القارئ أحمد علام يكتب: الكتالوج الإلهي

الثلاثاء، 21 أبريل 2020 06:00 م
القارئ أحمد علام يكتب: الكتالوج الإلهي ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس من أحد يعرف كيف يتعامل مع أداة؛ أو جهاز أكثر من صانعه الذي ابتكر الفكرة وآلية التنفيذ ومعوقات الحركة، ومدى الاستخدام وأفضل طريقة للانتفاع بالجهاز ومعداته، وتركيبته التي تعمل بطريقة تؤدي أعلى فائدة وأعظم أثر؛ وأجل منفعة للجهاز ولصالح من يتعامل معه.

 

في حالة تدخل الجهاز أو صاحبه في أي تفصيلة تخص تكوينه؛ والغرض منه وآلية العمل حيث يوجه الجهاز بدلاً من أن يحقق غرضاً ما: في مجال معين ليتجه به إلى ناحية أخري بهدف آخر، فيحدث الارتباك فوراً وتتعقد التركيبات للجهاز فلا تأتي منه أي منفعة مرجوة، أو فائدة متخيلة فيتحول إلى شيء ليس له معني وغيابه مثل وجوده.

 

تتعقد الأجهزة في مجموعات بحالة التلف: ليقف إنتاج المصنع وتتوقف جميع الآلات ويُخيم الفقر على عمال المصنع؛ لينتهي بهم الحال إلى المرض ثم الموت وتفسد أجهزة الكمبيوتر بالمدارس، والمستشفيات والهيئات العامة للدولة فتتعطل مصالح الناس؛ وتنتشر الجريمة ويشيع الجهل، وتنتشر الهمجية بين الجميع ليعم الخراب على المعمورة، ولذلك ندق ناقوس الخطر بأن الجهاز له ما يرشدك لحسن استخدامه وكيفية الاستفادة منه دوماً.. بالصيانة المستمرة التي لا تنقطع عنه حتى يدوم نفعه.

 

لا يبتعد الإنسان عن كونه جهازاً من خلايا بشرية؛ ونفس شديدة التعقيد والتكوين ولم يعرف الطب البشري علي مدار التاريخ: ما يجاوز العشرة في المائة من أسرار الجسد البشري، ولا يكاد يعرف شيئاً عن لغز النفس العميق وأسراره الدفينة العنكبوتية؛ حتى ما يلبث الإنسان أن يصل إلي سر.. فينكشف أمامه مئات بل آلاف الألغاز، التي لم يجد لها حل ناجح أو دواء شافي.

 

أمام تلك الحيرة المهلكة لأعقد جهاز على وجه الأرض: يقف العلم كله حائراً عاجزاً عن أي أداء مشبع لتلك المجاعة البشرية؛ لمعرفة ما يصلح ذلك الجهاز ليؤدي الوظيفة المطلوبة منه ليفيد نفسه، ويفيد غيره.

 

هنا تتجلى رحمة الخالق والصانع لذلك الجهاز الغريب؛ فتأتي منه كل الإجابات الشافية والإرشادات الكافية للحفاظ على ذلك الجسد؛ بالوقوف أولاً: على سبب الصنعة والغرض منها، وطرق الحفاظ عليها بإتباع تعليمات معينة بأن تفعل؛ ولا تفعل والبعد عن كل ما يُحدث خللاً في الأداء، وإعاقة في الحركة تنعكس على كل توابع الأعمال لتُلقي بظلالها على الجميع؛ ومن ثم يصل الجسد والنفس إلي أعلي درجات الكفاءة، والفاعلية ليعمل في أرقي درجات التناغم مع غيره ليسعد المجتمع كله وذلك هو.. الكتالوج الإلهي.. يا سادة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة