أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ محمود حمدون يكتب "لم تمسسها يد"

الجمعة، 21 يونيو 2019 11:00 ص
القارئ محمود حمدون يكتب "لم تمسسها يد" شخص فى عمله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أول يوم لى بالعمل , أناس سوف أقابلهم للمرة الأولى , انطباعات جيدة يجب أن تستقر فى أفئدتهم عنى , لكن تُرى  كيف هم ؟ أيغلب عليهم الخير, أم جٌبلوا على شر مستطير؟ لا لا .. فالخير و الشر طرفى نقيض يتأرجح البشر ما بينهما , لن أشغل نفسى بهذا الأمر , لأتركه لحينه , لا ينبغى أن أفترض السوء فى الغير كما أفعل دوماً , هكذا قررت , نهضت مبكراً و ذهبت لأخذ حمام توطئة لارتداء حُلّة جديدة اشتريتها لهذه المناسبة ..

 

شعرت بيد أمى تربت على كتفى برفق , صوتها الدافء يهمس : استيقظ , سوف تتأخر على عملك .ألن تذهب اليوم ؟!

 

= عملى !!, أى عمل ؟! فركت عينى , نظرت حولى , وجدتها تقف بطولها الفارع تبتسم إلى ,ثم  و هى تغادرنى : انهض , تذكّر أنك تقول دوماً أن مديرك فى العمل شخص قاس يتحيّن لك فرصة فلا تعطه إياها على طبقة من فضة ..

 

كنت أستمع إليها و الحلُّة الجديدة معلّقة على مشجب تطل على استيحاء من " الدولاب الخشبى " بحجرتى ..

 

عرق بارد تصبب من جبينى و ينحدر سريعاً لرقبتى , سألت الفراغ من حولى : أى عمل هذا ؟ ماذا حدث ؟ أدرت رأسى كبندول ساعة , بحثاً عن قشّة أتعلق بها خشية الغرق ..  لكن

 

من جديد وجدت يداً تهزّنى لكن هذه المرة بعنف رقيق , صوت أجش كأنى أعرفه ينادينى من قريب : حان موعد الانصراف , ألن تمضى كزملائك؟!

 

قلت : أمضى ؟ أى زملاء؟! ثم إلى أين؟

 

رد بصلف و عيناه كحدى موسى: الساعة تجاوزت الآن الرابعة مساءً، لم يبق غيرك بالمكان.

 

أيقنت أن شيئاً ما يحدث، لكنى جهلت كنهه، لذلك هرولت خارجاً، أتخبط بين الجُدر الأسمنتية، تلاحقنى عين الرجل كصقر يتتبع فريسة.

 

قبيل أن أغيب عن بصره, زعق من جديد : تركت حُلّتك وراءك، ها هى و ألقاها إلى, التقطتها قبل أن تصل إلى الأرض، كانت بحالتها جديدة لم تمسسها يد بسوء.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة