أكرم القصاص - علا الشافعي

آباء لكن قتلة.. بعد ذبح مدرس لزوجته وأبنائه الـ4.. الفقهاء اختلفوا حول «لا يُقتل الوالد بولده».. والطب النفسى يؤكد: الآباء القتلة مصابون بـ«الأنانية».. وقانونى: العقوبة الإعدام تحقيقًا لمبدأ القصاص

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 03:00 م
آباء لكن قتلة.. بعد ذبح مدرس لزوجته وأبنائه الـ4.. الفقهاء اختلفوا حول «لا يُقتل الوالد بولده».. والطب النفسى يؤكد: الآباء القتلة مصابون بـ«الأنانية».. وقانونى: العقوبة الإعدام تحقيقًا لمبدأ القصاص اعدام
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«مدرس لغة إنجليزية يذبح زوجته وأبنائه الأربعة»، «أب يقتل أبناءه بالدقهلية»، وغيرها من العناوين التى تتناول وقائع قتل الآباء والأمهات لأبنائهم دون شفقة، هؤلاء فى الأساس آباء وأمهات ولكن برتبة «قتلة» لم تمنعهم الشفقة والرحمة ولا حتى وصايا الأديان السماوية على أبنائهم من قتلهم بدم بارد، حيث إن هؤلاء لم ولن يكونوا أبدًا آباء لهؤلاء الأطفال، خاصة حينما يقوم هؤلاء «الآباء والأمهات القتلة» من تبرير جرمهم وأفعالهم الخسيسة لعمليات القتل لأبنائهم إما خوفًا على مصلحة الأبناء من المستقبل، وإما دخولهم فى حالة فقدان للوعى جعلتهم يقومون بهذا الأمر، وأخيراَ بحجة أن الأمر يتعلق بتجارة الآثار.   

5

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا.. هل هناك عقوبات وجزاءات تفرض على الأب قاتل أبنائه؟ خاصة أن هناك اختلاف مؤكد وتضارب حول العقوبات ما بين تطبيق الشريعة وقانون العقوبات التى تختلف فى عقوبة الأب فى حالة قتل الأبناء.  

 

رأى الدين: «لا يُقتل الوالد بولده»  

أراء الفقهاء والعلماء تطرقت لوقائع قتل الآباء للأبناء منذ عدة قرون – ووفقا لفتاوى عدة -  فإن جمهور أهل العلم يؤكدون أن الأب معفى من عقوبة قتل الأبناء فى حالات كثيرة، مستندين فى ذلك إلى عدد من الأحاديث، فمثلاً ما رواه الترمذى – عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم «لا تقام الحدود في المساجد ولا يقتل الوالد بالولد» وعلى هذا جاءت معظم أراء المذاهب الفقهية، عدا المالكية فى حالات القتل العمد  فقالوا: «لا يقاد الأب بالابن إلا أن يضجعه ويذبحه، أو يحبسه حتى يموت، مما لا عذر له فيه ولا شبهة فإن حذفه بالسيف، أو بالعصا، أو بالحجر الكبير غير قاصد لقلته، فلا يقتل فيه».  

download (2)

 

رأى المفتى فى قتل الآباء للأبناء

مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، في حوار أجراه عام 2015: أكد «من النادر أن يقتل الوالد ولده عمدًا، لكن قد يحدث القتل خطأ، وهنا لا يتلقى عقوبة الإعدام، لكن في بعض القضايا نستشف فى بعض التحقيقات والظروف المحيطة بالجريمة أن هذا الوالد ارتقى بالفعل وقفز فوق الحنان والشفقة إلى دائرة العمد والقصد الذى يريد به بالفعل أن يقتل ولده، وهذا مأخوذ من مذهب المالكية».

ووفقا لـ«علام» - المالكية يقولون إن الوالد يقتل بولده، وفى هذه الحالة إذا أضجعه وأخذ السكين وذبحه فهذه الأعمال فى مجملها تؤيد أن هذا الوالد لم يكن فى حالة الخطأ بل كان عامدا وقاصدا فلا يمكن أن يضجعه ويأخذ السكين ويذبح بلا قصد، فكل تلك الأعمال تدل على أن هذا الرجل قصدا ومن ثم فإن القانون المصرى يقول «يقتل أخذا برأى المالكية». 

201901161137313731

 

رأى دينى آخر بإعدام الأب

فيما يرى عدد من الفقهاء إن ما ورد فى الشريعة الإسلامية الغراء بخصوص مسألة عدم قتل الأب بابنه ما هى إلا اجتهادات فقط تتغير بتغير الزمان والمكان، باعتبارها مجرد آراء فقهاء، ولم يرد نص قرآنى يدل على تلك الآراء الفقهية حيث إن القرآن الكريم ذكر أن النفس بالنفس ومن قتل يقتل، حتى ولو كان الأب هو من قتل ابنه، فما دام هناك تعمد فإن القانون ينبغى تطبيقه.

كما أن قانون العقوبات المصرى يسير جملة وتفصيلاَ على هذا النهج فإنه فى حالة قيام أب بقتل ابنه، فإنه يطبق عليه قانون العقوبات طبقا لمواد  «القتل العمد» ألا هو الإعدام، غير أن هناك بعض الآراء الفقهية والمشايخ  تخالف النص القانونى وتؤكد الرأى السابق وهو عدم قتل الأب بابنه، ولكن القانون المصرى لا يفرق بين تلك العملية وعملية القتل الطبيعية. 

download (1)

 

الرأى القانونى   

وعن الرأى القانونى فى مسألة قتل الآباء للأبناء، يقول الخبير القانونى والمحامى بالنقض ياسر سيد أحمد، إن رأى الشرع لا يلزم القاضى، باعتباره مجرد رأى استشارى ليس شرط الأخذ به، حيث إن قتل الأب أو الأم ابنه جريمة تستوجب أقصى العقوبة وهى الإعدام إذا اشترط التعمد تحقيقا لمبدأ القصاص العادل.

وبحسب «أحمد» فى تصريح لـ«اليوم السابع» - تعامل جريمة قتل الأب لولده كأى جريمة أخرى بل بالعكس من الممكن أحياناَ أن تكون بحكم شديد العقوبة كى لا تتكرر فى المجتمع، فهى قضية تهدد السلم الاجتماعى وعلى القاضى أن ينظر إلى التحقيقات والإجراءات وصحتها وظروف الحالة ومن ثم يتخذ أشد العقوبة فى ذلك. 

download (3)

 

رأى الطب النفسى: صاحبها مصاب بالنرجسية

مسألة قتل الآباء للأبناء لم يكن تمر دون أن نلقى الضوء عليها من الناحية الطبية والنفسية، فالأطباء والمتخصصون يرون أن الآباء الذين يقدمون على قتل أطفالهم يعانون بشكل كبير من أمراض التوحد والأنانية القاتلة، حيث لا يشعرون بالآخرين سواء كانوا من أقاربهم أو أصدقائهم ويبحثون دائما عن الراحة النفسية لأنفسهم فقط، ويروا أن موت أطفالهم سواء كان معهم أو بمفردهم سيريحه من هموم الدنيا وآلامها.

وبحسب الأطباء النفسيين - فإن قتل الأب لأبنائه وزوجته ناتج عن أمراض نفسية وعقلية فى منتهى الخطورة، لأن صاحبها يتسم بالشخصية النرجسية أو الأنانية التى لا تفكر بشكل صريح إلا في ذاتها فقط، ما يدعوا معه إلى تحرك جميع مؤسسات الدولة من أزهر وإعلام وسينما للتوعية الشديدة بدور الأسرة وأهميتها لدى الفرد والمجتمع، فضلاَ عن أهمية أن يكون هناك تأهيل نفسى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة