مقالات صحف الخليج.. سلمان الدوسرى يسلط الضوء على سلطنة عمان بعد رحيل "قابوس".. فاطمة الصايغ تتحدث عن"الإمارات والتوترات الإقليمية".. الكاتب حسام فتحى فى الأنباء الكويتية: مصر عنصر الأساس فى بناء الكيان العربى

الأحد، 12 يناير 2020 10:00 ص
مقالات صحف الخليج.. سلمان الدوسرى يسلط الضوء على سلطنة عمان بعد رحيل "قابوس".. فاطمة الصايغ تتحدث عن"الإمارات والتوترات الإقليمية".. الكاتب حسام فتحى فى الأنباء الكويتية: مصر عنصر الأساس فى بناء الكيان العربى صحف الخليج - ارشيفية
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولت صحف الخليج، اليوم الأحد، عددا كبيرا من القضايا التى تتصدر المشهد العربى والدولى، إلا أن رحيل السلطان قابوس وأداء هيثم بن طارق اليمين القانونية سلطانا لعمان، الحدث الذى طغى على مقالات الكتاب فى الصحف الخليجية.

عمان بعد "قابوس"

سلمان الدوسرى
سلمان الدوسرى

تحت عنوان "عمان بعد قابوس" كتب سلمان الدوسرى فى صحيفة الشرق الأوسط مقالا قال فيه :"من أصعب ما تواجهه الدول الملكية ارتباطها برجل واحد يقودها لعقود طويلة، فهو من جهة يثبّت أركان الدولة ويسهم فى استقرارها ويعزز أمنها، ومن جهة ثانية يصعب عليها الخروج من عباءته، وكثير من الدول تهتز إثر رحيله بعد أن تكون الدولة ووزاراتها ومؤسساتها التصقت بقائد كان له الدور الأبرز فى نجاحها وتميزها، لذلك كانت الأنظار مسلطة على عُمان فى الآونة الأخيرة، فسلطانها يمر بفترة مرضية حرجة، قبل أن يتوفاه الله يوم أمس، حتى إن البعض رأى أن السلطنة ربما تواجه مصيراً غامضاً فى مرحلة ما بعد قابوس.

وكعادة المشككين، فإنهم يذهبون للاحتمالات الصغيرة ويغفلون الحقائق الكبيرة، لكن العُمانيين بددوا كل تلك الشكوك والتكهنات، وأثبتوا أن إرث سلطانهم الراحل لم يكن بناء دولة فقط، ولا المحافظة على استقرارها وسط بحر متلاطم الأمواج، إنما رسم خريطة طريق مفصلة لمواصلة الاستقرار، فالسلطنة وإنْ رحل السلطان فهى تحافظ على هدوئها ومكانتها وقوتها بغض النظر عمن يحكمها.

ولا بد هنا من استذكار مرحلة مرض السلطان قابوس التى استمرت سنوات، تلقى خلالها العلاج داخل بلاده وخارجها، فلم يشعر أحد بأى فراغ دستورى فى السلطنة، رغم عدم وجود ولى للعهد للبلاد، ويكمن سر ذلك فى رسوخ دولة المؤسسات التى أثبتت عملياً قدرتها على تحقيق المعادلة الصعبة؛ استمرار الاستقرار حتى وإنْ كان السلطان لا يدير تلك المؤسسات فعلياً.

وفى تقديرى أن تلك المرحلة كانت مرحلة شديدة الصعوبة ومع ذلك لم يلحظها أحد، لا خارجياً ولا داخلياً، فدولة اعتمدت على سلطان يقود مؤسساتها لما يقارب نصف القرن، ثم يغيب فجأة عن متابعة وإدارة شؤونها، ومع ذلك تسير عجلة السلطنة كما هى بدقة ولم يتغير شيء إطلاقاً، يمكن القول إن تلك عملية نادرة فى عالم اليوم.

ولعل أصعب اختبار نجحت فيه السلطنة بامتياز، وفى وقت سريع جداً لم يتجاوز الساعات؛ عملية انتقال الحكم السلسة التى تمت بناء على وصية الراحل قابوس، حيث لم يكن السلطان الجديد هيثم بن طارق اختيار السلطان السابق فحسب، وإنما أيضاً نال موافقة الأسرة الحاكمة العمانية، وهو إجماع قليل أن تراه فى دولة أخرى لو لم يكن لديها المقومات الأساسية لدولة مؤسسات حقيقية، كما أن عملية الاختيار جرت وفقاً للدستور العُمانى الذى يحدد بدقة الآلية التى يتم عن طريقها اختيار سلطان البلاد بعد شغور المنصب.

وأذكر أننى فى لقاء سابق سألت يوسف بن علوى بن عبد الله، وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني، أنه رغم وجود اطمئنان فى السلطنة، هناك بعض من القلق فى المنطقة على مرحلة ما بعد السلطان، إلا أنه أجابنى بنفى وجود قلق فى بلاده على ذلك، وأن الكل مقتنع بأن السلطان «كما بنى هذه البلاد بما هى عليه الآن، فإنه أيضاً حريص على مستقبلها بالمعايير نفسها. وبالتالى فى النظام الأساسى (أقر عام 1996) هناك روح فى مسألة الخليفة أو من سيأتى بعده.

ونادراً ما يحدث فراغ، وهنا الأسرة تاريخها يقول إن 260 سنة أو أكثر لم تكن فيها مسألة نيابة ولى العهد"، واليوم يحق للعُمانيين، حتى وهم فى غاية الحزن لرحيل قائدهم، أن يفخروا بقوة نظامهم السياسى الذى لم يتعرض للفراغ إطلاقاً، وفوق ذلك رسخ دولة المؤسسات التى أسسها وبناها قابوس بن سعيد. هذا هو الإنجاز الحقيقى الذى تتمناه كل دولة.

عندما تكون لديك هذه المنظومة المستقرة فأنت تضمن ألا تتعرض الدولة للاهتزاز.

 

الإمارات والتوترات الإقليمية

فاطمة الصايغ
فاطمة الصايغ

 

وتحت عنوان "الإمارات والتوترات الإقليمية" كتبت  فاطمة الصايغ فى صحيفة البيان الإماراتية، عن ما يميز دولة الإمارات، قائلة :"بينما تتسارع التطورات الإقليمية من حولها ويزداد التوتر السياسى والعسكرى وتبدو منطقة الخليج وكأنها تستعد لدخول مرحلة حاسمة من تاريخها، تبدو دولة الإمارات أكثر هدوءاً وأكثر تفاؤلاً بمستقبل أفضل وبتطور داخلى أكبر وأعمق يمس حياة المواطن والقاطن فى الإمارات.

وبينما تتسابق بعض الدول الأجنبية فى تحذير رعاياها من السفر إلى منطقة الخليج تحسباً لأى طارئ، تتخذ دولة الإمارات إجراءات من شأنها أن تجذب المزيد من الزوار للمنطقة، خاصة ونحن على أعتاب استقبال أكبر حدث عالمى ألا وهو إكسبو 2020.

التفاؤل الذى يشع من الإمارات، وذلك الحب للخير والسلام والأمن، من شأنه أن يجعل من الإمارات نوراً يشع فى الظلمة التى تكاد أن ترمى بظلالها على المنطقة بأسرها.

فلا شيء من حولنا الآن أقوى من طبول الحرب التى تنادى بها بعض الأصوات، فى الوقت الذى تعلن الإمارات فيه ضرورة تغليب صوت الحكمة، ومنع التوترات التى من شأنها أن تشعل حرباً جديدة فى المنطقة.

المستقبل الذى تتطلع له الإمارات غير ذاك الذى تتطلع له بعض دول الجوار، والتى تريد إشعال حرب جديدة فى المنطقة، تقضى بها على كل أمل بتنمية حقيقية لشعوب المنطقة، وبازدهار واستقرار اقتصادى يعيد لمنطقة الخليج ألقها كمنطقة نمو اقتصادى متميز على مدى العقود السابقة.

هذا التناقض فى الرؤى والمواقف يطرح العديد من الأسئلة والاستفسارات. فالكثير من المحللين يضعون دائماً دولة الإمارات أنموذجاً تنموياً يفرض نفسه وسط إقليم مليء بالتناقضات السياسية والتوترات الإقليمية.

وبينما تنغمس بعض دول المنطقة فى الصراعات الدولية رغبة فى البروز السياسي، نرى الإمارات تتجنب التصعيد وترنو إلى التنمية الداخلية التى تعود بالفائدة ليس فقط على كل من يقطن أرضها بل وعلى الإنسانية جمعاء.

سلطان النهضة.. ومصر


حسام فتحى
حسام فتحى م
حسام فتحى 

 

بينما تناول الكاتب حسام فتحى رحيل السلطان قابوس وعلاقته بمصر، فى جريدة الأنباء الكويتية قائلا: "فقدت الأمتان العربية والإسلامية رجلاً من خيرة رجالاتها هو السلطان قابوس بن سعيد الذي أُعلن عن وفاته في ساعة مبكرة من فجر أمس".

وكان ـ رحمه الله ـ صادقاً مع ذاته وشعبه، قائداً عظيماً نجح في بناء دولة حديثة، ووسط كل العواصف الإقليمية التي ضربت المنطقة كان لسلطنة عمان الشقيقة في عهد الراحل العظيم مواقف مشرفة تجاه مصر، اتسمت بالحكمة والقوة وعدم الخضوع لضغوط الدول والمؤسسات، أو السير مع المزايدات في أوقات مقاطعة العرب للقاهرة.

تميّز السلطان الراحل ـ رحمه الله ـ باستقلالية الموقف، ونفاذ البصيرة والحنكة عند اتخاذ القرار دون تأثر بما يفعله الآخرون تجاه مصر، ومن ينسى موقف السلطان قابوس بن سعيد في دعمه المتميز لمصر في حرب أكتوبر 1973، بالإضافة الى المال والعتاد، كان الزعيم العربي الوحيد الذي أصدر مرسوماً تاريخياً أثناء الحرب يأمر بالتبرع بربع رواتب موظفي الدولة لدعم مصر في حربها، إضافة الى إرسال بعثتين طبيتين عمانيتين إلى مصر.

هذا هو "الحكيم" الراحل وهذه بعض من مواقفه مع مصر، وكان ـ رحمه الله ـ نموذجاً لاستقلالية القرار والشجاعة في اتخاذه فعندما وقّع الرئيس الراحل محمد أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979، سارع العرب الى عقد قمة جرى فيها نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى الشقيقة تونس، وتعليق عضوية مصر و"مقاطعتها"، إلا ان السلطان الشجاع رفض ذلك وأصر على استمرار العلاقات مع مصر، رغم الضغوط الشديدة التي مارسها عليه المقاطعون بقيادة صدام حسين.

وقال ـ رحمه الله ـ في كلمته في العيد الوطني للسلطنة: «لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان العربي، ومصر لم تتوان يوما عن التضحية من أجله، ولا عن الدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وانها لجديرة بكل تقدير»..

رحم الله سلطان نهضة عمان الحديثة، رجل المروءة والتسامح والحكمة السلطان قابوس بن سعيد، ودعواتنا بالتوفيق والسداد للسلطان هيثم بن طارق ليكون خير خلف لخير سلف..

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة