أحمد التايب

الصالون الثقافى.. وصناعة الوعى

السبت، 18 ديسمبر 2021 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤكد أن صناعة الوعى أصبحت ضرورة حتمية في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات، وخاصة عندما تستهدف الأوطان أو تنتشر ظواهر سلبية من شأنها تعكير الصفو العام أو ضرب الثوابت الأخلاقية والوطنية في مقتل، أو بث الخوف من المستقبل، وما أكثر هذه الظواهر في ظل هيمنة عالم السوشيال ميديا وتأثيرها على الشباب، لتحقيق أهداف خبيثة من شأنها نشر الشائعات والتعصب والتطرف في المجتمعات.

ليأتى البحث عن منابر الوعى الحقيقية لمواجهة ومناهضة هذه الظواهر، ضرورة مهمة للتصدى لكل الأفكار الضالة والشاذة، والقيام بحركة تنويرية وتوعوية في ظل عالم الحداثة وسيطرت المنصات الرقمية، وأعتقد أن أهم هذه المنابر هي الصالونات الثقافية، وخاصة أنه كان لهذا المنبر الثقافي دور كبير في نشر الفكر التنويرى، ومصدر إشعاع فكري من أجل صناعة الوعى، وقيمة هذا المنبر أنه لا يستهين بأى فكر إنسانى مادام يهدف للسمو بالثقافة ويستهدف تعزيز الوعى في المجتمع، ونموذجا على ذلك الحفاوة والإيجابية التى رأيتها عقب فعاليات الصالون الثقافي لمدرسة الشهيد عصام الدين بمدينة الفشن ببنى سويف، والذى يعد سابقة هي الأولى من نوعها بالمحافظة، كونه حدث في مدرسة ثانوية، وبحضور نخبوى كبير من المدينة، إضافة إلى الحرص ومطالبة الكثير بالتكرار والدعم بعد تقديم جرعة ثقافية تهدف إلى تعزيز الوعى والتنوير، ليؤكد الحضور عظمة هذا المنبر من أجل مناقشة أمور المجتمع بنوع معين من الرقى الفكرى، وإحداث حركة ثقافية..

ونحن نتحدث عن قضية الوعى وضرورة تعزيز الرؤى الثقافية، علينا أن نعلم جميعا، أن العبرة ليس بكل من أنشأ صالونا ثقافيا، لكن بمن أثراه بالفكر والثقافة، فهو منبر فكري تعليمي لاكتشاف وصقل المواهب وتبادل الفكر والخبرات، وأن يتحلى القائمون على هذه الصالونات الثقافية، أن يضعوا في الاعتبار أن فكرة الإنشاء قائمة من أجل خدمة الصالح العام، وأن لا يكون الدافع هو الوجاهة الاجتماعية، حتى لا تتحول إلى ملتقيات هلامية لا تطرح رأيا ولا تطور وضعا، بل سيكون وقتها يكون التسابق للبروز وللشو الإعلامى، غير أن الكارثة أنه لو تحولت الفكرة إلى هذا ستنضم قطعا إلى قائمة الأمراض التي تصيب المجتمع الآن، والتي تعد قطعًا جرائم في حق النفس والإنسانية، وأمراض تنهش فى جسد المجتمع وروحه معا.

فعملية بناء الوعى يا سادة ضرورة حتمية، تبدأ بالمعرفة والإدراك التام والتثقيف الشامل والإحاطة بكافة التحديات المعاصرة، وما أقصده هنا، هو الوعى في إطاره الشامل المتكامل لا الاقتصار على الوعى الدينى أو السياسى فحسب، إنما يمتد إلى مفهوم أوسع وأشمل لكل الجوانب الحياتية، وأن غياب الوعى قطعا يتسبب في انتشار أمراض مجتمعية نهايتها شهادة وفاة للمجتمع نفسه، لذا كما ذكرنا في مقال سابق حول الوعى، "لا يوجد وعى حقيقى دون السعي الدؤوب للعلم والتعلم والإخلاص للوطن، والتحلى بالصدق والأمانة ومراعاة القيم والكرامة، والبعد عن الفساد والإفساد والتخريب، وإعلاء المصلحة العامة على الخاصة، والمشاركة في البناء والتعمير، وتحمل المسئولية والشراكة الاجتماعية، فحال تحلى الأمم والشعوب بهذه الصفات، كان التقدم حليفا والرخاء مؤكدا..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة