أحذر ..ظاهرة عالمية ..الأخبار الكاذبة وقود الحرب الاقتصادية بين الشركات

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 12:50 م
أحذر ..ظاهرة عالمية ..الأخبار الكاذبة وقود الحرب الاقتصادية بين الشركات الذكاء الاصطناعى
وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طغت قضية الأخبار الكاذبة على الساحة الدولية، وأصبحت حديث الساعة، فلا يكاد يمر يوم إلا وتظهر شائعة هنا أوهناك يحتشد خلفها مئات الآلاف، وربما الملايين من المغردين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وينقسم حولها الجميع، ما بين مؤيد ومعارض، ثم يتضح في النهاية أنها أخبار كاذبة.

ونقلت جريدة الرؤية الإماراتية أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهما في تفاقم الأزمة عبر «استيلاد» الأخبار الكاذبة ونشرها بأشكال وأساليب مختلفة، لفئات عمرية متنوعة.

وتشير دراسة أجراها معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2018 ، إلى أن نسبة مشاركة الأخبار الكاذبة تصل إلى 70 في المئة، بينما تستغرق الأخبار الصحيحة ستة أضعاف المدة لتصل إلى 1500 شخص فقط مقارنة بانتشار الأخبار الكاذبة.

وأكد الباحث في مجال الإعلام والتكنولوجيا ومدير منتدى الإسكندرية للإعلام أحمد عصمت، لـ «الرؤية»، عدم جواز التعامل المعلومات الكاذبة على أنها أخبار، مشيراً إلى أن الهدف من تكرار الأكاذيب هو أن يفقد الجمهور القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو ملفق أو مزيف.

وأشار إلى أن استطلاعاً للرأي أجراه معهد «بيو» للأبحاث، أظهر أن 23 في المئة من الأمريكيين نشروا أو أعادوا نشر أخبار كاذبة بقصد أو بدون قصد، فيما أكد نحو 64 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم يدركون أن الأخبار الكاذبة تساعد على نشر البلبلة وتمييع الحقائق.

ويلفت عصمت إلى أن المركز المذكور أجري أيضاً دراسة في عام 2018، خلصت إلى وجود أزمة حقيقية لدى الأمريكيين في التمييز بين الوقائع الفعلية والآراء.

ورغم أن الدول العربية شأنها شأن الدول الغربية في المعاناة من الأخبار الكاذبة، إلا أن الشائعات أكثر رواجاً من الحقائق مقارنة بالدول الغربية.

ويرجع عصمت انتشار الأخبار المزيفة إلى مجموعة من الأسباب في مقدمتها اللعب على الجوانب العاطفية لدى الفئات التي تستهدفها، واستغلال حالات عدم الاستقرار والفوران والأحداث الآنية للترويج للشائعة، والعزف على وتر الغضب.

ويلفت عصمت إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبح لها اليد العليا في استيلاد الأخبار الكاذبة ونشرها بأشكال وأساليب مختلفة، لتناسب فئات عمرية متنوعة، مشيراً إلى أن روبوتات الدردشة (chatbots) تساعد على انتشار الأخبار الكاذبة والمفبركة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أنه مع تعدد منصات التواصل الاجتماعي والرغبة الإنسانية في متابعة كل ما هو جديد، أصبحت القراءة سريعة غير متأنية وغير فاحصة، مشيراً إلى أن البعض قد يكتفي بقراءة العناوين الرئيسة فقط، ما يقولب فكر المجتمع في ثقافة «التيك أواي» التي تترسخ ويكون من الصعب تغييرها وإقناع أصحابها بعكس ما يعتقدونه، بغض النظر عن المصداقية والشفافية.

وينبه عصمت إلى أن بعض الأخبار الزائفة يصعب تمييزها لأنها تمزج بين القصص الحقيقية والكاذبة لإرباك الجمهور، ما يجعل فكرة الأخبار المزيفة أقرب إلى التصديق للوهلة الأولى.

ويصف عصمت عصر الأخبار الكاذبة والمفبركة بعصر ما بعد الحقيقة الذي يرتبط بالخلل المعرفي، وحرب المعلومات الشاملة التي قوضت مهنة الصحافة والإعلام، وجعلت «النيوميديا» جندياً في لعبة شطرنج كبيرة لحرب المعلومات.

الأخبار الكاذبة سلاح الحروب الاقتصادية بين الشركات
 

ومن جانبه، يقول رئيس تحرير هارفارد بزنس ريفيو العربية حمود المحمود إنه قبل ظهور مصطلح أو مفهوم الأخبار المفبركة أو الزائفة كانت الدقة في الأخبار معياراً رئيساً لدى الصحافيين الاقتصاديين.

ويلفت المحمود إلى أن التحريف المقصود وغير المقصود في الأخبار الاقتصادية لا يقل خطورة عن التحريف في الأخبار الاجتماعية أو الأخلاقية، مشيراً إلى أن الخطورة الاقتصادية تكون مباشرة وقد تؤثر على حياة العاملين في الشركات من خلال التسبب في انهيار أسهمها أو دخولها في أزمات نتيجة عدم الدقة.

وأوضح المحمود أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي فتح الباب أمام كثير من غير المختصين ليساهموا عن جهل أو عن قصد في تضليل الصحافيين وإدخالهم في دائرة نقل الإشاعات.

وحذر من أن بعض من يكتبون في الاقتصاد دخلوا في لعبة الفبركة الإخبارية والحروب الاقتصادية بين الشركات وحاولوا فهم المصطلحات كما يشاءون أو تحريفها مستغلين التأثير السريع لوسائل التواصل الاجتماعي ما يفاقم من الأضرار.

وشدد المحمود على أن الاقتصاد له حساسيته الدقيقة جداً، مطالباً «مَن يدخل هذا التخصص أن يكون محترفاً ويفهم سياقاته ومصطلحاته، مشيراً إلى أن الصحف العالمية الاقتصادية الكبرى مثل فايننشال تايمز ووول ستريت جورنال دائماً ما تكتب عن خسائر بملايين الدولارات نتيجة أخبار مفبركة، وشركات تبذل جهوداً جبارة لمحاولة حماية نفسها من هذه الأخبار المفبركة.

وضرب الحمود مثالاً بما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال عام 2017 عن إفلاس أحد فروع بيتزا هت، حيث فُهم الخبر على نحو خاطئ بأن الإفلاس يعني انهياراً سيؤثر على الشركة بشكل عام، بعد أن نشرت مواقع أخرى الخبر بطريقة خاطئة، يفهم منها أن شبح الإفلاس يهدد شركة بيتزا هت ككل وليس فرعاً واحداً من فروعها، ما كبد الشركة خسائر كبيرة، رغم توضيح محامي الشركة أكثر من مرة أن الإفلاس يخص فرع واحد فقط ولا يعني إغلاق الشركة والمطاعم فضلاً عن كونه وضع قانوني لجدولة الديون.

أدوات تمييز الأخبار الكاذبة
 

قول المدرس المنتدب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدرب الإعلام الرقمي بوكالة فادي رمزي إن الخطوة الأولى نحو التحقق من المحتوى هي إعمال المنطق والتحلي بالوعي الكافي للتأكد من هوية مروج المحتوى وخلفيته وأفكاره وانتمائه السياسي وطبيعة منشوراته السابقة، وتاريخ المحتوى المنشور.

ويشير فادي إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في البحث عن مصدر آخر يؤكد أو ينفي صحة المحتوى بشرط أن يكون مصدراً ذا صلة وثيقة وثقل في العمل الصحافي والإعلامي.

ويقول رمزي إن هناك طريقة سهلة في تحري دقة الصور وهي الرجوع إلى آلية البحث عن الصور في موقع جوجل Google reverse image search باستخدام الصورة نفسها أو أي رابط خاص بها، وهي طريقة تجدي نفعاً في معظم الأحيان.

وتتمثل الآلية الثالثة بمتابعة المواقع المحلية التي تروج لها الشائعة أو الأخبار الكاذبة، مشيراً إلى أن بعض البلدان بدأت تشهد ظاهرة إيجابية بوجود منصات تحارب المحتوى الكاذب أو المضلل في الأردن ومصر، عن طريق المقارنة بين المحتوى الذي تم تزييفه أو تحريفه والمحتوى الأصلي سواء كان خبراً مكتوباً أو صورة أو فيديو.

وبحسب فادي فإن بعض المؤسسات الصحافية مثل فرانس 24 تطور خدمة تدعى (شاهد عيان) تعتمد في التأكد من صحة المحتوى على شهود عيان كانوا في مكان الحدث وقت التقاط الصور أو الفيديو.

ورغم ما توفره منصات التواصل الاجتماعي لتوثيق حسابات المستخدمين كما يحدث مع المشاهير ونجوم المجتمع والعلامات التجارية الكبرى من خلال وضع علامة زرقاء بجوار اسم المستخدم أو الصفحة في إشارة إلى إضفاء نوع من المصداقية إلى هذا الحساب، إلا أن العلامة الزرقاء في كل من فيسبوك وإنستغرام وتويتر لم تنجح حتى الآن في حل مشكلة خلل المعلومات ونشر المعلومات المغلوطة.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدة أدوات أخرى أثبتت فعاليتها في تقصي صحة المحتوى المنشور على الإنترنت سواء كان نصاً أو صورة أو فيديو.. وأول خطوات تقصي دقة المحتوى هو معرفة من يقف وراءه.

ويتيح موقع crowdtangle التعرف بسهولة على من يعيد نشر خبر معين وحجم التفاعل معه عبر الدخول إلى الموقع واختيار CHROME EXTENSION واتباع الخطوات لتحميله وتثبيته على متصفحك الخاص.

ويمكن للمستخدم تتبع رابط ما، عبر الدخول على هذا الرابط والضغط على علامة crowdtangle في المتصفح، لتظهر عبر شاشة أخرى كل من يعيد نشر هذا الرابط سواء كان حساب شخصي أو صفحة أو مؤسسة، مع إظهار إحصائيات أيضاً عن حجم وطبيعة التفاعل على كل حساب.

 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة