الأقصر أول مدينة عربية تستضيف احتفالية يوم المدن العالمى بمشاركة وزراء ومسئولين دوليين.. مسؤولة الأمم المتحدة تشيد بالمشروعات: مصر لاعب قوى ومهم بالمنطقة.. وشعراوي: أنفقنا 375 مليار جنيه لتحسين الخدمات بالصعيد

• شعراوى: مصر تبنت استراتيجية متكاملة لتطوير المناطق العشوائية

• وزير التنمية المحلية: الرئيس وجه بتنمية كل القطاعات والخدمات فى القرى ضمن "حياة كريمة"

• مسؤولة الأمم المتحدة: محطة بنبان أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية فى العالم

• وزير التنمية المحلية: بدأنا التركيز على ربط محافظات الإقليم بعضها ببعض لتحقيق نمو مستدام وتحسين جودة حياة المواطنين

• التنمية المحلية: الأمم المتحدة اختارت برنامج تنمية الصعيد ضمن أفضل البرامج التنموية فى العالم

• محافظ قنا: برنامج تنمية الصعيد خفض معدلات البطالة فى المحافظة من 11% لـ4.8%

• محافظ سوهاج: تقييم دورى لمراحل مشروعات تنمية الصعيد فى المحافظة

استضافت مصر وتحديدا محافظة الأقصر اليوم، احتفالية "يوم المدن العالمى"، برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات"، والذى يقام على مدار يومى 30 و31 أكتوبر الجارى، بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، تحت رعاية رئيس الجمهورية، بحضور ممثلين رفيعى المستوى من الحكومات الوطنية والمحلية ووكالات الأمم المتحدة وشركاء التنمية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الأكاديمية لتبادل الأفكار المبتكرة وأفضل الممارسات والحلول لبناء مناخ حضرى ومرن.

وفى بداية الاحتفال ألقت الدكتورة ميمونة الشريف المدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات"، كلمة أكدت فيها اختيار مدينة الأقصر كأول مدينة فى المنطقة العربية للاحتفال بهذا الحدث الدولى " يوم المدن العالمي" لافته إلى أن موضوع هذا العام "تكييف المدن للتكيف مع تغير المناخ" مرتبط مباشرة بالأقصر موضحة " الأقصر هى موطن وادى الملوك ووادى الملكات والعديد من المواقع التاريخية الأخرى التى يعود تاريخها إلى آلاف السنين. لافتة إلى أنه يجب أن نجتمع على الفور فى مدينة ثمينة للغاية مثل الأقصر ونعمل من أجل مدن صفرية الانبعاثات، ونحو تحقيق الأهداف المنصوص عليها فى اتفاقية باريس.

وأثنت المسؤولة الأممية على الحكومة المصرية لإطلاقها العديد من البرامج والمشاريع التى يمكن أن تساعدنا فى معالجة تغير المناخ قائلة " مصر مهمة للغاية، فهى لاعب قوى وكبير للغاية، والتغيير فى مصر سيكون له صدى عالمى " مشيدة بمشروع بنبان للطاقة الشمسية المقام بمحافظة أسوان مؤكده أنها تعد واحدة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية فى العالم وأنه مصدر فخر وطنى حيث يقلل المشروع من انبعاثات الكربون بمقدار 2 مليون طن سنويًا " لافتة إلى أن مصر شرعت أيضًا منذ عام 2014 فى برنامج إصلاح قوى لدعم الطاقة، وكان هذا أمرًا حاسمًا فى تقليل الاستهلاك المهدر وفى تعزيز جدوى الطاقة المتجددة.

وقالت: "اعتقد أن مصر فى نواح كثيرة على المسار الصحيح حيث تقوم ببناء سكة حديد كهربائية، وتوسيع المترو الحالى، وطرح أنماط أكثر كفاءة للنقل الجماعى - والتى يفخر موئل الأمم المتحدة بكونها أحد الشركاء - مثل Bus Rapid Transit وكذلك وسائط النقل غير المزودة بمحركات ( NMT) مثل مشاركة الدراجة وذلك لكى نعالج مشكلة تغير المناخ حقًا مؤكدة " يجب أن يكون هذا الالتزام فى كل مدينة مصرية. يجب على المدن فى جميع أنحاء العالم أن تنظر إلى الميزانيات من منظور مناخى، لإعادة البناء بشكل أفضل ".

وقالت: "يجب أن ننظر إلى الوراء فى كيفية قيام المصريين القدامى ببناء هذه المدينة والتعلم منهم. مثل المدن القديمة فى جميع أنحاء العالم، حيث كان النسيج الحضرى كثيفًا، وكان استخدامًا مختلطًا ومضغوطًا، وكانت جميع الرحلات تتم بالقدم مؤكدة " مصر على طريق طموح للتنمية الاقتصادية، وآمل فى السنوات القادمة أن أرى المدن المستدامة فى قلب ذلك. "

وفى كلمته أكد اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، أن احتفالية يوم المدن العالمى، الذى تستضيفه مصر من محافظة الأقصر رمز لتاريخ وتسلسل الحضارات على أرضها ومعابدها والكنوز المصرية القديمة والتى وضعت أُسس لبناء منظومة مستدامة للمدن الحضرية، يسعى إلى تعزيز وحشد المجتمع الدولى والمحلى بالتنمية الحضرية المستدامة فى إطار أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والأجندة الحضرية، بما يتضمنه مفهوم "المدن المستدامة" بأنها ليس فقط الاستجابة لاحتياجات المواطنين وطموحاتهم المتعلقة بالخدمات العامة، أو حتى زيادة معدلات التنمية المستدامة فى هذه المدن.

وتابع شعراوى: "يمتد هذا المفهوم ليشمل التأكد من حصول كافة المواطنين على نصيب عادل من ثمار هذه التنمية، كما يرتبط مفهوم "المدن المستدامة" أيضًا بوجود نظام من الحوكمة الذى يضمن كفاءة القرارات التى تتخذها السلطات المحلية للمدن على النحو الذى يضمن تلبية احتياجات المواطنين فى ضوء الموارد المتاحة.

وأضاف وزير التنمية المحلية: "خلال العقود القليلة الماضية تعرضت المدن المصرية كمثيلتها من المدن فى الدول الأخرى لعدد كبير من التحديات المترتبة على زيادة السكان والهجرة من الريف إلى المدن والتوسع فى الأنشطة الاقتصادية وغيرها وقد نتج عن هذه التحديات عدد كبير من المشاكل ولكننى أود أن أركز على أن أولى هذه المشكلات هو ما يتعلق بالمناطق العشوائية وتنمية المناطق الأكثر احتياجًا وتحسين جودة حياة المواطنين بشكل مستدام ولائق من خلال حياة كريمة، حيث يمثل النمو العشوائى أحد أهم التحديات التى تواجه التنمية العمرانية، والتنمية الحضرية المستدامة فى مصر، وقد تبنت الحكومة المصرية استراتيجية متكاملة للنهوض بأوضاع المناطق العشوائية، بهدف تطوير المناطق العشوائية المتدهورة والتعامل مع المناطق غير المخططة، والحد من التوسع فى المناطق العشوائية القائمة من خلال تحزيمها بمناطق مخططة".

وأضاف شعراوى، أن الجهود الحثيثة التى تقوم بها الحكومة المصرية وبشكل متكامل على ملف التطوير الحضرى وبخاصة تطوير عواصم المدن تعمل على منظومة مستدامة لخفض عدم توازن معدلات التنمية بين المدن المصرية، "ففى حين يحظى إقليم القاهرة الكبرى مثلًا بنسبة كبيرة من الاستثمارات، وتتركز به المصالح الحكومية، والنشاط الاقتصادى والجامعات والطرق والخدمات العامة المختلفة فقد بدأت الحكومة فى إطار الجمهورية الجديدة للاهتمام والتركيز على ربط الأقاليم بمرتكزات التنمية، ووسائل ربط محافظات الإقليم بعضها ببعض لتحقيق نمو مستدام يعمل على تحسين جودة حياة المواطنين وتوفير فرص عمل محلية ومستدامة وتعمل الحكومة المصرية وبالتعاون مع شركاء التنمية على تنفيذ خطة متكاملة لتنمية الصعيد وذلك من خلال منح بعض الحوافز للاستثمار والاهتمام باستكمال مقومات البنية الأساسية من طرق ومطارات وغيرها وإقامة المستشفيات والمدارس وخلافه.

واختتم وزير التنمية المحلية: "فى الختام فإننى أود التأكيد على أهمية التعاون فيما بيننا لدفع ودعم التنمية الحضرية المستدامة لمدننا من خلال إقامة المشروعات المشتركة، والمشاورة وتبادل الخبرات، بهدف التصدى للتحديات التى تواجه المدن المستدامة بشكل خاص والتنمية الحضرية بشكل عام وأتمنى لمؤتمرنا هذا المضى قدمًا فى وضع استراتيجية متكاملة تساهم فيها كل دولة من أوطاننا لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة والمتكاملة" .

وخلال جلسة برنامج تنمية الصعيد على هامش يوم المدن العالمى، أكد الدكتور هشام الهلباوى، مساعد وزير التنمية المحلية، مدير برنامج التنمية المحلية فى صعيد مصر، أن البرنامج استطاع خلال 7 سنوات تم إنجاز العديد من المشروعات، ما دفع بمنظمة الأمم المتحدة وضع البرنامج على منصتها الإلكترونية واختياره ضمن أفضل البرامج التنموية على مستوى العالم بالإضافة إلى إشادة البنك الدولى بالبرنامج، لافتا إلى أنه تم تنفيذ أكثر من 3500 مشروع بمحافظتى قنا وسوهاج، بتكلفة بلغت نحو 10 مليارات جنيه، مشيرا إلى أن تلك المشروعات خدمت 10 ملايين مواطن بمحافظتى قنا وسوهاج.

وأكد مدير برنامج تنمية الصعيد بوزارة التنمية المحلية، أنه تم توفير 219 ألف فرصة عمل بمحافظتى قنا وسوهاج، مؤكدًا أنه تم توفير 10 ملايين فرصة عمل مؤقتة يومية بالمحافظتين.

فيما أكد اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا، أن برنامج التنمية المحلية فى صعيد مصر الذى تنفذه وزارة التنمية المحلية، ساهم بشكل كبير فى تطور المحافظة لتحقيق أهداف ورؤية مصر للتنمية المستدامة، لافتا إلى أن المحافظة نفذت أكثر من 1400 مشروع فى مختلف المجالات، لافتا إلى أن برنامج تنمية الصعيد ساهم فى انخفاض معدلات البطالة من 11% إلى 4.8% انخفاض معدلات الفقر فى المحافظة بشكل ملحوظ.

وأكد محافد قنا، أن البرنامج أثر أيضا بشكل إيجابى وملحوظ، فى الارتقاء وتطوير أداء الإدارة المحلية التى اختلفت اختلاف كلى وجزئى من خلال هذا البرنامج، لافتا إلى تنفيذ محاضرات وورش عمل للعاملين فى الإدارة المحلية ضمن البرنامج لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

وقال اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج، أن برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر كان موفقا منذ بداية اختياره لمحافظة سوهاج من قبل الحكومة المصرية حيث انها من أكثر محافظات مصر احتياج، لافتا إلى أن المبلغ الذى تم رصد لمحافظة سوهاج 282 مليون دولار وما يعادله من الجانب المحلى لافتا.

وأضاف الفقى، أن الممارسات التى تمت على الأرض أهلتنا لتدخل حكومى فيما بعد من خلال البنية الأساسية "صرف صحى ومياه وكهرباء ورصف وكبارى"، لافتا إلى أنه تم استثمار المبلغ المرصود الاستثمار الأمثل بشكل مؤسسى بدءًا من تحديد الاحتياجات والتى لابد وأن تكون مرتبطة بأهداف تنموية وذلك فى إطار خطه على مستوى المحافظة وأيضا التخطيط التشاركى والاهتمام بتلبية احتياجات المواطن وتحديد الأولويات لكل المحافظة من المركز والمدينة والقرية حتى يدخل حيز التنفيذ مع الاهتمام بالبعد البيئي.

وأشار محافظ سوهاج، إلى أن هناك عملية تقييم تتم لكل المراحل التى تمر بها مشروعات تنمية الصعيد بالإضافة إلى الاهتمام بإجراءات الصيانة المتكررة لإطالة العمر الافتراضى للمشروعات مضيفا أنه تم إحياء أكثر من حرفة تراثية، مؤكدا أن التجربة إذا تم تكرارها على أكثر من محافظة سيكون لها صدى إيجابى.

وفى ختام الجلسة أكد اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية أن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر هو برنامج تنموى يهدف بالدرجة الأولى إلى دفع عجلة التنمية بمحافظتى قنا وسوهاج كنموذج تنموى يمكن تعميمه بباقى محافظات الصعيد، وتم المد الجغرافى للبرنامج بتوجهات من القيادة السياسية إلى محافظتى المنيا وأسيوط وذلك بالتنسيق بين البنك الدولى والحكومة المصرية، لافتا إلى أن الدولة المصرية قامت بتنفيذ مشروعات فى محافظات الصعيد عَلِى مدار السبع سنوات الماضية منذ تولى الـرئيس السيسى، حوالى 375 مليار جنيه لتحسين مستوى جميع الخدمات الاساسية المقدمة للمواطنين فى محافظات الصعيد وخاصة مياه الشرب والصرف الصحى وتوفير فرص العمل.

وأكد شعراوى، أن البرنامج ساهم منذ يناير 2018 وحتى نهاية العام المالى 2020/2022 فى تنفيذ 3589 مشروعا فى محافظتى قنا وسوهاج بتكلفة تقترب من الـ10 مليارات جنيه فى قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى والطرق والنقل وتغطية الترع والتنمية الاقتصادية وتدعيم الوحدات المحلية، منها 2187 فى محافظة سوهاج و1402 بمحافظة قنا.

وأكد وزير التنمية المحلية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، شدد على تنمية كافة القطاعات التنموية والخدمية فى الريف المصرى، ضمن برنامج تطوير قرى الريف المصرى "المرحلة الثانية لمبادرة حياة كريمة".