في الشدائد تظهر المعادن، وفي اللحظات الفارقة في تاريخ الأوطان لا يبقى في الذاكرة الوطنية إلا أصحاب المباديء والقابضون على عَلم وتراب وحب الوطن. وهل هناك من وطن أعظم من وطننا؟.. وهل هناك هدف نبتغيه ما حيينا سوى أن "تحيا مصر"؟
أقول ذلك، ونحن المصريون على موعد مع اختبار جديد لعزائمنا الوطنية وإرادتنا الواعية التي عبرنا بها جسر النار والحقل الملغوم والفتنة الكبرى التي أرادها لنا الإخوان قبل أن تصنع لنا ثورة 30 يونيو قارب النجاة إلى "البر الآمن" الذي نقف عليه الآن.. فماذا نحن فاعلون؟
هذا اختبار حاسم مع الحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهاننا لحظة.. الحقيقة التي يطرحها هذا السؤال: لماذا ارتفعت موجة التآمر ضد مصر هذه الأيام؟
انتبهوا أيها المصريون
إنها اللعبة الدنيئة والمخطط الخبيث الذي أفسدته ثورة 30 يونيو، عندما كانت سفينة الوطن تهوي إلى القاع، فإذا هي تشق الأمواج وتبحر بلا توقف إلى وجهتها حيث مستقبل يليق بمصر وتاريخها، وإذا كان أعداء هذا الوطن قد صدمتهم نجاحات مصر وإنجازاتها التي ملأت البلاد خيرًا وعمارًا وتنمية في مشروعات قومية عملاقة، فإن "التكتيك الإجرامي" لهذه العصابة المتآمرة اعتمد على تغيير قواعد اللعبة في محاولة بائسة جديدة لـ "إسقاط مصر".. ولكن هيهات هيهات لما يوعدون.
أفيقوا أيها المصريون
إن الأصوات الزاعقة التي ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، جمعتها عقيدة الكراهية، ووحدتها غاية خبيثة هي العودة بمصر إلى سنوات الفوضى والضياع، ومولتها جهات معادية وأنظمة "قزمة" تريد أن تختفي مصر من المشهد الذي صارت في صدارته، وعندما فشل إرهابهم في إسقاط دولتكم، فإنهم لجأوا إلى خطة "الضرب في القلب"، والطعن في ذمة الرجل الذي قدم روحه فداءً للمصريين، وخاض "معركة الخطر" من أجل أن يبقينا على البر الآمن، ويحفظنا من مصائر مجهولة لا نزال نراها في عيون الذين دمروا أوطانهم وشردوهم وسلموا خيراتهم للعصابات الإرهابية وميليشيات الدم والكافرين بحدود الأوطان.
خذوا حذركم أيها المصريون
لا تظنوها محاولات فردية من أولئك الذين يصنعون بكائية زائفة من أجلكم، وهم يجلسون في أفخم فنادق أوروبا ويتمرغون في نعيم الدولارات والتمويلات ويقدمون مصر والمصريين أضحية للأعداء على طبق من فضة، إنها "خطة ممنهجة" ولعبة مدروسة وتوقيتها محسوب، فأنتم الآن قد عبرتم باقتصادكم من عنق الزجاجة وانطلقتم ببرنامج الإصلاح إلى الهدف المنشود منه، وطال بناؤكم عنان السماء، وامتلكتم جيشًا حديثًا مدربًا له مقعد محترم بين الكبار من جيوش العالم، وأنجزتكم من البناء والتنمية ما تعجز عن وصفه الكلمات وأنتم به عالمون.
وما كان لهذا أن يتحقق إلا بإرادة حقيقية وعقيدة وطنية ليس من شخص عبد الفتاح السيسي الرئيس، وإنما عبد الفتاح السيسي المواطن المصري الذي امتلك حلمًا وطنيا ورؤية ثاقبة وأقسم يوم أن ضحى بروحه في وجه الإخوان وانحاز لإرادة الشعب مع قواتنا المسلحة، أن يعيد مصر إلى الصدارة، وأن يعيد المصريين إلى السيادة التي كتبها الله لهم في هذا البلد الأمين.
احترسوا أيها المصريون
ماكينة الإخوان وحلفائهم لا تجيد سوى حياكة الأكاذيب ونسج الشائعات وإثارة البلبلة، ولأنهم فشلوا في كل "لعبة" فلم يجدوا سوى "لعبة القصور الرئاسية" وما افتروا به على رجل كلنا يعلم أنه شريف لأنه ينتمي إلى مؤسسة الوطنية ومصنع الرجال، ومخلص لأنه لم يخيب رجاءنا عندما خرجنا بالملايين نهتف في الميادين "انزل يا سيسي".
ولنسأل أنفسنا: أليست هذه القصور ملك مصر؟.. ألم يؤسس عبد الفتاح السيسي دولة حديثة بنى بها المستشفيات والمدارس والمصانع والمدن الجديدة وشبكة الطرق العملاقة وشرايين التنمية التي تجري في جميع ربوع مصر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها؟
أليست هذه القصور الرئاسية ضمن منظومة مصر الحديثة التي بنت مساكن حضارية بديلة للعشوائيات الخطرة، رأيناها جميعًا في حي الأسمرات وبشائر الخير وروضة السيدة وغيرها من المناطق التي تليق بالمواطن المصري وكرامته؟
إنها الحقيقة التي نعرفها ونؤمن بها، ولكن شائعات الإخوان وأكاذيبهم المرسلة من دون سند من العقل أو الدلائل ستظل تستهدفنا ما دمنا سائرين على طريق الحق الذي سلكناه منذ 30 يونيو.
تعقلوا أيها المصريون:
لقد بنى عبد الفتاح السيسي دولة عصرية تليق بكم، وأنتم شاركتموه هذا البناء بثقتكم وعرقكم وصبركم وتحملكم، والآن ظهرت معالم مستقبلكم واحترمكم العالم وعادت مصركم الحبيبة إلى مكانتها التي تستحقها، فهل من العقل أن نهدم ما بنيناه ليشمت بنا الأعداء الذين لن يروق لهم إلا تشريدنا وإسقاط وطننا؟
لا تنسوا أيها المصريون
فقنوات الإخوان وأبواقهم المأجورة هم الذين فبركوا الفيديوهات ضد قواتكم المسلحة، وهم الذين أشعلوا الفتنة في شوارعكم، وهم الذين سفهوا من ثورتكم في 30 يونيو، وهم الذين وصفوكم بعبيد البيادة، وهم الآن الذين يعيدون صناعة الزيف والخداع ويدعون أن الشارع يموج بالغضب.. وما أشبه الليلة بالبارحة.. فلا تنسوا يناير وما بعدها، ولا تفرطوا في أمنكم ومقدراتكم، ولا تتبعوا سبيل شياطين الإخوان ومن باعوا أوطانهم، ولا تخذلوا الرجل الذي راهن على وعيكم منذ حملتموه الأمانة.
أيها المصريون:
لقد حان الوقت أن نميز الخبيث من الطيب، والصديق من العدو، والمخلص من المتربص، والوطني من الخائن، ولأن الفعل أصدق من القول، فإن ما فعله عبد الفتاح السيسي على الأرض أنفع للوطن وأصدق للمواطن مما ينسجه أعداؤنا من مؤامرات وزيف وخداع على الفضاء الإلكتروني.
هذه هي الحقيقة، وتلك هي اللحظة الحاسمة، وآن للتاريخ أن يسجل ملحمة جديدة للمصريين، ويكتب فصلا جديدا من فصول الخيانة الإخوانية.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها وشرطتها ولو كره الكارهون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة