أكرم القصاص - علا الشافعي

100 رواية عالمية.. "أغنية سليمان" السود لا يزالون عبيدا فى أمريكا

الأحد، 22 مارس 2020 01:00 ص
100 رواية عالمية.. "أغنية سليمان" السود لا يزالون عبيدا فى أمريكا أغنية سليمان
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت رواية "أغنية سليمان" تونى موريسون فى عام 1977 وتحولت بعدها إلى أيقونة دالة على إبداع "تونى" الذى تشكل فى الدفاع عن الأفارقة الذين اضهدهم البيض الأوربيين فى أمريكا، وقد تحولت الرواية إلى واحدة من أهم الروايات فى القرن العشرين.
 
أغنية سليمان
أغنية سليمان
 
وتدور أحداث الرواية فى الفترة التى تحيط بالحرب العالمية الثانية تسبقها بقليل و تليها ثم تمتد إلى بداية الستينات وهى الفترة التى شهدت ذروة المجابهة و الصدام بين البيض و السود فى المجتمع الأمريكى بعد تاريخ طويل من الاضطهاد العنصرى عانى منه أولئك الذين جلبهم البيض عبيداً لهم من أفريقيا قبل قرون لخدمتهم وخدمة أراضيهم فى الجنوب الزراعى على وجه الخصوص ثم ظلوا يعانون من تعنت البيض وتعسفهم و نظرتهم العرقية المتعالية فى ظل غياب القوانين التى تلغى مثل هذا التمايز العرقى، ثم حتى بعد أن أعتقهم "لنكولن" فى منتصف القرن التاسع عشر أى قبل الحرب العالمية الثانية (زمن الرواية ) بعقود ظلوا يعانون من هذا التعسف ولم يستطيعوا قط أن يصبحوا مواطنين أمريكيين شأنهم شأن كل أبناء الأعراق الأخرى التى استوطنت تلك القارة أو انصهرت على أرضها عبر الأجيال وما تزال هذه النظرة قائمة حتى الآن بالرغم من تشريع القوانين التى تساويهم فى حقوق تلك لمواطنة فيما بعد و بالرغم من مضى أكثر من قرن و نصف القرن على تحررهم من العبودية .
وتكاد تكون رواية "أغنية سليمان" للكاتبة الأميركية تونى موريسون نسخة منقحة، للبنى الاجتماعية، والبنى الفوقية السائدة فى أميركا للفترة التى شهدت الصراع الدامى بين البيض والسود فى مجتمع تنعدم فيه العدالة الاجتماعية والمساواة فى الحقوق والواجبات، وتكثر فيه عبودية الإنسان للإنسان لمجرد أنه خلق بلون أسود.
 
تونى موريسون
تونى موريسون
 
تحمل الرواية بمضمونها ملامح تلك الإيديولوجية، ووجهة نظر الكاتبة موريسون وطبقتها الاجتماعية، ويظهر ذلك من خلال صوتها المنبث فى شخصياتها وخاصة شخصية "ماكون دايد الثالث" الذى يقف على حافة الذاكرة يستعيد أغنيات الطفولة، بالتلازم مع ماضى العبودية الذى عاشه، غير قادر على الهروب من هذه العذابات التى تذكره بعذابات أجداده الزنوج.
من أجواء الرواية نقرأ:
"كم من بشر ماتوا ومن ذكريات شبه ضائعة تقبع كامنة خلف أسماء الأمكنة فى هذه البلاد؟ خلف السماء الرسمية هناك أسماء أخرى من نفس نوع "ماكون الموت" مدونة إلى الأبد فى سجلات ترابية تقنع الأسماء الحقيقية للأشخاص والمواضع والأشياء: أسماء ذات معنى (...) أغمض عينيه.
فكر بالرجال السود فى الشاليمار، روانوك، بيتيرسبرغ، نيوبورت نيوز، دانفيل، بأولئك المقيمين فى شارع بنك الدم، وفى دارلنغ ستريت، والجالسين فى ردهات البليار وصالونات الحلاقة، فكر بأسمائهم، أسماء استمدوها من الرغبات، الحركات، النقائص، الأحداث، الأخطاء، والضعف ...". 
 
ولدت الروائية الأمريكية تونى موريسون فى أوهايو فى 18 فبراير 1931، وفازت بجائزة نوبل فى الأدب عام 1993 عن مُجمل أعمالها، وجائزة بوليتزر عن روايتها محبوبة، ومن رواياتها الأخرى: أكثر العيون زرقة، أغنية سليمان، صولا، وطفل القطران. تُرجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم، ومن بينها العربية، ورحلت عن عمر ناهر 88 عاما فى أغسطس 2019.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة