أغضبت الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممى لدى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الأمن الدولي حكومة الوفاق الوطني، وذلك بسبب كشفه عن وجود إرهابيين ومتطرفين فى صفوف قوات الوفاق فى محاور طرابلس.
طالبت رئاسة أركان حكومة الوفاق من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بتقديم قائمة بالمتطرفين الذين يقاتلون ضمن صفوف قواتها وتدافع عما وصفتها بـ"الشرعية الليبية والدولية وعن العاصمة وسكانها" بناءً على إحاطته بأن هناك متطرفين يقاتلون فى صفوف الأطراف الليبية المتنازعة.
ولفتت قوات الوفاق إلى أنها تمثل القيادة المباشرة لقوات ما وصفه بـ "الجيش الليبى الذى يعمل تحت المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى، زاعمة اتخاذ كافة الإجراءات لمنع التحاق أى إرهابى أو متطرف بتصنيف دولى لعناصرها، قائلةً:"ولا نعلم ما هو الشيء الذى اعتمد عليه المبعوث الخاص فى تصريحه ضمن إحاطته بشكل يتهم فيه جميع الأطراف بما فيهم قوات الوفاق بالإرهاب والتطرف".
وحملت حكومة الوفاق المبعوث الخاص لدى ليبيا المسؤولية الكاملة على ما ورد فى إحاطته، محذرةً فى حال عدم تقديم قوائم المتطرفين والإرهابيين حسب تصنيف من الأمم المتحدة فإنها ستعتبر ما ورد فى إحاطته محاولة لتشويه قوات الرئاسى وحكومة الوفاق الوطنى والشعب الليبى، متوعدة بملاحقة المبعوث الاممى لدى ليبيا قانونياً على ذلك.
إلى ذلك، اعتبرت قوة مسلحة تابعة لحكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس بأن المبعوث الأممى لدى ليبيا غسان سلامة جزء رئيسى من الأزمة الحالية للبلاد، مبينةً بأنه ولو كان فى الاخير خيراً لقام بحل الأزمة في بلاده لبنان، على حد تعبيرهم.
وقالت المجموعة المسلحة فى بيان صحفى لها إن بقاء غسان سلامة فى العاصمة طرابلس هو طعن فى ظهور الرجال وخيانة لدماء قتلاهم، مطالبين جهات الاختصاص التدخل فوراً قبل فوات الأوان فى إشارة منهم لإخراج المبعوث الأممى من طرابلس.
بدوره، استدعى رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة.
وقال المكتب الإعلامى التابع لحكومة الوفاق، الأربعاء، إن السراج استدعى المبعوث الأممى لدى ليبيا لتسليمه مذكرة تتضمن احتجاجاً على ماورد مما وصفوها بـ"المغالطات" بإحاطته لمجلس الأمن الدولى حول الوضع فى ليبيا يوم الاثنين الماضى.
يذكر أن مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة قد قدم مساء الاثنين الماضى إحاطة جديدة لمجلس الأمن في جلسة عادية عقدها المجلس لمناقشة التطورات فى ليبيا.
وأكد غسان سلامة على ضرورة وقف الاقتتال والانتهاكات التى قال بأنها صاحبته من جميع الأطراف، داعياً مجلس الأمن الدولى للعمل بجدية على وقف توقف تدفق الأسلحة للبلاد، مشيرا إلى أن الوضع الأمنى وحادثة اختفاء النائبة سهام سرقيوة التى قال بأنها اختطفت على يد جماعة مجهولة إضافة لممارسة الجماعات المسلحة فى طرابلس للخطف على نطاق واسع بهدف التربح من الفدية وممارسة الابتزاز.
فيما قال المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسمارى، إن إحاطة المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة تسببت فى اضطراب صفوف الإرهابيين فى طرابلس، مضيفا "كيف يمكن للسراج الاحتجاج على إحاطة سلامة وصلاح بادى وأسامة الجويلى المطلوبان للعدالة الدولية يقاتلان معه."
وعرض اللواء أحمد المسمارى خلال مؤتمر صحفى له فى بنغازى مقاطع مسجلة لعناصر أجنبية من تنظيمى القاعدة وداعش الإرهابيين تقاتل فى صفوف مليشيات حكومة الوفاق، مؤكدا أن الجيش الليبى لديه سجل حافل بالإرهابيين المطلوبين للعدالة الدولية.
وأكد المسمارى أن معركة الجيش الليبى فى طرابلس هدفها الوحيد والأساسى القضاء على الإرهاب، مؤكدا أن الجيش الليبى لا يقاتل من أجل عسكرة الدولة بل من أجل مدنيتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة