من الملتقى

وقالت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤسسته، إن موضوع النقاش اليوم "الأخوة الإنسانية.. ومناهضة خطابات الكراهية"، ينبع أهميته من كونه ضرورة إنسانية لا ينشدها العالم العربى فحسب، بل إنها تمثل ضرورة حياتية للعالم أجمع.

وأوضحت الدكتورة ناهد عبد الحميد، أن العالم شهد منذ عامين ولادة حدث عالمى مهم فى ذات الإطار، ألا وهو توقيع الأزهر والفاتيكان وثيقة الأخوة الإنسانية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، تحديدًا فى الرابع من فبراير عام 2019، فى لحظة تاريخية فارقة جمعت بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، فى مبادرة تاريخية كبرى، واستمد هذا الحدث أهميته العالمية كون النظر كان للإنسان فقط أيًا كان دينه أو عرقه أو لونه.

حضور الملتقى
 
وأشادت الدكتورة ناهد عبد الحميد، بدور دولة الإمارات العربية المتحدة التى احتضنت هذا الحدث العالمى المهم، بهدف تعزيز مبادئ الإخوة الإنسانية ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وخطابات الكراهية، بين شعوب العالم كافة باختلاف اتجاهاتها وأعراقها، وأشارت إلى مشاركة نخبة من كبار القيادات والرموز الدينية من مختلف أنحاء المعمورة، حيث جلس جميعهم بمختلف اعتقاداتهم الدينية على طاولة حوار واحدة، واتفقوا على الإنسانية، فيبقى الحوار هو السبيل الوحيد للتعايش المشترك بين الجميع، فلن يتحقق السلم العالمى دون سلام الأديان.

وأكدت الدكتورة ناهد عبد الحميد، على أن تلك الوثيقة تعد أول وثيقة للعلاقات الإنسانية فى العصر الحديث، وهى وثيقة كان يحتاجها العالم بأسرة، فيحتاجها رجل الدين سواء كان فى الكنيسة أو المسجد، وكذلك على الصعيد الاجتماعى والتربوى يحتاجها المعلم والأستاذ الجامعى وصناع القرار السياسى، وقبل كل ذلك تحتاجها الأم، وفى مختتم كلمتها أكدت أن وثيقة الأخوة الإنسانية ستبقى دليل للأجيال القادمة، فهى تمثل أهمية كبيرة ممتدة الأجيال القادمة بما تحمل من نشر لقيم التسامح الإنسانى، ووصفتها الإنجاز الكبير الذى لم يأتى فجأة، ولكنه جاء نتاج لقاءات وحوارات كثيرة بين الأزهر والفاتيكان على مدار أكتر من عام، إلى أن أصبح يوم الرابع من فبراير من كل عام هو اليوم الذى يحتفل فيه العالم كله بالأخوة الإنسانية، وذلك بطبيعة الحال بعد اعتراف الأمم المتحدة به، وهو الأمر الذى يعد إنجازًا عظيمًا فى حد ذاته.

وأكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير، أن وثيقة الإخوة الإنسانية تعد امتدادًا لدور الأزهر الشريف ومتابعة للجهود والمبادرات التى تبذل تحت رعايته، كما تمثل الإرادة المصرية المصممة على العيش المشترك ورفض التطرف والعنف وإدانة الجرائم التى ترتكب باسم الأديان السماوية، كما أنها تؤكد على مدى رؤية وبعد نظر فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى جسد معنى الأخوة الإنسانية عمليًا على أرض الواقع فى مصرنا الحبيبة، من خلال افتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح، جنبًا إلى جنب بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك فى مطلع عام 2019م قبل توقيع هذه الوثيقة، التى تعتبر بدورها امتداد لنسق الأزهر الشريف الفكرى الوسطى الذى يقوم على احترام التعددية الدينية والمذهبية وقبول الآخر والعيش المشترك، فالأزهر الشريف يقدر الكنيسة المصرية ويعرف مكانتها وقدرها، والكنيسة المصرية كذلك تقدر الأزهر الشريف وتعرف مكانته ودوره فيما يتعلق بأمر التعددية وقبول الآخر والعيش المشترك بيننا على أرض مصر.

فيما أشار الأنبا إرميا، إلى أن وثيقة الإخوة والإنسانية جاءت تأكيدًا لمعنى العيش المشترك، وقد استمدت تلك المعانى والقيم من الكتاب المقدس والقرآن الكريم، واستشهد الأنبا إرميا بعدة آيات، مثل: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: ٣٠).

وأكد الأنبا إرميا أن مصر منذ فجر التاريخ شكلت خير مثال لاحترام التعددية، حيث لجأ إليها للعديد من الأنبياء مثل: إبراهيم ويوسف عليهما السلام، كما نزل فيها يعقوب وموسى عليهما السلام، وأكد أن خليفة المسلمين عمرو بن الخطاب قدم أروع أمثال فى التعايش والتآخى واحترام الآخر منذ قرون حينما لم يقم الصلاة فى كنيسة احترامًا للأقباط، فالمؤمن بالله يدرك لما خلق الله الإنسان، وزرع فى نفسه من صفاته الحسنى مثل حب الخير والعدل والمحبة، وفى مختتم كلمته أشاد بتخصيص جامعة سوهاج لجائزة تحمل اسم الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى (رحمه الله)، وهى جائزة التسامح والحوار الدينى.

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عزيز، على أن قضية التسامح الدينى تمثل أهم القضايا لعالمنا المعاصر، فالحوار الدينى هو القاعدة الرئيسية للتواصل بين مختلف الأديان، والسبيل إلى الوصول للمفاهيم المشتركة بين الأديان والفرق العقائدية على حد سواء، وفى هذا الإطار تأتى جائزة التسامح والحوار الدينى لفضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى (رحمه الله)، وتقدر بمبلغ مائة ألف جنيه، حيث تبرع أحدج رجال الأعمال بمبلغ مليون جنيه لجامعة سوهاج، وتم وضعها وديعة بأحد البنوك، من ريعها تقدم الجائزة سنويًا، ليتنافس على نيلها محليًا وعالميًا الأفراد والمؤسسات والهيئات الحكومية والباحثين فى مجال التسامح والحوار الدينى، وقد ضمت لجنة تحكيمها كل من: الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، والأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشاة والمراغة، والدكتور فتوح خليل القائم بعمل عميد كلية الآداب، والدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم، الدكتور نبيل سعد، الأستاذ المتفرغ بكلية التربية.

فيما تحدث الداعية الإسلامى الدكتور مظهر شاهين، حول موضوع الأخوة الإنسانية مستشهدًا بالآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء:1)، وانطلاقًا من مدلول هذا المعنى سنصبح جميعًا إخوة لا يجوز أى منا على الآخر، مشيرًا إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية جمعت النصوص الدينية وصاغتها وعنونتها، وهذا هو جوهر الأديان السماوية الحقيقى.

كما أوضح الإعلامى تامر حنفى، أن الجزء الأصلى بوثيقة الأخوة الإنسانية، مفهوم طرح هذه الفكرة بشكل إنسانى محض هو اللجوء إلى مشتركات إنسانية يمكن الاتفاق عليها، وما طرحه من قبل الفيلسوف الألمانى "كانط" فى كتابه (العقل المحض)، يشير إلى أنه فى إحدى فترات تغير الوضع السياسى فى أوروبا فى العصور الوسطى وما صاحبه من تغيرات فى سلطة المؤسسات الدينية آنذاك، كانت محاولة البحث عن مشتركات بين البشر أهم المساعى التى لجأوا إليها، وحول الخطاب الإعلامى أكد أهمية تحديد الأهداف والأولويات عند وضع مخطط إعلامى، بحيث أن يكون إضاءة العقول بالوعى هو الأساس، فحينما يتغير الإنسان ويسمو إلى الأفضل بالتأكيد سيتغير الواقع للأفضل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة