أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: تقاليع السوشيال ميديا‎

السبت، 24 أغسطس 2019 10:00 ص
القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: تقاليع السوشيال ميديا‎ مواقع التواصل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تداول  رواد السوشيال ميديا  مصطلحات  غريبة  ودخيلة علينا ومنها "الاكس " و "الكراش " لم نكن نعرف  معناها  فى  بداية الأمر، ولكن  بمرور  الوقت، ومع  استخدامها  المتكرر  بين أوساط  الشباب والشابات، أدركنا أن "الاكس " كلمة ترمى  إلى الحبيب القديم  أو الخاطب  السابق، فهو  مصطلح  يطلق  على  أية  علاقة  لم  يقدر لها الاستمرار وانتهت  بالفراق، أما "الكراش " فهو  الشخص  الذى ترغب  البنت  الارتباط  به  أو  العكس، فتبدأ  فى  مراقبته فى صمت،  تتابعه من  خلال  حسابه  الشخصى، تحاول  أن تجمع  عنه أكبر  قدر  من  المعلومات من  خلال  الأصدقاء  المشتركين  بينهما، ثم ما تلبث  أن تخطط لكيفية  لفت نظره  من خلال  التلميحات  وافتعال  أحداث  لخلق  حديث  بينهما، واختلاق مواقف لكى  تكون سبباً  لتكرار  المقابلات إلى  أن  ينجذب إليها  الطرف  الآخر  وينعطف  الأمر  إلى  المسار  المطلوب  حيث  التعارف والتودد وبذلك  يتحقق  الهدف  المرجو  من  المراقبة والتنصت على الطرف الآخر.

 

قبل أن  يجتاح  الانترنت  بيوتنا،  ويداهمنا  بطوفان تطبيقاته  التكنولوجية  المتعددة والتى  باتت  تحاصرنا فى  كل مكان  ،كنا  ننظر  إلى  العلاقات الاجتماعية بشكل  أكثر  احتراماً  وتحضراً، بمعنى  أن  البنت  كانت  أكثر  حياء، شىء  ثمين  لا نعطيه  إلا  لمن  يستحقه، كانت  تترك  الموضوع برمته  إلى  أبيها، فإذا  حدث  توافق  بين  العائلتين وباركوا  الموضوع أعلنوا  الخطبة، وأن  وقع  خلاف  كان  الأمر  ينتهى  بمقولة" كل شىء  نصيب"  ،"قدر الله  وما شاء فعل" هكذا  تربينا، وهكذا  كان  الرقى فى  التعامل، كانت  العائلات  لا تتطاول  بكلام  مسىء على  بعضها  البعض، كان  إذا  تحدث  طرف  عن  الآخر  ذكره  بالخير  وأثنى  على حسن معاملته  وأخلاقه، كانوا ينظرون  إلى ما هو  أبعد من الخلاف  حيث  الحفاظ  على  العشرة  والسيرة  الطيبة  فيما بينهما، كان  رابط الدم  أو  الجيرة  أهم  عندهم  من رابط  النسب  والمصاهرة،  لذلك مهما  حدث  من  توافق  أو تنافر  بين  الأبناء، يبقى  الآباء  على  العهود  و الوعود، وكذلك  البنات  كانت  لايجوز  لها أن تتحدث  عن شاب  مع زميلاتها  من باب الحياء  والأدب، وأيضا  الشاب  كان لا يتطرق  لسيرة  بنت  تقدم  لخطبتها، حفاظاً على سمعتها، و لأنه  تربى على  الرجولة  والنخوة، ويعلم  أن  كل  ما سيتلفظ  به  لسانه، ستدور به  الدوائر ،و سينصب  على أخته يوما ما.

 

أما  الآن  وبعد  أن  اقتحم  الفيس  بوك  بيوتنا  دون  استئذان  وتغلغل  بين  علاقات  البيت  الواحد  حتى  نجح  فى أن يعزل  كل منهم  عن الآخر  بواسطة  الهاتف  الخلوى أو  الكمبيوتر  المحمول، باتت  الفتاة  تشن  حربا على من  فارقها  وتدبر  الحيل  لإيقاع من تتوق الارتباط به،  صارت تتحدث  بشكل  فج  من خلال منشوراتها  على  من انتهت علاقتها به دون  مخافة  من أحد، ودون  أن  تشعر  بالخجل...ولما  الخجل  طالما  أن بنات  جيلها  يشجعوها  على ذلك  ويساعدوها  فى  الحصول  على الشاب  الذى  ترغب  الارتباط  به  من باب  أن ما يفعلونه  معها  من باب  الصداقة  والصحوبية، فنحن  فى زمن  لا  نستبعد  أن  أمها  قد تكون  إحدى  متابعيها  و تساندها  فى  كل  ما تقوم  به  على  صفحات التواصل الاجتماعي.

 

اضربن  بتلك  المصطلحات  عرض  الحائط، واحفظن  ماء  وجوهكن، فلا  أحد   يستحق  أن  تتحدثى  عنه  بألفاظ  بذيئة وكلمات  مبتذلة، عودن  إلى العفاف  والحياء، فمن  يرغب  بزواج  بك، لن  يكل  ولا يمل  من  قرع  بابك، ولن  يترك  دربا  إلا ليسلكه إلى أن ينالك، فالدرة  الثمينة ليست بحاجة  إلى  "اكس " أو  "كراش " لأنها تعرف قدرها جيدا، وتدرك  قيمة  كبريائها  وتعزز  كرامتها  إلى  أن يأتى إليها  من يقطع  من أجلها أميالا  حتى تقبل  الزواج به.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة