يسعى منتخب المغرب الأول لكرة القدم، والملقب بـ"أسود الأطلس" إلى تحقيق لقب ثان فى كأس الأمم الأفريقية، بعدما واصل مسلسل انتصاراته فى دور المجموعات بالفوز الثالث على التوالى، والذى حققه أمس على جنوب أفريقيا بهدف مبارك بوصوفة فى الوقت القاتل فى ملعب السلام بالقاهرة، وبالتحديد فى الدقيقة 90.
هدف بوصوفة القاتل منح "أسود الأطلس" العلامة الكاملة فى صدارة المجموعة الرابعة برصيد تسع نقاط، ليتأهل إلى دور الـ 16 فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التى تنظمها مصر حاليا وتستمر حتى 19 يوليو المقبل.
وأصبح الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا مطلبا للجماهير المغربية بعدما تأخر التتويج الثانى للفريق كثيرا منذ تتويجه باللقب الأول قبل أكثر من أربعة عقود وبالتحديد فى 1976 فى إثيوبيا.
ونفض المنتخب المغربى عن نفسه غبار الأداء المتواضع الذى سيطر على استعدادات الفريق للبطولة الحالية واستمر فى أدائه الجيد خلال المباريات الثلاث التى جمعته بناميبيا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار، وقدم الفريق أداء رائعا فى تلك المباريات على غرار ما قدمه فى مباراته أمام المنتخب البرتغالى فى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
وترجم أسود الأطلس هذا الأداء القوى فى دور المجموعات إلى انتصارات ثمينة وضعت الفريق فى الدور الثانى للبطولة، ليصبح ضمن ركب المتأهلين إلى دور الستة عشر.
وقبل مونديال 2018، ساد الاعتقاد بأن شمس "أسود الأطلس" غابت وأنها أصبحت أسودا مستأنسة لا زئير لها، بسبب خروج المنتخب المغربي من الدور الثاني (دور الثمانية) من البطولة الإفريقة التي أقيمت في الجابون في عام 2017، ليضاف إلى الخروج المبكر للمنتخب المغربي من الدور الأول لنسخ 2006 و2008 و2012 و2013 وفشل الفريق في بلوغ نهائيات 2010 بأنجولا وفشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، لكن وصول اسود الاطلس لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا والعروض التي قدمها الفريق في البطولة أمام منتخبي إسبانيا والبرتغال وخسارته بصعوبة بالغة أمام المنتخب الإيراني أكدت أن الأسود ما زالت قادرة على افتراس منافسيها على الساحة الإفريقية بشرط تحلي الفريق بمزيد من التركيز والإصرار.
هذا الأداء الجيد الذى قدمه أسود الأطلس خلال مباريات الدور الأول، يؤكد سعى الفريق لاستعادة هيبته المفقودة فى القارة السمراء، حيث يسعى الفريق إلى الفوز بلقب البطولة ليكون اللقب الثانى له فى تاريخ مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية.
ويتمتع المنتخب المغربى بتاريخ حافل على مستوى القارة الأفريقية، حيث يشارك فى نهائيات البطولة القارية للمرة السابعة عشر لكنه لم ينجح فى إحراز اللقب إلا مرة واحدة عندما استضافت إثيوبيا النهائيات عام 1976 وأقيمت منافساتها بنظام الدوري من دور واحد بين جميع الفرق المشاركة ليحصل المنتخب المغربى على أكبر عدد من النقاط.
وخلال 23 بطولة على مدار أربعة عقود من الزمان، فشل المنتخب المغربى فى الفوز باللقب رغم وصوله إلى نهائيات كأس العالم ممثلا للقارة السمراء أكثر من مرة.
وكان أفضل إنجاز آخر له هو الوصول للمباراة النهائية فى بطولة أفريقيا لعام 2004 بتونس حيث كان المرشح الأقوى للفوز فى النهائى لكن عاملى الأرض والجمهور لعبا دورهما لصالح المنتخب التونسى ليفوز باللقب.
وفى باقى البطولات الأفريقية التي شارك فيها المنتخب المغربى، كان الخروج من الدور الأول هو نصيب الفريق في أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012 و2013 فيما وصل الفريق لدور الثمانية في 1998 و2017 وخرج من الدور قبل النهائي في بطولات 1980 و1986 و1988.
وبعد فترة من تذبذب مستوى أسود الأطلس ، لجأ الاتحاد المغربي للعبة إلى إسناد المهمة لمدرب له بصمة واضحة للغاية على الساحة الأفريقية وهو الفرنسي هيرفي رينار الذي قاد كل من المنتخبين الزامبي والإيفواري لمنصة التتويج باللقب الأفريقي في 2012 و2015 على الترتيب ليكون أول مدرب يقود فريقين مختلفين للقب الإفريقي.
ورغم ابتعاد عدد من النجوم عن صفوف الفريق للاعتزال في السنوات الأخيرة أو لأسباب أخرى ، ما زالت صفوف المنتخب المغربي زاخره بالنجوم المتألقين في مختلف المراكز ومعظمهم من المحترفين في أوروبا.
ويعتمد رينار بشكل كبير في البطولة على النجم الكبير مهدي بن عطية وأشرف حكيمي (بوروسيا دورتموند الألماني) ونبيل درار (فناربخشة التركي) ومانويل دا كوستا (اتحاد جدة السعودي) في الدفاع وحكيم زياش (أياكس الهولندي) وفيصل فجر (كان الفرنسي) ومبارك بوصوفة المحترف في الشباب السعودي وكريم الأحمدي (اتحاد جدة السعودي) ويونس بلهندة (جالطة سراي التركي) في الوسط وخالد بوطيب (الزمالك المصري) في الهجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة