أم الكرم والخير.. باعت الدنيا واشترت الآخرة.. الحاجة حليمة 76 سنة تتبرع بـ4 قراريط كل ما تملك لخدمة أهالى المريس.. تؤكد: فعلت ذلك لأرضى الله دنيا وآخرة.. وعضو لجنة تسلم الأرض: نموذج مشرف وغيورة على دينها ووطنها

الجمعة، 19 نوفمبر 2021 08:00 م

الحاجة حليمة

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى موقف مميز يؤكد على أن أهل مصر فى رباط ومحبة ليوم الدين، وسيدات الصعيد أهل الكرم والخير، قررت الحاجة حليمة البالغة من العمر 76 سنة ابنة قرية المريس غرب محافظة الأقصر، أن تتبرع بكل ما تملكه فى الدنيا وهى 4 قراريط ورثتها عن زوجها المتوفى، وذلك كمنفعة عامة لأهالى القرية لتقام عليها مصالح خدمية للجميع، ليكون التبرع سبيل وبوابة لدعوات الجميع لزوجها ولها بعد أن تلحق به كما قالت لـ"اليوم السابع".

وفى هذا الصدد قالت الحاجة حليمة لـ"اليوم السابع"، إنها قررت التبرع بما تملكه لوجه الله فقد كان حلمها منذ سنوات وحاولت أكثر من مرة أن يكون ما تملكه بعد وفاة زوجها هدية لأبناء قريتها، وخلال تلك الأيام تشكلت لجنة بقيادة الشيخ محمود الضبعاوى، والدكتور ياسر وعدد من قيادات المنطقة، والذين تسلموا تبرعها الذى كانت سعيدة للغاية خلال تقديمه منفعة عامة للجميع ليدعوا لزوجها ولها كل من يستفيد منه بعد وفاتها.

وأكدت الحاجة حليمة البالغة من العمر 76 سنة بقرية المريس، والتى تعيش داخل منزل بسيط ومتواضع، أنها لا تريد من الدنيا شيء فهى عاشت عمرها فى سعادة ورضا بحالها وتزوجت ولم تنجب أبناء، وأصبح أبناء شقيقتها هم ضهرها وسندها فى الحياة والجميع يرعاه، وبعد معرفتهم بقصة تبرعها بملكها 4 قراريط لوجه الله والمنفعة العامة للقرية الكل ساندها ولم يرفضوا نهائيًا تبرعها بكل ما تملك لأجل قريتهم.

وأضافت الحاجة حليمة، أن كل ما تحلم به أن تلحق بزوجها على خير والله راضى عنها، وكذلك أن يكرم الله أبناء شقيقتها الذين لم يقصروا معها فى أى شيء طوال حياتها وتواجدها بينهم فى منزلها بقرية المريس، داعية الله أن يرزقهم جميعًا بأفضل الوظائف لتستقر حياتهم وأمورهم فى المستقبل مع أبناؤهم.

ومن جانبه قال الشيخ محمود الضبعاوى ابن غرب الأقصر، إن الحاجة حليمة البالغة من العمر 76 سنة ابنة قرية المريس، سيدة من سيدات الصعيد الذين يحبون عمل الخير ودعم أبناء قراهم وبلادهم، وقررت مؤخرًا ابتغاء لوجه الله أن تتبرع بكل ما تملكه من الدنيا كمنفعة عامة لخدمة أهالى قريتها، حيث أن تبرعها يساهم فى فتح الباب أمام الجميع للتبرع ودعم الوطن خلال الفترة المقبلة أكثر وأكثر وهو المطلوب من الجميع.

وأضاف الضبعاوى، لـ"اليوم السابع"، أنه رافق وفد من كبار القرية للقاء الحاجة حليمة فى منزلها بعد طلبها التبرع بأملاكها وهى 4 قراريط لأهل القرية ليتم بناء مصالح خدمية عليها خلال الفترة المقبلة، وبالفعل التقى الوفد بها وقالت لهم أنها تزوجت ولم تنجب أطفال من زوجها المتوفى منذ عدة سنوات مضت وترك لها ورث 4 قراريط، ولكنها لا تريد شيء لنفسها وقررت التبرع بها لصالح أهالى قرية المريس، وذلك بعد أن حافظت على ورثها من زوجها لعدة سنوات لتضعه فى مكانه المناسب لخدمة الجميع ليدعوا لزوجها أهالى القرية ولها طوال العمر، قائلًا:- "الحاجة حليمة 76 سنة، سيدة غيوره على دينها ووطنها أدت رسالتها على أكمل وجه بتربية أبناء شقيقتها أفضل تربية حتى أصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم، وذلك لكونها لم تنجب أطفال من زوجها الذى توفى منذ سنوات، وتعيش حياة بسيطة وفى منزل متواضع للغاية وبدخل لا يتعدى 1000 جنيه، ولا تمتلك من حطام الدنيا سوى 4 قراريط فى قرية المريس حافظت عليهم ورفضت بيعهم لتعيش حياة ميسورة، وفضلت أن توهبهم لله كمنفعة عامة لخدمة أهالى القرية لإقامة مصالح خدمية فى موقف نبيل من سيدة رائعة".

وأكد الشيخ محمود الضبعاوى، أنه خلال زيارة وفد القرية للحاجة حليمة بمنزلها لاستلام التبرع، تم بالفعل اتخاذ الإجراءات اللازمة، وسيتم تخصيص الأرض لإنشاء عدد من المصالح الخدمية التى ستخدم أبناء قرية المريس، موجهًا كل التحية والتقدير للحاجة حليمة التى اشترت آخرتها بدنياها.

أما الدكتور ياسر محمد ابن قرية المريس وأحد أعضاء اللجنة المشرفة على تسلم قطعة الأرض التبرع من الحاجة حليمة، أنه سعيد بهذا الموقف المشرف من إحدى سيدات القرية اللاتى يقفن دومًا مع أبناء القرية فى كافة أمور الحياة، مؤكدًا أن الحاجة حليمة كانت تسعى وتلح على الجميع منذ أكثر من عام للتبرع بتلك الأرض لوجه الله وللمنفعة العامة لبلدتها، فهى تحلم بأى مشروع يخدم أبناء البلد يكون فى ميزان حسنات زوجها وميزان حسناتها.

وقال أحمد محمود نجل شقيقة الحاجة حليمة، إنه فخور بموقف خالته بالتبرع بكل ما تملك لوجه الله، موضحًا أنه وأشقاؤه يحملونها على أكتافهم ولم ولن يتركوها طوال حياتها بينهم فهى الخالة والأم الثانية لهم، ولدى عرضها فكرة التبرع بالأرض لإقامة مشروع للقرية لينفعها فى الدنيا وفى الآخرة، قاموا بمعاونتها فى كل خطوة وظلوا يبحثون عن كبار القرية حتى تم التبرع على خير ووقعت الحاجة حليمة خالته على عقود التبرع بالأرض لصالح أهل القرية وخدمتهم.