القارئ أحمد موسى طه يكتب: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف

الخميس، 03 سبتمبر 2020 12:00 م
القارئ أحمد موسى طه يكتب: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف فقراء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مر العصور يعلن جماعة من الفقراء عن فقرهم وحاجتهم، ومن ثمّ يتهافت الأغنياء على مساعدتهم، حتى إنهم فى بعض الأحيان يصلون إلى مرحلة الغنى بسبب كثرة المساعدات، لكنهم مع ذلك يخفون هذه الحال طمعا في استمرار وصول المساعدات إليهم، وبعضهم يعيش في المجتمع بنفسية الفقير المحتاج الذى يجب على المجتمع أن يقف إلى جواره ويساعده! ولا يخفى على أحد ما في هذا من الشر العظيم.

على الجانب الآخر، هناك بيوت بيننا مغلقة على أهلها وهم في أمس الحاجة إلى أدنى ضرورات الحياة، وربما لديهم أطفال يتضورون جوعا وليس لهم من الثياب إلا ما يستر أبدانهم، لا معرفة لهم بملابس للعيد أو ملابس للصيف أو ملابس للشتاء!

لكنهم مع هذا (لا يسألون الناس إلحافا) وكفى به من وصف، حسبنا أن القرآن الكريم هو الذي وصفهم به، قال تعالى: (لِلۡفُقَرَاۤءِ ٱلَّذِینَ أُحۡصِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ لَا یَسۡتَطِیعُونَ ضَرۡبا فِی ٱلۡأَرۡضِ یَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِیَاۤءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِیمَـٰهُمۡ لَا یَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافاۗ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِنۡ خَیۡر فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦعَلِیمٌ) [سورة البقرة 273].

فهؤلاء لا يعلنون عن أنفسهم، ولن يعلنوا حتى ولو ماتوا جوعا!، لأجل ذلك لفت القرآن الكريم الأنظار إلى البحث عن هؤلاء وتوجيه الصدقات والمساعدات إليهم مع المحافظة على خفاء حالهم وحماية حيائهم وماء وجوهم، فكما ابتلاهم سرا ورزقهم الحياء - وكفى به نعمة - مدحهم في كتابه، وكلف أهل الفضل والغنى بالبحث عنهم، ثم شرع لهم طريقة العطاء أن تكون سرا!!

يا الله ما أحسنه من تشريع لو كانوا يعلمون.

ويستمر الحال في كل زمان ومكان حتى أجد سعيا حثيثاً من كل الجهات المعنية بتقديم العون والمساعدة لبعض الطلبة المتفوقين ممن عجزوا عن توفير مصروفات الدراسة إلا عن طريق النزول إلى العمل الذي يعوق بدوره مواصلة هؤلاء لطريق التفوق ونفع المجتمع.

لكنني رأيت بعض التساؤلات لدى بعض شبابنا: هل لابد أن أعلن عن نفسي حتى تتم مساعدتى؟ إلى غير ذلك من هذه التصرفات والأمور النفسية التي تحيط بهذه الطريقة في إيصال الدعم والمساعدة لأمثال هؤلاء.

لكننى أرى أن تكون هناك منحة أو صندوق لمساعدة المتفوقين علمياً غير القادرين على سداد مصروفات الدراسة في كل جامعة أو في كل كلية، يتقدم إليها الطالب سرا - حفاظاً على حيائه وماء وجهه- ويتم فحص حالة الطالب من خلال لجنة مختصة بهذا الصندوق للتأكد من حاجته الفعلية، ويقوم المتطوعون باختلاف مواقعهم بدعم هذا الصندوق بصفة مستمرة.

وبهذا نكون قد قدمنا خدمة فعلية ومساعدة حقيقية للمستحقين من أبناء مصرنا الغالية، ولم نجرح أحداً ولم نضطر أحداً للإعلان عن نفسه. والله الموفق.

وهذه وجهة نظر شخصية.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة