100 رواية إفريقية.. "ناقة الله" كيف يعيش الأفارقة غرباء فى أرضهم؟

الثلاثاء، 28 يوليو 2020 06:00 ص
100 رواية إفريقية.. "ناقة الله" كيف يعيش الأفارقة غرباء فى أرضهم؟ غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحدة من الروايات الإفريقية الهامة التى توضح الصراعات القبلية داخل القارة السمراء، هى رواية "ناقة الله" للأديب والروائى الليبى الشهير إبراهيم الكونى، الصادرة عام 2015، والتى وصلت للقائمة القصيرة فى جائزة المان بوكر العالمية فى العام نفسه.
 
تدور أحداث الرواية في مرحلة الستينيات من القرن العشرين وهي حقبة تاريخية وظيفة في حياة قبائل الطوارق، إذ قُسمت "تينبكتو" مملكة الطوارق بين أربع دول هي ليبيا والجمهورية الجزائرية والنيجر ومالي، استناداً لمصالح دولة الجمهورية الفرنسية التي كانت تحتلها، وبحافز ذاك هُجّر كميات وفيرة من الطوارق من وطنهم الأصلي، ليعيشوا فصول الشتات والاغتراب، “هذه كانت ثواب المحتل لأمة استعبدها قروناً خسرّم لها وطن الملثمين عطية، لأنهم آثروا أن يموتوا أحراراً إلى أن يعيشوا أسفل رايته عبيداً".
 
رواية ناقة الله
رواية ناقة الله
 
تتناول الرواية المذابح التي ارتكبها بالطوارق "موديبوكيتا"، أول زعيم لجمهورية "مالي" بعد حصولها على استقلالها، إذ قاد حملةً شرسة ضدهم، فسجن قسماً، وقتل قسماً آخر، وأصبح قسم ثالث في عداد المفقودين، وكيف أنهم أصبحوا غرباء في أرضهم، وصار لزاماً عليهم أن يقدموا برهاناً على انتمائهم إليها وثائق ثبوتية لا يملكونها، وأن يدفعوا كل ممتلكاتهم مكوساً ويحمدوا الله أنهم لم يخسروا حياتهم أيضاً. "أضحت المطالبة بالهوية الثبوتية من أناسٍ كانوا منذ الأزل أطيافاً في أكبر أوطان الأرض مساحةً ذريعة للإيقاع بالقوافل، وسبباً قانونياً لإيداع أصحابها في السجون بعد مصادرة أرزاقهم".
 
ووفقا للكاتب السورى فايز علام، القضية الأبرز التي تناقشها الرواية هي الحنين إلى الوطن المفقود، فالناقة "تاملالت" تتوق إلى ذلك الوطن الذي ولدت فيه، أمضّها الشوق، وأضناها الوجد، وصارت تصارع كل شيء كي تعود إلى "الفردوس المفقود"، لكنها كانت أشجع من "أسيس" صاحبها الذي لم يتجرأ على العودة، هربت منه، متجهةً صوب مستقر القلب، ولم يحتج هو إلى الكثير من الذكاء ليدرك وجهتها، فمضى في إثرها، في رحلةٍ فجّرت أسئلةً موجعة عن معنى الوطن، والانتماء، والمنفى، والاغتراب، وذلك السرّ الغامض في شعور الكائن الحيّ تجاه المكان، "ولكن شيئاً يسكننا، لا بدّ أن يستيقظ فينا ليستنكر حجّتنا. شيئاً لا اسم له، ولا لسان له، ولا كيان له، ولا يعترف بمنطق ولا برهان، لأنه نداء. إنه النداء الذي لا يعترف بالأرض ما لم تكن أرضه، ولا بسماء ما لم تكن سماءه، ولا بنجوم سوى نجومه، ولا بشمس ما لم تكن شمسه، ولا بروح ما لم تكن روحه، لأنه في الحقيقة هو الروح التي تسكننا، وتشدّنا إلى هذا المكان وليس ذاك المكان، إلى هذه الأرض وليس إلى تلك الأرض، إلى هذه السماء وليس إلى تلك السماء".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة