هل سمعت عن الطفيل بن عمرو الدوسى.. ما يقوله التراث الإسلامى؟

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020 05:00 م
هل سمعت عن الطفيل بن عمرو الدوسى.. ما يقوله التراث الإسلامى؟ كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الوقت يمر، والمسلمون يزدادون، فى كل يوم وليلة يدخل أناس جدد فى دين الله، وكفار قريش يحاولن منع الناس من الاستماع إلى النبى، وقد حاولوا مع الطفيل بن عمرو الدوسى، لكن ما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

 

يقول كتاب "البداية والنهاية" تحت عنوان "ذكر عداوة قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفير أحياء العرب والقادمين إلى مكة"

ذكر محمد بن إسحاق - رحمه الله - بعد إبطال الصحيفة قصصا كثيرة تتضمن نصب عداوة قريش لرسول الله ﷺ، وتنفير أحياء العرب والقادمين إلى مكة لحج أو عمرة أو غير ذلك منه، وإظهار الله المعجزات على يديه دلالة على صدقه فيما جاءهم به من البينات والهدى، وتكذيبنا لهم فيما يرمونه من البغى والعدوان والمكر والخداع، ويرمونه من الجنون والسحر والكهانة والتقول، والله غالب على أمره.

فذكر قصة الطفيل بن عمرو الدوسى مرسلة، وكان سيدا مطاعا شريفا فى دوس، وكان قد قدم مكة فاجتمع به أشراف قريش وحذروه من رسول الله ﷺ ونهوه أن يجتمع به أو يسمع كلامه، قال: فوالله ما زالوا بى حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه، حتى حشوت أذنى حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغنى شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه.
 
قال: فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله ﷺ قائم يصلى عند الكعبة، قال: فقمت منه قريبا فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض قوله، قال: فسمعت كلاما حسنا، قال: فقلت فى نفسى واثكل أمى، والله إنى لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح، فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل ما يقول! فإن كان الذى يأتى به حسنا قبلته، وإن كان قبيحا تركته.
 
قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله ﷺ إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه، فقلت: يا محمد، إن قومك قالوا لى كذا وكذا - الذى قالوا -.
قال: فوالله ما برحوا بى يخوفوننى أمرك حتى سددت أذنى بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعنى قولك، فسمعت قولا حسنا، فاعرض على أمرك.
قال: فعرض على رسول الله ﷺ الإسلام وتلا على القرآن، فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه، ولا أمرا أعدل منه.
قال: فأسلمت وشهدت شهادة الحق.
وقلت: يا نبى الله إنى امرؤ مطاع فى قومى، وإنى راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام، فادع الله أن يجعل لى آية تكون لى عونا عليهم فيما أدعوهم إليه.
قال: فقال: "اللهم اجعل له آية".
قال: فخرجت إلى قومى حتى إذا كنت بثنية تطلعنى على الحاضر، وقع بين عينى نور مثل المصباح.
قال: فقلت: اللهم فى غير وجهى، فإنى أخشى أن يظنوا بها مثلة وقعت فى وجهى لفراقى دينهم.
قال: فتحول فوقع فى رأس سوطى..
قال: فجعل الحاضرون يتراؤن ذلك النور فى رأس سوطى كالقنديل المعلق، وأنا أتهبط عليهم من الثنية، حتى جئتهم فأصبحت فيهم، فلما نزلت أتانى أبى - وكان شيخا كبيرا -.
فقلت: إليك عنى يا أبة فلست منك ولست مني.
قال: ولم يا بني؟
قال: قلت: أسلمت وتابعت دين محمد ﷺ.
قال: أى بنى فدينك دينى.
فقلت: فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك، ثم ائتنى حتى أعلمك مما علمت.
قال: فذهب فاغتسل وطهر ثيابه، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم.
قال: ثم أتتنى صاحبتى.
فقلت: إليك عنى، فلست منك ولست منى.
قالت: ولم؟ بأبى أنت وأمى.
قال: قلت: قد فرق بينى وبينك الإسلام، وتابعت دين محمد ﷺ.
قالت: فدينى دينك.
قال: فقلت: فاذهبى إلى حمى ذى الشرى فتطهرى منه، وكان ذو الشرى صنما لدوس وكان الحمى حمى حموه حوله به وشل من ماء يهبط من جبل.
قالت: بأبى أنت وأمى أتخشى على الصبية من ذى الشرى شيئا؟
قلت: لا، أنا ضامن لذلك.
قال: فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت، ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطؤا عليّ، ثم جئت رسول الله ﷺ بمكة.
فقلت له: يا رسول الله: إنه قد غلبنى على دوس الزنا فادع الله عليهم.
قال: "اللهم اهد دوسا، ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم".
قال: فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله ﷺ بمن أسلم معى من قومى ورسول الله ﷺ بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين - أو ثمانين بيتا - من دوس فلحقنا برسول الله ﷺ بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين.
ثم لم أزل مع رسول الله ﷺ حتى فتح الله عليه مكة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة