الشائعات.. سلاح نشطاء الفوضى فى العالم لزعزعة استقرار الدول.. الظاهرة عالمية.. الأخبار الكاذبة وقود الحرب الاقتصادية بين الشركات.. والسوشيال ميديا ساهمت فى تأجيج الأكاذيب.. والعالم الأول يدشن مواقع لدحض الكذب

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 09:30 م
الشائعات.. سلاح نشطاء الفوضى فى العالم لزعزعة استقرار الدول.. الظاهرة عالمية.. الأخبار الكاذبة وقود الحرب الاقتصادية بين الشركات.. والسوشيال ميديا ساهمت فى تأجيج الأكاذيب.. والعالم الأول يدشن مواقع لدحض الكذب وسائل الكذب الإلكترونى تهدد العالم
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الشائعات أصبحت بمثابة الوسيلة التى يتبناها قطاع كبير من نشطاء الفوضى، لتحقيق مآربهم السياسية، وعلى رأسها نشر الفوضى فى المجتمع عبر زعزعة الثقة بين الأنظمة الحاكمة والشعوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أصبحت الوسيلة المثلى لهم لبث سمومهم فى المجتمعات، وهو الأمر الذى يترك تداعيات كبيرة سواء على الأوضاع السياسية أو الاقتصادية.

ولعل الملفت للانتباه أن عدوى الشائعات لم تقتصر على المنطقة العربية، ولكنها امتدت لتشمل العديد من بلدان العالم الأخرى، من بينها القوى الدولية الرئيسية فى العالم سواء فى الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية، حيث سعى ما يمكننا تسميته بتيار النشطاء السياسيين إلى تأجيج الحراك، عبر بث أخبار مغلوطة ترتبط بقرارات حكومية مرتقبة، بعضها يرتبط بالإصلاحات الاقتصادية، والتى تعد بمثابة النهج الذى يتبناه قطاع كبير من قادة العالم.

السوشيال ميديا.. سلاح النشطاء من الشرق الأوسط لأوروبا

يمثل استخدام الشائعات لزعزعة استقرار الدول، عبر "السوشيال ميديا"، سبقا لدول منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت سببا رئيسيا فى اندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربى"، والتى دفعت بلدان المنطقة إلى طريق الصراعات الدموية والفوضى، ما ترتب على ذلك من انهيار اقتصادى ومجتمعى، نتيجة غياب الأمن لسنوات، إلا أن قطاعا أخر من النشطاء فى دول العالم يبدو وأنه استلهم التجربة العربية، لتعميمها بعد ذلك فى بلدانهم، وهو ما بدا واضحا فى النموذج الفرنسى، حيث استغل نشطاء "السترات الصفراء" قرارات حكومية اتخذها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لتحقيق الإصلاح الاقتصادى فى بلاده لإشعال الحراك، من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.

النهج الذى تبناه نشطاء السترات الصفراء، وضع عاصمة النور فى مشهد ربما غير مسبوق فى التاريخ الحديث، حيث خرج المتظاهرون، بينما تسلل بينهم المخربون، لتتحول أرقى أحيائها التاريخية، إلى حالة من الدمار، بسبب هجوم قطاع كبير من الغوغاء، البنوك والسيارات والممتلكات الخاصة، لتضع نظام الرئيس ماكرون فى مهب الريح.

الأخبار الكاذبة.. المنصات الإعلامية تتبنى نهج "السوشيال ميديا"

إلا أنه بعيدا عن النشطاء، ودعوات التظاهر، يبدو أن الأحزاب السياسية المعارضة استلهمت النهج نفسه لمحاربة الأنظمة القائمة، فى محاولة لتجد لنفسها طريقا أخر، يمكن من خلاله محاربة الأنظمة القائمة، وزحزحتها من كراسى السلطة من جانب، بالإضافة إلى كونه محاولة لإيجاد غطاء شعبى، يمنحهم قدرا من الشعبية، عبر بث الأخبار المغلوطة، التى تهدف فى الأساس للنيل من السلطة الحاكمة فى دولهم، ليس فقط من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن أيضا عبر المنصات الإعلامية المعتبرة، والتى ساهمت فى تأجيج الأوضاع بصورة كبيرة.

ففى الولايات المتحدة، وصل الأمر إلى استخدام المنصات الإعلامية المناهضة لترامب، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعى إلى حد اتهامه بالخيانة تارة، وإثارة الانقسام داخل المجتمع وتأجيج العنف فى البلاد تارة أخرى، ففى أعقاب الهجوم على أحد المعابد اليهودية فى شهر ديسمبر الماضى، أطلق مروجو الشائعات سهام الانتقاد إلى الخطاب الذى يتبناه ترامب، معتبرين إياه المسئول الأول والرئيسى عن أحداث العنف التى تشهدها البلاد بين الحين والأخر، وهو ما ساهم فى خلق حالة من الصراع غير المسبوق بين البيت الأبيض، من جانب، والإعلام من جانب أخر، سعى من خلاله ترامب لمحاربة ناشرى الشائعات والأخبار المغلوطة بنفس السلاح، من خلال مخاطبة المواطن الأمريكى مباشرة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر".

لم يكتفى ترامب بالرد على الأخبار الكاذبة، وإنما أطلق رسالة صريحة لكافة المنصات الإعلامية، مفادها أن هناك حاجة ملحة لتحقيق ما أسماه بـ"الانضباط الإعلامى"، مؤكدا الحاجة إلى تأسيس وكالة حكومية من شأنها إظهار صورة "أمريكا العظيمة" التى يدحضها الإعلام بين الحين والأخر بأخباره المغلوطة التى تستهدف الإدارة.

ليست مجرد ظاهرة عربية.. مواقع أمريكية لدحض الشائعات

وهنا يمكننا القول بأن الشائعات التى يطلقها رواد "السوشيال ميديا" ليست مجرد ظاهرة عربية، وإنما امتدت إلى العديد من المناطق الأخرى حول العالم، وعلى رأسها الدول الكبرى، والتى جعلت حرية التعبير بمثابة مبدأ لها، لتصبح الحرية غير المسئولة التى يتبناها البعض سببا رئيسيا فى زعزعة استقرارها السياسى والاقتصادى.

ولعل التأثير السلبى للشائعات دفع العديد من بلدان العالم، لتكريس مواقع متخصصة لإبراز الحقائق، من بينها الولايات المتحدة، والتى تمتلك موقع يدعى "سنوبز"، يتناول الشائعات التى تضرب المجتمع الأمريكى، ويقوم بتفنيدها وإظهار الحقائق، فى انعكاس صريح لضرورة مجابهة مثل هذا النهج الذى يستهدف المجتمع بأسره.

كتب عالمية : الأكاذيب سلاح المشككين 

ولأنها إشكالية عالمية فقد باتت موضع اهتمام باحثين فى دول شتى وحاضرة فى كتب جديدة تصدر فى الغرب من أحدثها كتاب بعنوان: "إنها ليست دعاية" لبيتر بومارنتسيف وقد حظى هذا الكتاب الذى يتناول "الأخبار الكاذبة وأنصاف الحقائق وما يسعى له المنخرطون فى تلك الممارسات من إثارة للفتن وهز الاستقرار المجتمعي" باهتمام واضح فى الصحافة الثقافية الغربية.

وبيتر بومارنتسيف الذى يبلغ من العمر 42 عاما هو كاتب وباحث وصحفى بريطانى منحدر من أصل روسى فيما جاء كتابه الجديد بمثابة دراسة معمقة لإشكالية الأخبار الكاذبة التى اعتبر أنها تهدد قيما عزيزة وتشكل خطرا على الديمقراطية.
 
ويضع بومارنتسيف الظاهرة ككل ضمن "سياقات حروب المعلومات فى العصر الرقمي".. معتبرا أن هذا النوع من الحروب الجديدة فى الفضاء الإلكترونى قد يكون أخطر من الحروب التقليدية والمعارك المتعارف عليها بين الجيوش على الأرض.
 
 
ويوضح هذا الكتاب الجديد أن "الحقيقة تضيع فى خضم الأخبار الكاذبة وأنصاف الحقائق وعندما تظهر روايات متعددة ومتناقضة حول حقيقة واحدة فإن هناك من يختار الرواية التى تتفق مع أفكاره وتصوراته بصرف النظر عن مدى تطابقها مع الحقيقة الكاملة".
 
وعبر رحلة بحثية فى عدة دول حول العالم.. يؤكد بيتر بومارنتسيف أن إشكالية الأخبار الكاذبة والتضليل تتفاقم مع تكاثر مواقع التواصل الاجتماعى لتكون تلك المواقع طرقا رئيسية فى حروب المعلومات التى تدور رحاها "أون لاين"على المستوى الكوني.
 
ويخلص بومارنتسيف فى كتابه الجديد إلى أن ظاهرة استشراء الأخبار الكاذبة وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعى تفضى لاحتقانات واستقطابات بين البشر بينما تذهب الحقيقة وقيمة كالصدق ضحية لتلك الظاهرة.
 
ومن الكتب التى تناولت هذه الإشكالية أيضا كتاب صدر فى الولايات المتحدة بعنوان:"تجار الحقيقة: بيزنس الأخبار والحرب من أجل الحقائق" لجيل ابرامسون الذى يرى أن تلك الإشكالية تفاقمت فى القرن الواحد والعشرين.
 
وتكتسب ظاهرة الأخبار الكاذبة المزيد من التركيب والتعقيد مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الانترنت وبعضها لايتورع عن "نشر الأخبار الملفقة وترويج الأكاذيب وتسويق الشائعات".
 
وقد أمست مواقع التواصل الاجتماعى وما يعرف "بالسوشيال ميديا" جزءا لا يتجزأ من الإعلام الجديد فى العصر الرقمى بما يثيره من تحديات وتساؤلات مثل انعكاسات هذا المشهد على الخلل القائم أصلا فى النظام العالمى الإعلامى التقليدى وعدم التوازن بين الشمال والجنوب فإن الكتب الجديدة حول إشكالية الأخبار الكاذبة تتفق على وجه العموم فى أن مواقع التواصل الاجتماعى تستخدم أحيانا بصورة تفضى لتصاعد الأكاذيب واستفحال الكذب والأخبار الملفقة فى عالم اليوم".
 
وفى كتاب صدر بعنوان :"رؤية من النفق" لكيفن بريثناخ نوع من التركيز على تمزقات الإنسان المعاصر بين الحقائق و"الأكاذيب التى تجعل الإنسان المعاصر يهرم ويشيخ قبل الآوان" فيما ينوه هذا الكاتب الأيرلندى بأن قوة المعلومات الصحيحة تخدم الإنسان السوى الباحث عن الحقيقة ومن ثم فهى تخدم حريته. 
 
ورغم منجزات تقنية وثورات معلوماتية واتصالية فى العصر الرقمى فالكائن الإنسانى كما يرى مؤلف كتاب "رؤية من النفق" عليه أن يمضى بعقله فى كثير من الدهاليز بحثا عن الحقائق "كقطار يمضى بين أنفاق لا تعد ولا تحصى".
 
ولاريب أن "سيول الأكاذيب فى العصر الرقمى والفضاء الإلكتروني" كما يشير هذا الكتاب تشكل تحديات قاسية لكل الباحثين عن الحقيقة بل وكل من يتبنى قيم الحق والخير والجمال كما لا يمكن التغافل عن حقيقة أن "الإعلام المزيف والكاذب والمحرض حليف داعم للإرهاب وكل أيديولوجيات الشر".
 
وفى دول شتى تتعرض صحف ووسائل الإعلام لمحاولات اختراق لنشر أخبار كاذبة على التصميمات المعتادة لصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى فيما تمثل الفيديوهات والتسجيلات الصوتية المفبركة التى تتميز بالتزييف المحكم واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى أحد أخطر مظاهر التضليل.
 
وفى مواجهة "ممارسات التزييف المحكم" يجتهد باحثون فى تطوير تقنيات وابتكار طرق جديدة وداعمة لمواقع التواصل الاجتماعى لتحديد المقاطع المفبركة قبل أن تنتشر على منصات مواقع مثل "فيس بوك وتويتر".

الذكاء الاصطناعى والأخبار الكاذبة

 الذكاء الاصطناعى يلعب دورًا مهما فى تفاقم الأزمة عبر «استيلاد» الأخبار الكاذبة ونشرها بأشكال وأساليب مختلفة، لفئات عمرية متنوعة.

وتشير دراسة أجراها معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018، إلى أن نسبة مشاركة الأخبار الكاذبة تصل إلى 70%، بينما تستغرق الأخبار الصحيحة ستة أضعاف المدة لتصل إلى 1500 شخص فقط مقارنة بانتشار الأخبار الكاذبة.

وأكد الباحث فى مجال الإعلام والتكنولوجيا ومدير منتدى الإسكندرية للإعلام أحمد عصمت، لـ «الرؤية»، عدم جواز التعامل المعلومات الكاذبة على أنها أخبار، مشيرًا إلى أن الهدف من تكرار الأكاذيب هو أن يفقد الجمهور القدرة على التمييز بين ما هو حقيقى وما هو ملفق أو مزيف.

وأشار إلى أن استطلاعًا للرأى أجراه معهد «بيو» للأبحاث، أظهر أن 23 فى المئة من الأمريكيين نشروا أو أعادوا نشر أخبار كاذبة بقصد أو بدون قصد، فيما أكد نحو 64 فى المئة من المشاركين فى الاستطلاع أنهم يدركون أن الأخبار الكاذبة تساعد على نشر البلبلة وتمييع الحقائق.

ويلفت عصمت إلى أن المركز المذكور أجرى أيضًا دراسة فى عام 2018، خلصت إلى وجود أزمة حقيقية لدى الأمريكيين فى التمييز بين الوقائع الفعلية والآراء.

ورغم أن الدول العربية شأنها شأن الدول الغربية فى المعاناة من الأخبار الكاذبة، إلا أن الشائعات أكثر رواجًا من الحقائق مقارنة بالدول الغربية.

ويرجع عصمت انتشار الأخبار المزيفة إلى مجموعة من الأسباب فى مقدمتها اللعب على الجوانب العاطفية لدى الفئات التى تستهدفها، واستغلال حالات عدم الاستقرار والفوران والأحداث الآنية للترويج للشائعة، والعزف على وتر الغضب.

ويلفت عصمت إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعى أصبح لها اليد العليا فى استيلاد الأخبار الكاذبة ونشرها بأشكال وأساليب مختلفة، لتناسب فئات عمرية متنوعة، مشيرًا إلى أن روبوتات الدردشة (chatbots) تساعد على انتشار الأخبار الكاذبة والمفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أنه مع تعدد منصات التواصل الاجتماعى والرغبة الإنسانية فى متابعة كل ما هو جديد، أصبحت القراءة سريعة غير متأنية وغير فاحصة، مشيرًا إلى أن البعض قد يكتفى بقراءة العناوين الرئيسة فقط، ما يقولب فكر المجتمع فى ثقافة «التيك أواي» التى تترسخ ويكون من الصعب تغييرها وإقناع أصحابها بعكس ما يعتقدونه، بغض النظر عن المصداقية والشفافية.

وينبه عصمت إلى أن بعض الأخبار الزائفة يصعب تمييزها لأنها تمزج بين القصص الحقيقية والكاذبة لإرباك الجمهور، ما يجعل فكرة الأخبار المزيفة أقرب إلى التصديق للوهلة الأولى.

ويصف عصمت عصر الأخبار الكاذبة والمفبركة بعصر ما بعد الحقيقة الذى يرتبط بالخلل المعرفى، وحرب المعلومات الشاملة التى قوضت مهنة الصحافة والإعلام، وجعلت «النيوميديا» جنديًا فى لعبة شطرنج كبيرة لحرب المعلومات.

ومن جانبه، يقول رئيس تحرير هارفارد بزنس ريفيو العربية حمود المحمود إنه قبل ظهور مصطلح أو مفهوم الأخبار المفبركة أو الزائفة كانت الدقة فى الأخبار معيارًا رئيسًا لدى الصحافيين الاقتصاديين.

ويلفت المحمود إلى أن التحريف المقصود وغير المقصود فى الأخبار الاقتصادية لا يقل خطورة عن التحريف فى الأخبار الاجتماعية أو الأخلاقية، مشيرًا إلى أن الخطورة الاقتصادية تكون مباشرة وقد تؤثر على حياة العاملين فى الشركات من خلال التسبب فى انهيار أسهمها أو دخولها فى أزمات نتيجة عدم الدقة.

وأوضح المحمود أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعى فتح الباب أمام كثير من غير المختصين ليساهموا عن جهل أو عن قصد فى تضليل الصحافيين وإدخالهم فى دائرة نقل الإشاعات.

وحذر من أن بعض من يكتبون فى الاقتصاد دخلوا فى لعبة الفبركة الإخبارية والحروب الاقتصادية بين الشركات وحاولوا فهم المصطلحات كما يشاءون أو تحريفها مستغلين التأثير السريع لوسائل التواصل الاجتماعى ما يفاقم من الأضرار.

وشدد المحمود على أن الاقتصاد له حساسيته الدقيقة جدًا، مطالبًا «مَن يدخل هذا التخصص أن يكون محترفًا ويفهم سياقاته ومصطلحاته، مشيرًا إلى أن الصحف العالمية الاقتصادية الكبرى مثل فايننشال تايمز ووول ستريت جورنال دائمًا ما تكتب عن خسائر بملايين الدولارات نتيجة أخبار مفبركة، وشركات تبذل جهودًا جبارة لمحاولة حماية نفسها من هذه الأخبار المفبركة.

وضرب الحمود مثالًا بما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال عام 2017 عن إفلاس أحد فروع بيتزا هت، حيث فُهم الخبر على نحو خاطئ بأن الإفلاس يعنى انهيارًا سيؤثر على الشركة بشكل عام، بعد أن نشرت مواقع أخرى الخبر بطريقة خاطئة، يفهم منها أن شبح الإفلاس يهدد شركة بيتزا هت ككل وليس فرعًا واحدًا من فروعها، ما كبد الشركة خسائر كبيرة، رغم توضيح محامى الشركة أكثر من مرة أن الإفلاس يخص فرع واحد فقط ولا يعنى إغلاق الشركة والمطاعم فضلًا عن كونه وضع قانونى لجدولة الديون.

قول المدرس المنتدب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدرب الإعلام الرقمى بوكالة فادى رمزى أن الخطوة الأولى نحو التحقق من المحتوى هى إعمال المنطق والتحلى بالوعى الكافى للتأكد من هوية مروج المحتوى وخلفيته وأفكاره وانتمائه السياسى وطبيعة منشوراته السابقة، وتاريخ المحتوى المنشور.

ويشير فادى إلى أن الخطوة الثانية تتمثل فى البحث عن مصدر آخر يؤكد أو ينفى صحة المحتوى بشرط أن يكون مصدرًا ذا صلة وثيقة وثقل فى العمل الصحافى والإعلامي.

ويقول رمزى أن هناك طريقة سهلة فى تحرى دقة الصور وهى الرجوع إلى آلية البحث عن الصور فى موقع جوجل Google reverse image search باستخدام الصورة نفسها أو أى رابط خاص بها، وهى طريقة تجدى نفعًا فى معظم الأحيان.

وتتمثل الآلية الثالثة بمتابعة المواقع المحلية التى تروج لها الشائعة أو الأخبار الكاذبة، مشيرًا إلى أن بعض البلدان بدأت تشهد ظاهرة إيجابية بوجود منصات تحارب المحتوى الكاذب أو المضلل فى الأردن ومصر، عن طريق المقارنة بين المحتوى الذى تم تزييفه أو تحريفه والمحتوى الأصلى سواء كان خبرًا مكتوبًا أو صورة أو فيديو.

ورغم ما توفره منصات التواصل الاجتماعى لتوثيق حسابات المستخدمين كما يحدث مع المشاهير ونجوم المجتمع والعلامات التجارية الكبرى من خلال وضع علامة زرقاء بجوار اسم المستخدم أو الصفحة فى إشارة إلى إضفاء نوع من المصداقية إلى هذا الحساب، إلا أن العلامة الزرقاء فى كل من فيسبوك وإنستغرام وتويتر لم تنجح حتى الآن فى حل مشكلة خلل المعلومات ونشر المعلومات المغلوطة.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدة أدوات أخرى أثبتت فعاليتها فى تقصى صحة المحتوى المنشور على الإنترنت سواء كان نصًا أو صورة أو فيديو.. وأول خطوات تقصى دقة المحتوى هو معرفة من يقف وراءه.

ويتيح موقع crowdtangle التعرف بسهولة على من يعيد نشر خبر معين وحجم التفاعل معه عبر الدخول إلى الموقع واختيار CHROME EXTENSION واتباع الخطوات لتحميله وتثبيته على متصفحك الخاص.

ويمكن للمستخدم تتبع رابط ما، عبر الدخول على هذا الرابط والضغط على علامة crowdtangle فى المتصفح، لتظهر عبر شاشة أخرى كل من يعيد نشر هذا الرابط سواء كان حساب شخصى أو صفحة أو مؤسسة، مع إظهار إحصائيات أيضًا عن حجم وطبيعة التفاعل على كل حساب.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة