مستعمرة الفنانين بألمانيا.. حياة مختلفة من غير ملل بالعزل المنزلى.. صور

السبت، 28 مارس 2020 09:00 م
مستعمرة الفنانين بألمانيا.. حياة مختلفة من غير ملل بالعزل المنزلى.. صور مستعمرة الفنانين فى ألمانيا
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تواجه ألمانيا مخاطر كبيرة بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فى ظل عدد الإصابات الكبير الذى وصل إلى 48582 حالة إصابة حتى صباح السبت، فيما وصلت الوفيات حتى مساء الجمعة إلى 253 حالة، وهو أمر مطمئن نسبيًا، ومع هذه الأرقام الكبيرة من ضحايا الفيروس، تعيش المدن الألمانية فى حالى طوارئ وعزل منزلى مفروض على المواطنين لتجنب زيادة انتشار المرض.

وفى محاولة لتجنب حالة الملل التى تصيب الجميع بسبب عدم القدرة على مغادرة المنزل لأيام طويلة متصلة، إضافة إلى الخوف من الاختلاط المجتمعى لتجنب الإصابة بالفيروس القاتل، قامت إنجريد إهنن هاس، فى غرفة معيشة فى برلين التى غمرتها أشعة الشمس، بأداء وتسجيل أغانى إديث بياف، بميكروفون من داخل منزلها، لتكون مبادرتها الترفيهية هذه جزء من جهد جماعى للمساعدة فى ترفيه المواطنين المعزولين فى منازلهم بسبب جائحة الفيروس التاجى.

78-234259-artists-colony-boredom-closure_700x400
 
ودشن سكان بلدة ألمانية مبادرة أطلق عليها "مستعمرة الفنانين" للمساعدة على تقديم الترفيه للسكان المحتجزين فى منازلهم، من خلال تسجيل ألبومات أو كتب ومشاركتها عبر الإنترنت، خاصة مع إغلاق قاعات الحفلات الموسيقية والمطاعم ومعظم المحلات التجارية، وتوقف الحياة العامة فى ألمانيا، حيث تم حث السكان على البقاء فى المنزل للمساعدة فى احتواء انتشار الفيروس، وذلك وفقًا لما نقله موقع "thejakartapost".

ومن جهتها قالت إهنن هاس، البالغة من العمر71  سنة "خاصة بالنسبة لكبار السن الذين يضطرون للبقاء فى المنزل، فإن مفهوم الحفلات الموسيقية فى غرفة المعيشة الخاصة بك يكون رائع"، وقد انضمنت إنجريد إهنن هاس، وزملائها من سكان "مستعمرة الفنانين" فى جنوب غرب برلين إلى الأصوات لتسجيل الألبومات أو الكتب المسموعة أو القراءات للمشاركة عبر الإنترنت، وقامت الأخصائية الاجتماعية السابقة - إهنن هاس - التى تغنى بانتظام فى أماكن صغيرة عبر العاصمة، بتحويل غرفة جلوسها الآن إلى استوديو تسجيل.

1585302871_kunstkolonie
 
وفى جانب من المشاركة أيضًا تجلس الفنانة الكوميدية كورنيليا شوينوالد، على مقعد، تقرأ بصوت عالٍ من قصة قصيرة كتبها إريك كايستنر، وهى قصة كلاسيكية من أدب الأطفال الألمانى، فيما يصور قراءتها للقصص، كريستيان سيكولا، أحد قادة الجمعية التى تدير الحياة الثقافية فى المستعمرة، والذى يقوم بعد ذلك بتحرير التسجيل وطرحه على الموقع الإلكترونى للجمعية، والذى عادة ما ينظم المسرحيات والأنشطة الثقافية الأخرى.

بدروه، قال شوينوالد، الذى أفرغ تقويمه بسرعة عندما وصلت الحياة الثقافية فى برلين إلى طريق مسدود خلال الأسابيع القليلة الماضية: "ليس لدى الآن أى حجوزات"، ولكن بعيدًا عن رثاء مصيرها، فهى مقتنعة أن هناك فوائد فى هذا الوقت عندما يضطر الجميع إلى رفع قدمهم عن الدواسة.

78-234300-artists-colony-boredom-closure-3
 
وقالت "إنه أمر غنى لأنه يسمح لنا بالتركيز على ما هو مهم حقًا"، وأضافت: "ربما، كفنانين، لدينا علاقة مختلفة مع الارتفاعات والانخفاضات فى الوجود.. نحن معتادين عليهم أكثر"، مشيرة إلى أن الطبيعة غير المستقرة للعمل كفنان.

وتأسست مستعمرة الفنانين فىWilmersdorf  فى عام 1927 عندما اشترت جمعيتان للفنانين ثلاثة مبانٍ وحولتها إلى أماكن إقامة بأسعار معقولة للموسيقيين والممثلين والكتاب فى المدينة، وفى ذلك الوقت، كانت الفنون مزدهرة فى برلين، حيث كانت المسارح والنوادى الليلية تعج بمشاهد مثل تلك الموجودة فى الملهى الموسيقى.

وتضم المجموعة المكونة من 80 منزلاً ساحات داخلية حيث تضيف أزهار النرجس الأصفر اللامع دفقة من اللون إلى الهندسة المعمارية فى عشرينيات القرن الماضى، وعاشت الكاتبة الألمانية الحائزة على جائزة نوبل جينتير جراس، فى مكان ليس ببعيد عن مستعمرة الفنانين، كما عاشت فى المستعمرة أيضًا الفيلسوف هانا أرندت، قبل طردها من قبل النازيين.

2020_03_27_90925_1585308960._large
 
ولا تزال المنازل محفوظة للفنانين والمثقفين، النشطين أو المتقاعدين، بدخل متواضع، وبالنسبة لممثلى الأعمال والموسيقيين أو الرسامين فى ألمانيا الذين تم تأجيل أو إلغاء معارضهم، فإنهم رأوا أن أزمةCOVID-19  هى أزمة وجودية، وقال سيكولا "أولئك الذين يعملون يومين أو ثلاثة أيام فى الأسبوع ليس لديهم احتياطيات مالية.. هناك أزمة اجتماعية فى طور الإعداد".

وعلى الرغم من مخاوفهم الخاصة، سيستمر سكان المجمع فى دعم بعضهم البعض وتقديم الخدمات الصغيرة التى تشكل نسيج حياة المجتمع، وقالت جيردا شولز، وهى راقصة فلامنكو متقاعدة تبلغ من العمر 82 عامًا، وهى تخرج حاليًا مرة واحدة فقط يوميًا فى نزهة فى الصباح الباكر: "آخر شخص دخل إلى المنزل أحضر لى بعض المشروبات".

وفى هذه الأثناء ، تواصل إهنن هاس، أداء الأغانى من غرفة المعيشة الخاصة بها، وهى تطل بالنظارات الزرقاء والشعر المكشوف لتكمل مظهرهان وقد لا تكون هناك عروض حية، ولا ليالى فى النادى ولا فتيات فى برلين اليوم، ولكن فى Wilmersdorf ، على الأقل، لا تزال الحياة كملهى.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة