رسالة مفتوحة إلى دماغك المفكّر.. رسالة من مؤلف كتابى خراب واللامبالاة

الإثنين، 23 نوفمبر 2020 07:00 م
رسالة مفتوحة إلى دماغك المفكّر.. رسالة من مؤلف كتابى خراب واللامبالاة غلاف كتاب خراب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل فكرت من قبل فى الحديث إلى "دماغك" المشغول دائما بالتفكير، تعالى نعرف الرسالة التى وجهها "مارك مانسون" مؤلف "اللامبالاة" الذى حقق نجاحا كبيرا، وقدر صدر له كتاب جديد عنوانه "خراب.. كتاب عن الأمل" وبه هذه الرسالة:
 

مرحبًا أيها الدماغ المفكّر.

 كيف حالك؟ وكيف العائلة؟ وكيف هى أحوالك المالية؟

 أوه، انتظر. لا تهتمّ. أووف... لقد نسيت... إننى لا أهتمّ أبدًا.
 
 انظر، أعرف أن الدماغ الذى يشعر يفسد عليك بعض الأمور. لعلّه يفسد علاقة عاطفية مهمّة. لعله يجعلك تجرى مكالمات هاتفية محرجة فى الساعة الثالثة صباحًا. لعله يحاول معالجة نفسه عن طريق تعاطى موادَ لا يجدر به تعاطيها. أعرف أن هناك شيئًا تريد أن تكون قادرًا على ضبطه والتحكم فيه، لكنك لا تستطيع. وأظن أن هذه المشكلة تجعلك تفقد الأمل أحيانًا.
 
 لكن، اصغ إلى أيها الدماغ المفكّر، فتلك الأشياء التى تكرهها كثيرًا فى الدماغ الذى يشعر.. الاندفاعات المتهوِّرة، والرغبات المفرطة، والطريقة المرعبة فى اتخاذ القرارات!.. عليك أن تجد سبيلًا إلى تفهمها كلّها والتعاطف معها. أقول هذا لأن تلك هى اللغة الوحيدة التى يستطيع الدماغ الذى يشعر فهمها، لغة التفهم والتعاطف! فالدماغ الذى يشعر مخلوق حساس، ولا تنس أنه مصنوع من مشاعرك. ليت هذا لم يكن صحيحًا، وليتك كنت قادرًا على جعل الدماغ الذى يشعر ينظر إلى ورقة تحتوى الحقائق كلها فيفهم!... يفهم مثلما نفهم نحن. لكنك غير قادر على هذا.
 
خراب
 
 بدلًا من إمطار الدماغ الذى يشعر بالحقائق وبالمنطق، ابدأ بأن تسأله عن شعوره. قل له شيئًا من قبيل "مرحبًا، أيها الدماغ الذى يشعر! ما هو شعورك تجاه الذهاب إلى الصالة الرياضية اليوم؟". أو «كيف تشعر تجاه الانتقال إلى عمل جديد؟». أو «كيف تشعر تجاه بيع كل شيء والانتقال للعيش فى تاهيتي؟».
 
لن يستجيب الدماغ الذى يشعر بكلمات يقولها. لا، فالكلمات وسيلة بطيئة بالنسبة إلى ذلك الدماغ الذى يشعر. بدلًا من ذلك، يستجيب من خلال المشاعر. صحيح... أعرف أن هذا أمر واضح جدًا؛ لكنك تكون فى غاية الغباء أحيانًا، أيها الدماغ المفكّر!
 
قد يستجيب الدماغ الذى يشعر من خلال إحساسٍ بالكسل، أو من خلال إحساسٍ بالقلق. بل يمكن أيضًا أن تظهر مشاعر متعدّدة.. قليل من الإثارة مع لمسة من الغضب ضمن هذا المزيج. مهما تكن استجابته، فإن عليك - أيها الدماغ المفكّر (أيها الدماغ العاقل المسؤول فى هذه الجمجمة) - أن تتحاشى إطلاق أى حكم على المشاعر التى تظهر. هل تشعر بالكسل؟ لا بأس بهذا؛ إننا نشعر بالكسل أحيانًا. هل تشعر بأنك تكره نفسك؟ لعل هذه دعوة إلى مزيد من الكلام بيننا. تستطيع الصالة الرياضية أن تنتظر!
 
من المهم أن نترك الدماغ الذى يشعر ينفّس عن مشاعره السيئة المزعجة. وما عليك إلا أن تأخذ تلك المشاعر إلى حيث تصير قادرة على التنفس، فكلما تنفسَتْ أكثر، كلما تراخت قبضتها على عجلة القيادة فى سيارة الوعي.
 
بعد ذلك، وعندما تشعر بأنك قد بلغت نقطة التفاهم مع دماغك الذى يشعر، يكون وقت مخاطبته بطريقة يفهمها قد حان: مخاطبته من خلال المشاعر. لعل من الممكن أن تفكر فى المنافع التى تنتج عن سلوك جديد مرغوب فيه. وقد تحكى له عن الأشياء البرّاقة، الجذّابة، الممتعة التى تنتظره فى آخر الطريق. ومن الممكن أيضًا أن تذكّر الدماغ الذى يشعر بالإحساس الطيّب الذى يكون لدى المرء بعد ممارسة التمرينات الرياضية، أو بالإحساس الجميل الذى سيكون لديك عندما تظهر رشيقًا فى ثوب السباحة هذا الصيف، أو بمقدار ما تحسّه من احترام لنفسك عندما تحقّق الأهداف التى وضعتها نصب عينيك، أو بالسعادة التى تنالها عندما تعيش بما ينسجم مع قِيَمك وعندما يتخذك الأشخاص الذين تحبهم مثالًا لهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة