أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

الفرق بين الإعلامى والوزير.. شاسع وخطير!

السبت، 04 ديسمبر 2021 12:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

(1)

فى سورة طه، قال نبي الله موسى عليه السلام سائلا رب العباد: "وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِى، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً".كما قال المولى عز وجل فى سورة الفرقان: "ولَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا". القرآن هنا، يوضح أن الوزير، يتمحور دوره حول الإعانة والمساعدة والمُآزرة من أجل تحقيق أهداف عليا وسامية للشعوب والأوطان.

(2)

تعريف الوزير في العرف السياسى، هو عضو في حكومة دولة ما، يقودها رئيس الوزارة، يحمل حقيبة وزارية متخصصة كانت أو في منصب وزير دولة. وتعريف الوزير سياسيا، فإن كلمة "وزير" اشتُقت من كلمة "وِزر" وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق، ورأي أخر يقول أنها مأخوذة من الوَزَر أى الملجأ، وقيل أيضا نها مشتقة من الأزْر، وهو الظهر "السند". وفى التعريفين القرآنى والسياسى، لمصطلح الوزير يتبين أهمية المعنى، والدور الذى يلعبه الوزير.

"3"

الوزير، لا يعبر عن رأيه الشخصى طالما يجلس على مقعد الوزارة، وإنما كل كلمة وتصريح يحمل توجه الحكومة التي هو عضوا فيها، ومن ثم فإن على الوزير أن يتمتع بكياسة وفطنة سياسية، ولا ينجر وراء استفزاز، فيبدى رأيا يتسبب في وقوع أزمة، سواء داخلية أو خارجية. والكياسة والفطنة مهارة خاصة، بعيدا عن مسميات من عينة وزير سياسى، أو تكنوقراط، فكم من وزير سياسى أدلى بتصريحات تسببت في أزمات كبيرة، فأكثر من مرة وقفت دولا على حواف أزمات كبيرة نتيجة زلات بعض الوزراء، وهو ما يستغرق وقتاً وجهداً من الحكومة بكاملها لتجاوز آثار تلك الأزمات.

تأسيسا على ذلك فإن منصب الوزير، يمتاز بحساسية كبيرة، وتحتاج لمن يحمل الحقيبة الوزارية أن يتمتع بكياسة وفطنة وذكاء وقدرة على الفرز وتقدير الموقف، وأن يمتاز بضبط المصطلحات، وأن يحمل في حقيبته ترمومتر لقياس درجة سخونة المشهدين الداخلى والخارجى، فلا يساعد في رفع درجة السخونة إلى الغليان بتصريحات صادمة.

"4"

أما الإعلامى، فلابد أن يتمتع بقريحة يقظة، قادرة أيضا على التقييم، ويساهم في عملية التنوير، بما يخدم المصلحة العامة، ومن قبلها الحفاظ على أمن وأمان واستقرار البلاد وتماسك نسيج المجتمع. ويتبقى أمرا جوهريا أن الإعلامى ورغم مشاركته في المسؤولية عن كل ما يبديه من أراء، إلا أنه في النهاية لا يعبر إلا عن وجهة نظره فقط، لا تعكس توجه حكومة بلاده.

وفقا لهذه المعايير، يتضح أن الفارق بين الإعلامى والوزير أو المسؤول، كبير وجلى، الوزير تصريحاته تعبر عن وجهة نظر حكومة بلاده، بينما الإعلامى تعبر عن وجهة نظره فقط، وفى كل الأحوال، لابد للجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية، والقدرة على الفرز وتقدير الموقف تفاديا لوقوع أزمات تؤثر بالسلب داخليا وخارجيا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة