خراب سياسى واقتصادى وحروب طائفية.. التاريخ الأسود للعثمانيين فى لبنان

الخميس، 13 أغسطس 2020 06:00 م
خراب سياسى واقتصادى وحروب طائفية.. التاريخ الأسود للعثمانيين فى لبنان انفجار مرفأ بيروت
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحل العثمانيون عن المنطقة العربية فى عشرينيات القرن الماضى، بعد أن ظلوا أكثر من أربعة قرون فى احتلال، سفكوا فيها دماء ملايين البشر تاركين مجتمعات ضعيفة متهالكة، لم يميزوا فيها بين الانتماءات الدينية أو العرقية لأبنائها، ورغما عن ذلك يروج الأتراك اليوم بعظمة تلك الدولة الغازية.

منذ فترة وهناك حرب غير رسمية عبر التصريحات والبيانات الرسمية وغيرها، حول الإرهاب العثمانى والإرث الذى تركه الأتراك فى لبنان، ومؤخرا وبدل أن تؤازر حكومة الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان، الشعب اللبنانى فى مأساته بعد تفجير مرفأ بيروت، حاولوا التمجيد فى ماضيهم القذر بمحاولة إثبات أن المرفأ تم بناؤه بأيدى تركية على الرغم أنه من عهد الفينقيين القديم.

وبحسب الباحث وسيم عفيفى، اتسم تاريخ لبنان والدولة العثمانية بالبشاعة حيث عم الخراب على كافة المدن اللبنانية بعد السيطرة العثمانية عليها وعلى رأسها بلدة صيدا.

لم تكن تعرف لبنان فكرة التقسيم السياسى حزبيًا إلا مع الدولة العثمانية، وهو الذى يؤكده استيفان ونتر فى كتابه عن لبنان تحت الحكم العثماني، حيث استعرض تاريخ لبنان والدولة العثمانية وأشار إلى أن الولاة العثمانيين عملوا بمبدأ فرق تسد من خلال بث روح العداء بين العائلات من خلال تقسميهم لأحزاب أبرزهم القيسية واليمنية، مع بث الخلاف بين السنة والدروز.

بقيت لبنان على وضع مأساوى حتى حكم الأمير فخر الدين المعنى الثاني، والذى تمكن من فرض سيطرة سياسية على بلاده دون الرجوع للولاة وذلك بتقديم الرشوة لهم بينما تفرغ هو للنهوض بلبنان فأصلح طرقها وأدخل الطباعة فيها بالإضافة إلى بسط نفوذ علمى واقتصادى وعسكرى أقلق السلطان فى الآستانة.

وفى منتصف القرن الـ19، ونتيجة لسياسات العثمانيين الرعناء، والامتيازات الأجنبية الممنوحة لأوروبا، تفجر الغضب الطائفى فى لبنان، من قلب الإحساس بالظلم الاجتماعى والتمييز على أساس الدين، وعبر سلسلة دامية من المذابح بين المسلمين والدروز من جهة، وبين الموارنة الكاثوليك من جهة أخرى، غذاها الأتراك فى دمشق وبيروت عام 1860، وراح ضحيتها آلاف الضحايا، ولدت فتنة طائفية لم تزل تلقى بآثارها المقيتة على حاضر اللبنانيين ومستقبلهم.

ونظراً لتولي العثمانيين الدفاع عنها لم يكن لها جيوش نظامية لذا وعقب سقوط الولاية العثمانية، وقعت الدول العربية فريسة سهلة لقوى الاستعمار الجديد مثل فرنسا، وإيطاليا، و بريطانيا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة