القارئة مريم محمد سعيد تكتب: ذكريات عابرة

الجمعة، 19 يوليو 2019 08:06 ص
القارئة مريم محمد سعيد تكتب: ذكريات عابرة ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكريات العمر تنساب امام عينى فى لحظة صفاء فاتصالح معها و التمس العذر اذا اخفقت فى بعض اختياراتى لقلة خبرتى و قلة حيلتي.......ايام عشتها  هى من أجمل الأيام ابتسم بشدة عند استدعائها وكأن العالم يبتسم لى... ذكريات لا تعرف للحزن عنواناً..اسرد منها لقطات عابرة من كتاب ذكرياتى ...أيام الدراسة كان لى اصدقاء هم جوهر حياتى كنا نستذكر الدروس سوياً و كنا نحضر اعياد ميلاد احدنا الأخر كانت لى صديقة اذا اعجبت باى شئ تعطينى اياه....ففى احدى المرات احضرت اطاراً جديداً فى بيتها و كانت تريد ان تأخذ رأيى فيه فاجزمت انه رائع جدا و لكن فى داخلى كنت اراه عاديا حيث اردت مجاملتها و عدم احراجها.... و عندما حل موعد  عيد ميلادى المحت لى انها ستفاجئنى فى هذا اليوم و كانت المفاجأة انها احضرت لى اطارا يماثل اطارها فأبديت إعجابى الشديد به و انا اقول فى قرارة نفسى يا ليتنى لم ابالغ فى تعبيرى و لكننى لم احزن فيكفى انها ارادت ان تسعدنى و نجحت فى ذلك بالفعل. لن انسى الرحلات المدرسية مع اصدقاء الطفولة خصوصا رحلة الواحات البحرية التى هى فى الاساس رحلة علمية و دراسة المياه الكبريتية و المحاصيل و دراسة الحفريات و لكننا لم نهتم بالجانب العلمى و مكثنا نلعب و نلهو و نلتقط الصور  لبعضنا البعض و تركنا مدرسة العلوم تقوم بالتجارب وحدها و لكى نشترك فى تلك الرحلة خصصت لنا المدرسة مكانا لكى نبيع فيه ما شئنا فقمنا ببيع مجلات ميكى القديمة و بيع الترمس و نجحنا فى الحصول على ثمن الاشتراك...و دخلنا الكلية سوياً و كنا كل يوم بعد انتهاء المحاضرات نتمشى و ناكل الايس كريم و فى بعض الاحيان نشرب عصير القصب و تتعالى ضحكاتنا بسبب المواقف الطريفة التى قابلتنا فى يومنا و لن انسى فرحة النجاح و ما اجملها فرحة فرحة بعد رحلة تعب و شقاء و هذا مايسمى لذة التعب فليس كل مايفرح يأتى دون كلل بل يأتى بعد شق الانفس و اذا اتاك التعب على شكل حزن او ابتلاء فلا تنظر اليه نظرة تشائمية و يكون بقعة سوداء جراحها مستشرية فى كل جسدك فاخلع نظارتك السوداء لايامك الكاحلة فى حياتك بل انظر  اليها نظرة المستفيد من دروسها...

لم تكن ايام الدراسة مع اعز اصدقائى بالامر الهين بل واجهتنا مشاكل كثيرة و لكن حبنا كان اقوى من اى صعوبات و التضحية كانت منهج حياتنا... تربينا سوياً منذ نعومة اظافرنا حتى تخرجنا و مازلنا نلتقى و سنلقى حتى تتوفانا المنية.

يا لها من ذكريات و يا لها من ايام انتهت امامى فى لمح البصر   و شعرت ان العمر ليس سوى لحظة لحظة تعد بعمرى كله فبدأت استخف نفسى حين انخرط فى البكاء فى بعض المواقف و علمت ان العمر اقصر من ان نتمادى فى احزاننا

فانا الأن اتذكر يوم دخولى المدرسة و كأنه الامس رحلة كفاح قضيتها مع اعز الناس عشتها بحلوها و مرها و احببتها بمتاعبها ...ندمت على اختيارات كثيرة لى و لكننى لم اندم قط على اختيار اصدقائى لم انسى مواقف عديدة لهم كانوا سنداً لي..... مهما وصفت فلم اوفى حقهم فبهم للحياة مذاق و طعم فشكرا يا الله على نعمة حبهم لى و سيبقى العمر شاهدا على رحلة كفاحنا .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة