السيد شحتة

الموت على جناح طيارة ورق

السبت، 04 يوليو 2020 12:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الطائرات الورقية ليست اختراعا حديثا كما أنها ليست وليدة اليوم، فالكثيرون منا يذكرون أنهم لعبوا بها لبعض الوقت فى طفولتهم أو ربما فى شبابهم، ولكن جاء ظهور فيروس كورونا ليعيدها للواجهة بقوة مرة أخرى حيث صارت مصدرا للتسلية والترفيه والخروج من حالة الملل الواسع المدى التى خلقها الفيروس عبر تقييد حركة الناس لفترات طويلة وإغلاق الكثير من النوادى والعديد من مراكز الترفيه.

التسلية والترفيه حق مشروع لكل شخص صغيرا كان أو كبيرا لا يمكن لفرد أو جهة أو هيئة أن تنكره عليه طالما كان مباحا ولم يخالف القوانين أو أعراف المجتمع المستقرة، ولكن أن تتسبب لعبة ما فى سقوط عدد كبير من الضحايا يوميا فهذا ما يثير علامات استفهام واسعة تتطلب قدرا كبيرا من الدراسة والتحرك السريع لإنقاذ المزيد من الأرواح البريئة.

كيف تحولت الطائرات الورقية إلى قاتل محترف للصغار والكبار خلال الفترة الماضية؟، أحسب أن الإجابة معلومة لدى الكثيرين منا، فما يحدث أن الشاب أو الطفل يعتلى أعلى سطح بيته فى محاولة لدفع طائرته للتحليق كى تصل إلى أقصى ارتفاع ممكن، وفى اللحظة التى تبدأ الطائرة فى الارتفاع فإن بصر الطفل أو الشاب يكون منصبا عليها بصورة كاملة، كما أن حركته تتركز بالكلية على توجيهها وبصره خلال تلك اللحظات يكون متعلقا بالسماء بصورة تامة، وبالتالى من السهل أن يختل توازنه وأن يسقط فتحدث الكارثة التى بتنا نطالع أخبارها مع كل صباح ضمن باب أخبار حوادث الطائرات الورقية .

دفن جثة طفل لقى مصرعه إثر سقوطه من أعلى سطح عقار بالمقطم بسبب طائرة ورقية.. إصابة الطفل إسلام عقب سقوطه من أعلى منزله بالشرقية أثناء اللهو بطائرة ورقية.. إصابة طفل صدمته سيارة أثناء اللعب بطائرة ورق.. هذه عينة من أخبار كوارث الطائرات الورقية التى نستيقظ عليها مع فجر كل يوم جديد.

وبحسب النائب خالد أبو طالب عضو لجنة الدفاع والأمن القومى والذى تقدم بطلب إحاطة حول الظاهرة، فإن حوادث الطائرات الورقية فى دائرته فقط شهدت مصرع 18 شخصا.

أما جريمة مقتل خيال أمام زوجته وأطفاله الثلاثة بسبب طيارة ورق فإنها تعبر عن مدى الهوس الذى أصاب البعض بسبب الطائرات الورقية، حيث تسبب لهو عامل بطائرة ورقية بمنطقة نزلة السمان بالهرم، فى مقتل شاب يعمل "خيّالا" أمام أفراد أسرته، حيث طعنه بمطواة أردته قتيلا فى الحال، بعد سقوط الطائرة أعلى منزل الضحية، ورغبة المتهم فى الصعود للحصول عليها، فطلب المجنى عليه تأجيل الأمر بسبب نومه وأفراد أسرته، لينصرف المتهم ويعود وبصحبته أشخاصا آخرين، ويقتل الضحية أمام زوجته وأطفاله.

بفعل سلوكيات خاطئة تحولت الطائرة الورقية إلى أداة لإزهاق الكثير دون مبرر وهو ما يتطلب وقفة مع النفس لتأمل المشهد فى مجمله، فاللعب مباح وحق مشروع لكن مسلسل الوفيات يجب أن يتوقف.

ليس مطلوبا من الدولة وهى تكرس أغلب طاقتها اليوم لمحاربة الوباء أن تسير شرطيا فى كل شارع لتنظيم اللعب بالطائرات الورقية فهذا هو دور الآباء التوعية، كما أنه لا يجب السماح للصغار بممارسة هذه اللعب دون إشراف الآباء.

أحسب أنه من المفيد أن تخصص النوادى ومراكز الشباب ساحات مفتوحة للعب بالطائرات الورقية، وأن يتولى بعض الأشخاص متابعة الأمر عن بعد حتى تعود اللعبة مصدرا للتسلية وليس وسيلة لإزهاق الأرواح.

وقانا الله وإياكم من كل شر









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة