رسم ديوان "خفقة الطين" للشاعر العراقى بلند الحيدرى طريق الشعر الحديث فأوغل فى طريقه حتى النهاية وقد كانت هذه التجربة من أولى محاولات التحرر من النمط المعتاد للقصيدة العمودية فى الأربعينيات وقد صدر الديوان عام 1946 وكان بلند الجيدرى فى العشرين من عمره.
ومن قصائد ديوان خفقة الطين التى تجلت فيها محاولة الحيدرى لكتابة الشعر متحررا من الشكل القديم للقصيدة حيث يقول:
نزت الآثام فى عمرى
فثورى
وارقصى نشوى على قلبى الكسير
مضغ الحزن شبابى
يافعا
فامضغي بالشهوة القصوى مصيري
لست أهوى جنة الله … ولا
ولا أتمناها رجاء في شعوري
لا … ولا أخشى سعيرا
وصدى سخرية الحزن المرير
فدعي الظن الذي قدسته
نصبا
في معبد الوهم الغرير
لا خلوق
لا دنيء … كلنا في مسرح الدهر
تماثيل عصور
إن ما نعبده اليوم طهورا
سوف يهزأ بهوى الأمس الطهور
وقد ولد بلند الحيدري عام 1926 وهو كردي الأصل واسمه يعني شامخ في اللغة الكردية، وتوفي في لندن يوم 6 أغسطس 1996 إثر عملية جراحية على القلب لم تكلل بالنجاح.
بدأ حياته المهنية بكتابة العرائض أمام وزارة العدل، حيث كان خاله داوود الحيدري وزيرا للعدل وكان حريصا على تثقيف نفسه فكان يذهب إلى المكتبة العامة لسنين ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل إذ كوّن صداقة مع حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء بعد إغلاق المكتبة.
وكانت ثقافة الحيدرى انتقائية، فدرس الأدب العربي والنقد والتراث وعلم النفس وكان معجبا بفرويد وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية والديمقراطية، علاوة على قراءته للأدب الغربي من خلال الترجمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة