الشاعر الأعشى فى طريقه إلى رسول الله.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020 05:00 م
الشاعر الأعشى فى طريقه إلى رسول الله.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأنا من قبل أشعارا لـ الشاعر الأعشى، لكن ماذا نعرف عن رغبته فى دخول الإسلام، وما الذى منعه، وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟

يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "قصة أعشى بن قيس":

قال ابن هشام: حدثنى خلاد بن قرة بن خالد السدوسى، وغيره من مشايخ بكر بن وائل، عن أهل العلم، أن أعشى بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل خرج إلى رسول الله ﷺ يريد الإسلام، فقال يمدح النبى ﷺ:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا * وبتَّ كما بات السليم مسهَّدا
وما ذاك من عشق النساء وإنما * تناسيت قبل اليوم خلَّة مهْددا
ولكن أرى الدهر الذى هو خائن * إذا أصلحت كفَّاى عاد فأفسدا
كهولا وشبَّانا فقدتُ وثروةً * فلله هذا الدهر كى ترددا
وما زلت أبغى المال مذ أنا يافع * وليدا وكهلا حين شبْتُ وأمردا
وأبتذل العيس المراقيل تعتلى * مسافة ما بين النجير فصرخدا
ألا أيهذا السائلى أين يمَّمت * فإن لها فى أهل يثرب موعدا
فإن تسألى عنى فيا ربَّ سائل * حفى عن الأعشى به حيث أصعدا
أجدتُ برجليها النجاد وراجعت * يداها خنافا ليِّنا غير أحردا
وفيها إذا ما هجَّرتْ عجرفيّةٌ * إذا خلت حرباء الظهيرة أصيدا
وآليت لا آوى لها من كلالةٍ * ولا من حفى حتى تلاقى محمدا
متى ما تناخى عند باب ابن هاشم * تراحى وتلقى من فواضله ندى
نبى يرى ما لا ترون وذكره * أغار لعمرى فى البلاد وأنجدا
له صدقات ما تغبُّ ونائل * فليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدَّك لم تسمع وصاة محمدٍ * نبى الإله حيث أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى * ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله * فترصد للأمر الذى كان أرصدا
فإياك والميتات لا تقربنَّها * ولا تأخذن سهما حديدا لتقصدا
وذا النصب المنصوب لا تنسكنَّه * ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا
ولا تقربنَّ جارة كان سرها * عليك حراما فانكحن أو تأبدا
وذا الرحم القربى فلا تقطعنَّه * لعاقبة ولا الأسير المقيدا
وسبِّح على حين العشية والضحى * ولا تحمد الشيطان والله فاحمدا
ولا تسخرن من بائسٍ ذى ضرارة * ولا تحسبنَّ المال للمرء مخلدا
قال ابن هشام: فلما كان بمكة - أو قريب منها - اعترضه بعض المشركين من قريش فسأله عن أمره فأخبره أنه جاء يريد رسول الله ﷺ ليسلم.
فقال له: يا أبا بصير إنه يحرم الزنا.
فقال الأعشى: والله إن ذلك لأمر مالى فيه من أرب.
فقال: يا أبا بصير إنه يحرم الخمر.
فقال الأعشى: أما هذه فوالله إن فى نفسى منها العلالات، ولكنى منصرف فأتروى منها عامى هذا، ثم آته فأسلم فانصرف فمات فى عامه ذلك ولم يعد إلى النبى ﷺ.
هكذا أورد ابن هشام هذه القصة ههنا وهو كثير المؤاخذات لمحمد بن إسحاق رحمه الله، وهذا مما يؤاخذ به ابن هشام رحمه الله..
فإن الخمر إنما حرمت بالمدينة بعد وقعة بنى النضير كما سيأتى بيانه فالظاهر أن عزم الأعشى على القدوم للإسلام إنما كان بعد الهجرة وفى شعره ما يدل على ذلك وهو قوله:
ألا أيها ذا السائلى أين يممت * فإن لها فى أهل يثرب موعدا
وكان الأنسب والأليق بابن هشام أن يؤخر ذكر هذه القصة إلى ما بعد الهجرة ولا يوردها هاهنا والله أعلم.
قال السهيلي: وهذه غفلة من ابن هشام ومن تابعه فإن الناس مجمعون على أن الخمر لم ينزل تحريمها إلا فى المدينة بعد أحد.
 
وقد قال: وقيل إن القائل للأعشى هو أبو جهل بن هشام فى دار عتبة بن ربيعة.
وذكر أبو عبيدة أن القائل له ذلك: هو عامر بن الطفيل فى بلاد قيس وهو مقبل إلى رسول الله ﷺ قال: وقوله ثم آته فأسلم لا يخرجه عن كفره بلا خلاف والله أعلم.
ثم ذكر ابن إسحاق هاهنا قصة الأراشى وكيف استعدى إلى رسول الله ﷺ من أبى جهل فى ثمن الجمل الذى ابتاعه منه، وكيف أذل الله أبا جهل وأرغم أنفه حتى أعطاه ثمنه فى الساعة الراهنة وقد قدَّمنا ذلك فى ابتداء الوحى وما كان من أذية المشركين عند ذلك.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة