القارئ يحيى فؤاد الشلقانى‎ يكتب: عصفور من زجاج

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020 04:00 م
القارئ يحيى فؤاد الشلقانى‎ يكتب: عصفور من زجاج ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أجمل مدرسة الحياة، ففيها ومنها تعلمنا وما زلنا نتعلم الكثير والكثير من أمورالدنيا ومقاديرها التي لا تستطيع أن تتجاهلها، مثل دوافع الخير وأطماع الشر في تكوين الإنسان.. وكذلك مبادئ الحب القائمة على حب الله ورسوله أولاً ثم الوطن ثم الأهل والجيران والأصدقاء وما ضدها من دروب البغض والغل والحقد والكراهية.. ومن جمال اللين وقسوة الشدة في المعاملات بين الناس وبعضهم البعض.. من دعائم الحق ودهاليز الباطل في عصر ما أسهل أن تباع وتشترى فيه المبادئ في سوق العبيد بل وربما بيع النفس أيضا من أجل أن تظل الأنا فوق رؤوس الجميع..

ولكي نبحر في أعماق دهاليز عالم الباطل، فإن أول وأهم دروبه التي تقابلها هي المجاملات وما يتضمنها أساسها المكون من الرياء والنفاق والكذب والتضليل وتدوير الكلمات لتصبح سلاحاً فتاكاً إما تستخدمه في شر ومعصية كالفتنة مثلاً.. وإما تستخدمه في مكر لتحقيق الهدف الذي تريده بكل سهولة ويسر.. وربما تستطيع أن تحقق مكاسب دنيوية كثيرة من خلال استخدام تلك الأعمال الدنيئة مثل الوصول لمنصب تتقرب فيه من ذو سلطان طمعاً في منصبه أو موقعه عن طريق رفع شأنه بالكلام المعسول، وحتى تجمل الباطل فما عليك إلا أن تنافق لتحقيق أي هدف غير منطقى عن طريق استخدام كلمات ساحرة مثل سيادتك وسموك وجلالتك ومعاليك وعبقريتك يا وحيد عصرك يا من لم تأت الدنيا بمثلك حتى اللحظة.. يا ليتني كنت يمينك التي تصنع بها المعجزات.. ويسراك التي تكيل بها لأعدائك.. ستظل نبراساً في صفحات التاريخ إلخ.. (فإن مع الأسف الزن في الودان بهذه الطريقة له مفعول السحر) خصوصاً مع نفس الشاكلة.. ويا حبذا لو استخدمت بعض البهارات الأخرى مثل نقل الأخبار كعصفورة واستخدام الأساليب القذرة لمحو أندادك في المكان لتحقق ما ترنو إليه... كن على ثقة أنك باستخدامك لهذا الطريق فإنك مع الأسف سوف تحقق كل أهدافك مهما كانت غير شريفة وغير نبيلة ومع كثير من رجال أو سيدات ذو مناصب في عصر اختلط فيه الحابل مع النابل إلا من رحم ربى.

لكن ويا لها من لكن.... عندما ينتهى الوقت وتحين لحظة الحقيقة وتسقط الأقنعة.. ستبقى حياتك عينك في الأرض.. فلن تجرؤ على رفعها ربما خجلاً أو إحساساً بالعار كلما قابلت من نافقته أو تسببت في ظلمه.. يومها ستعلم مدى ضآلة حجمك ومدى الألم الذي تسببت به لغيرك، وستظل في دوامة من النيران المشتعلة داخلك لا تهدأ ولا يطفئها ماء.. وسوف تمر الأيام وتجد نفسك ضحية لمنافق آخر يطيح بك من القمة فتسقط وتتحطم... فكما تدين تدان.

 

أما الخلاصة والنصيحة إللي أحب أن أقدمها للناس لوجه الله... أن تتقوا الله في أنفسكم وأهليكم وتعلموا عزة النفس وتذكروا أن الله يمهل ولا يهمل.... وأن المنافقين في الدرك الاسفل من النار... عش بكرامتك بعيداً عن الذل والهوان تنجوا بنفسك من أمراض الدنيا.. ويبارك لك في صحتك وعافيتك وعمرك ورزقك وأهلك ويسترك في دنيتك وقبرك وآخرتك.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة