أخبار هزيمة الكفار تصل إلى مكة .. ما يقوله التراث الإسلامى

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 05:00 م
أخبار هزيمة الكفار تصل إلى مكة .. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 لم تكن معركة بدر الكبرى حدثا عاديا، بل كانت فارقة بالفعل، خاصة أن نتائجها لم تكن متوقعة، لكن كيف وصلت أخبار الهزيمة إلى "قريش" وما يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "وصول خبر مصاب أهل بدر إلى أهاليهم بمكة"

 

قال ابن إسحاق: وكان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعى فقالوا له: ما وراءك؟
قال: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وزمعة بن الأسود ونبيه ومنبه، وأبو البخترى بن هشام.
فلما جعل يعدد أشراف قريش، قال صفوان ابن أمية: والله لن يعقل هذا، فسلوه عني، فقالوا: ما فعل صفوان بن أمية؟
قال: هو ذاك جالسا فى الحجر، قد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا.
قال موسى بن عقبة: ولما وصل الخبر إلى أهل مكة وتحققوه قطعت النساء شعورهم وعقرت خيول كثيرة ورواحل.
وذكر السهيلى عن كتاب (الدلائل) لقاسم بن ثابت أنه قال: لما كانت وقعة بدر سمعت أهل مكة هاتفا من الجن يقول:
أزار الحنيفيون بدرا وقيعةً * سينقضُّ منها ركن كسرى وقيصرا
أبادت رجالا من لؤى وأبرزت * خرائد يضربن الترائب حسرا
فيا ويح من أمسى عدو محمد * لقد جار عن قصد الهدى وتحيرا
قال ابن إسحاق: وحدثنى حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال أبو رافع مولى رسول الله ﷺ: كنت غلاما للعباس ابن عبد المطلب، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وكان العباس يهاب قومه، ويكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق فى قومه.
وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة - وكذلك كانوا صنعوا، لم يتخلف منهم رجل إلا بعث مكانه رجلا - فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش، كبته الله وأخزاه، ووجدنا فى أنفسنا قوة وعزا.
قال: وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل الأقداح أنحتها فى حجرة زمزم، فوالله إنى لجالس فيها أنحت أقداحي، وعندى أم الفضل جالسة، وقد سرَّنا ما جاءنا من الخبر.
إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه بشر، حتى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري، فبينا هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان - واسمه المغيرة - ابن الحارث بن عبد المطلب قد قدم.
قال: فقال أبو لهب: هلم إلى فعندك لعمرى الخبر، قال: فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يا ابن أخى أخبرنى كيف كان أمر الناس؟
قال: والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤا، ويأسروننا كيف شاؤا، وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا بيضا على جبل بلق بين السماء والأرض، والله ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء.
قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة بيدى ثم قلت: تلك والله الملائكة.
قال: فرفع أبو لهب يده فضرب وجهى ضربة شديدة، قال: وثاورته فاحتملنى وضرب بى الأرض، ثم برك على يضربنى - وكنت رجلا ضعيفا - فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فبلغت فى رأسه شجة منكرة.
وقالت: استضعفته إن غاب عنه سيده، فقام موليا ذليلا فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته.
زاد يونس عن ابن إسحاق: فلقد تركه ابناه بعد موته ثلاثا ما دفناه حتى أنتن.
وكانت قريش تتقى هذه العدسة كما تتقى الطاعون حتى قال لهم رجل من قريش: ويحكما ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن فى بيته لا تدفنانه؟
فقالا: إنا نخشى عدوة هذه القرحة.
فقال: انطلقا فأنا أعينكما عليه فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ما يدنون منه، ثم احتملوه إلى أعلا مكة فأسندوه إلى جدار، ثم رضموا عليه الحجارة.
قال يونس عن ابن إسحاق: وحدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين أنها كانت لا تمرُّ على مكان أبى لهب هذا إلا تسترت بثوبها حتى تجوزه.
قال ابن إسحاق وحدثنى يحيى بن عباد قال: ناحت قريش على قتلاهم، ثم قالوا: لا تفعلوا يبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم، ولا تبعثوا فى أسراكم حتى تستأنسوا بهم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه فى الفداء.
قلت: وكان هذا من تمام ما عذب الله به أحياءهم فى ذلك الوقت، وهو تركهم النوح على قتلاهم، فإن البكاء على الميت مما يبل فؤاد الحزين.
قال ابن إسحاق: وكان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده، زمعة، وعقيل، والحارث، وكان يحب أن يبكى على بنيه قال: فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة من الليل، فقال لغلام له - وكان قد ذهب بصره -: أنظر هل أحل النحب هل بكت قريش على قتلاها لعلى أبكى على أبى حكيمة - يعني: ولده زمعة - فإن جوفى قد احترق؟
قال: فلما رجع إليه الغلام قال: إنما هى امرأة تبكى على بعير لها أضلته.
قال: فذاك حين يقول الأسود:
أتبكى أن أضل لها بعير * ويمنعها من النوم السهود
فلا تبكى على بكر ولكن * على بدر تقاصرت الجدود
على بدر سراة بنى هصيص * ومخزوم ورهط أبى الوليد
وبكى إن بكيت أبا عقيل * وبكى حارثا أسد الأسود
وبكيهم ولا تُسمى جميعا * وما لأبى حكيمة من نديد
ألا قد ساد بعدهم رجال * ولولا يوم بدر لم يسودوا









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة