هونج كونج تتقلب على نيران المظاهرات.. مسيرة سلمية حاشدة اليوم.. والاتحاد الأوربى يطالب بضمان الحريات الأساسية بهونج كونج.. ومخاوف من خطوات بكين.. وترامب يرهن المفاوضات التجارية مع الصين بحل الأزمة

الأحد، 18 أغسطس 2019 02:30 م
هونج كونج تتقلب على نيران المظاهرات.. مسيرة سلمية حاشدة اليوم.. والاتحاد الأوربى يطالب بضمان الحريات الأساسية بهونج كونج.. ومخاوف من خطوات بكين.. وترامب يرهن المفاوضات التجارية مع الصين بحل الأزمة أزمة هونج كونج
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ مظاهرات للمحتجين وسط المدينة بمشاركة الآلاف تحت الأمطار الغزيرة

مازالت هونج كونج، التى تعد مركزا تجاريا دوليا اشتهر بالاستقرار لعقود ، تتقلب على صفيح ساخن، حيث يعتزم النشطاء تنظيم تجمع حاشد اليوم يمثل تظاهرة سلمية تعد التجمع الأكبر هذا الأسبوع، وسط ترقب لما تنتوى بكين اتخاذه من إجراءات لرد على تلك التظاهرات فى محاولة لتعويض ما حظيت به الحركة الاحتجاجية بهونج كونج من انتكاسة مؤخرا .

وتنظم مسيرة اليوم "الجبهة المدنية لحقوق الإنسان" وهي مجموعة احتجاجية سلمية كانت في السابق القوة المحركة للتظاهرات الحاشدة التي سجلت مشاركة قياسية في يونيو ويوليو عندما نزل مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع.

بينما طالب الاتحاد الأوروبى بعدم المساس بالحقوق المدنية الثابتة قانونا فى المستعمرة البريطانية السابقة هونج كونج، وذلك قبيل تنظيم المظاهرة الكبرى المؤيدة للديمقراطية هناك الأحد.

وأوضحت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى باسم وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبى أن مبادئ الحريات الأساسية كحق التجمع السلمي وكذلك الدرجة العالية من الحكم الذاتي التي تتمتع بها هونج كونج هي ثابتة في دستور المنطقة وفي الاتفاقات الدولية المبرمة وفقا لمبدأ "دولة ونظامين".

وأضافت موجيرينى أن أوروبا مهتمة باستقرار ورفاهية السكان فى هونج كونج.

وذكرت موجيرينى أنه خلال الاحتجاجات الأخيرة المؤيدة للديمقراطية والمعادية لعنف الشرطة وقع عدد من الأحداث العنيفة غير المقبولة، والتي تمثل تهديدا باندلاع مزيد من العنف وعدم الاستقرار في هونج كونج.

وذكرت موجيريني أن "من الأمور الحاسمة في هذا الصدد ضبط النفس والتخلي عن استخدام العنف واتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر في الموقف على وجه السرعة".

وأتى هذا البيان نتيجة مخاوف دولية من تعرض المتظاهرين للقمع الدموي كما حدث في بكين عام 1989.

 وكان المحتجون قد نظموا تظاهرات سلمية السبت بوسط المدينة، بمشاركة آلاف المدرسين في مسيرة تحت الأمطار الغزيرة دعما للاحتجاجات التي يقودها الشباب في شكل كبير، وقد جاءت فى سياق استكمال اعتصامات المطار التى وصفت بـ"العنيفة"، حيث منع متظاهرون مسافرين من إتمام إجراءات السفر بمطار المدينة، ولاحقا اعتدوا على رجلين اتهما بأنهما جاسوسان للصين.

وتركزت تجمعات السبت فى الأماكن السياحية خاصة فى هونج هوم وتو كوا وان، وهما حيّان يقصدهما السياح القادمون من الصين، وكان المحتجون قد تلقوا تحذيرات من الشرطة الصينية  

تصاعد الاشتباكات

بدأت التظاهرات في هونج كونج باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديموقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وهكذا نزل الملايين إلى الشوارع فيما اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومجموعات صغيرة من المتظاهرين المتشددين.

وتكررت مشاهد الاشتباكات بين عناصر شرطة تطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والمحتجين المتشددين الذي يستخدمون الحجارة والمولوتوف روتينية.

ولم تبد بكين وحاكمة المدينة كاري لام أي رغبة في تلبية المطالب الرئيسية للمحتجين مثل التحقيق في عنف الشرطة بحق المتظاهرين والسحب النهائي للمشروع ومنح عفو للأشخاص المتهمين في أحداث مرتبطة بالتظاهرات.

لكن المتظاهرين لم يتراجعوا رغم اعتقال أكثر من 700 شخص و11 أسبوعا متواصلا من المسيرات التي حققت قليلاً من التنازلات من قبل الحكومة.

وينظم المحتجون في هونج كونج منذ أسابيع مظاهرات للمطالبة بمزيد من الحريات، بما في ذلك اعتصامات شلت مطار المدينة الذي يعد أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم.

فبموجب اتفاق عام 1997 الذي شهد عودة هونج كونج من الحكم الاستعماري البريطاني الى الصين، فإن المدينة تهدف إلى التمتع بحريات أوسع من تلك المسموح بها في البر الصيني.

 

اقتصاد هونج كونج

وطلبت بكين من شركات هونج كونج ورجال الأعمال البقاء موالين لها وإدانة الاحتجاجات، بينما أعلنت الخطوط الجوية في هونج كونج "كاثاي باسيفيك" استقالة رئيسها التنفيذى روبرت هوج بشكل مفاجئ، بعد أيام على فرض بكين قيودا عليها بسبب دعم بعض موظفيها الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في المدينة.

كما نشر العديد من كبار رجال الأعمال بيانات تدعو إلى وضع حد للاحتجاجات، كان آخرها من أغنى رجل في المدينة لي كا شينغ الذي وضع إعلانات في سبع من صحف هونج كونج.

كما سارعت شركات المحاسبة "الأربع الكبار" إلى التنصل من إعلان نشره أرباب أعمال في صحف محلية يؤيدون فيه الاحتجاجات.

 

ترامب يتدخل فى الأزمة

أبدت إدارة ترامب حذراً في موقفها من أزمة هونج كونج، على الرغم من أنها تخوض منذ أشهر مواجهة مباشرة مع الصين في مجال التجارة ومنافسة دبلوماسية عسكرية معها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ .

ومن جانبه ربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسوية المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين بحل الأزمة التي تشهدها هونج كونج منذ أكثر من شهرين، معبرا عن أمله أن تجد الصين حلولا للأزمة بدون عنف.

وكتب ترامب في تغريدة: "في الصين تزول ملايين الوظائف لتذهب إلى دول لا تخضع لرسوم جمركية وآلاف الشركات تغادر هذا البلد"، مضيفا: "بالتأكيد تريد الصين إبرام اتفاق (مع الولايات المتحدة) لكن ليتصرفوا بإنسانية مع هونج كونج أولا".

وكتب ترامب تغريدة أخرى توجه فيها لمخاطبة الرئيس الصينى، مؤكدا قدرته على حل الأزمة بطريقة "إنسانية"، واقترح عقد لقاء مع الزعيم الصيني.

وقال ترامب: "أعرف الرئيس الصيني شي جينبينج جيدا. إنه زعيم كبير يحظى بكل الاحترام من شعبه. وهو جيد أيضا (في القضايا الشاقة)"، مؤكدا "ليس لدي أي شك في أن الرئيس شي يريد تسوية مشكلة هونج كونج بسرعة وبطريقة إنسانية، وهو قادر على القيام بذلك"، وأضاف عبارة "لقاء شخصي" في نهاية تغريدته.

ويواجه الرئيس الأمريكي انتقادات من كل الأطراف في الولايات المتحدة بسبب موقفه من المظاهرات المؤيدة للديموقراطية في هونج كونج، وتجنبه انتقاد بكين في إطار هذه الأزمة غير المسبوقة في المدينة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة