حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية الوزير بدر الدين وشمس الدين أخيه (7)

الخميس، 23 مايو 2019 05:00 م
حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية الوزير بدر الدين وشمس الدين أخيه (7) ألف ليلة وليلة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الليلة الماضية عرفنا من الحكاية أن الوزير شمس الدين استطاع أن يتعرف على ابن أخيه حسن بد الدين وأنه أخذه معه إلى مصر وجعله يدخل البيت الذى كانت فيه زوجته.
 
وفى الليلة الخامسة والعشرين قالت: بلغنى أن حسن بدر الدين تعجب وتحير، فعند ذلك قالت له ست الحسن: مالى أراك متعجباً متحيراً ما كنت فى أول الليل؟ فضحك وقال كم عام لى غائب عنك؟ فقالت له سلامتك سم الله حواليك أنت إنما خرجت إلى الكنيف لتقضى حاجة وترجع فأى شيء جرى فى عقلك، فلما سمع بدر الدين ذلك ضحك وقال لها صدقت لكننى لما خرجت من عندك غلبنى النوم فى بيت الراحة، فحلمت أنى كنت طباخاً فى دمشق وأقمت بها عشرة سنين وكأنه جاءنى صغير من أولاد الأكابر ومعه خادم وحصل من أمره كذا وكذا ثم أن حسن بدر الدين مسح بيده على جبينه فرأى أثر الضرب عليه، فقال والله يا سيدتى كأنه حق لأنه ضربنى على جبينى فشبحه فكأنه فى اليقظة ثم قال لعل هذا المناح حصل حين تعانقت أنا وأنت ونمنا، فرأيت فى المنام كأنى سافرت إلى دمشق بلا طربوش ولا عمامة ولا سروال وعملت طباخاً، ثم سكت ساعة وقال والله كأنى رأيت أنى طبخت حب رمان وفلفله قليل، والله ما كأنى إلا نمت فى بيت الراحة فرأيت هذا كله فى المنام فقالت له ست الحسن بالله وعليك أى شىء رأيته زيادة على ذلك، فحكى لها جميع ما رآه، ثم قال والله لولا أنى انتبهت لكانوا صلبونى على لعبة خشب.
 
فقالت له على أى شىء فقال على قلة الفلفل فى حب الرمان، ورأيت كأنهم خرجوا دكانى وكسروا مواعينى وحطونى فى صندوق وجاءوا بالنجار ليصنع لى لعبة من خشب لأنهم أرادوا صلبى عليها، فالحمد لله الذى جعل ذلك كله فى المنام ولم يجعله فى اليقظة، فضحكت ست الحسن وضمته إلى صدرها وضمها إلى صدره ثم تذكر وقال: والله ما كأنه إلا فى اليقظة فأنا ما عرفت أى شيء الخبر ولا حقيقة الحال، ثم إنه نام وهو متحير فى أمره فتارة يقول رأيته فى المنام وتارة يقول رأيته فى اليقظة، ولم يزل كذلك إلى الصباح، ثم دخل عليه عمه الوزير شمس الدين فسلم عليه فنظر له حسن بدر الدين، وقال بالله عليك أما أنت الذى أمرت بتكتيفى وتسمير دكانى، من شأن حب الرمان لكونه قليل الفلفل.
 
فعند ذلك قال الوزير اعلم يا ولدى أنه ظهر الحق وبان ما كان مختفياً، أنت ابن أخى وما فعلت ذلك حتى تحققت أنك الذى دخلت على ابنتى تلك الليلة، وما تحققت ذلك حتى رأيتك عرفت البيت وعرفت عمامتك وسروالك وذهبك والورقتين التى كتبتهما بخطك والتى كتبها والدك أخى فإنى ما رأيتك قبل ذلك وما كنت أعرفك، وأما أمك فإنى جئت بها معى من البصرة ثم رمى نفسه عليه وبكى فلما سمع حسن بدر الدين كلام عمه تعجب غاية العجب وعانق عمه وبكى من شدة الفرح، ثم قال له الوزير يا ولدى إن سبب ذلك كله ما جرى بينى وبين والدك وحكى له جميع ما جرى بينه وبين أخيه، وأخبره بسبب سفر والده إلى البصرة، ثم إن الوزير أرسل إلى عجيب فلما رآه والده قال لهذا الذى ضربنى بالحجر فقال الوزير هذا ولدك فعند ذلك رمى نفسه عليه وأنشد هذه الأبيات:
ولقد بكيت على تفرق شملـنـا
زماناً وفاض الدمع من أجفاني
ونذرت أن أجمع المهيمن شملنا
ما عدت أذكر فرقة بلسانـي
هجم السرور على حتـى أنـه
من فرط ما قد سرنى أبكانـي
فلما فرغ من شعره التفتت إليه والدته وألقت روحها عليه، وأنشدت هذين البيتين:
الدهر أقسـم لا يزال مـكـدري
حنثت يمينك يا زمان فـكـفـر
لسعد وافى والحبيب مسـاعـدي
فانهض إلى داعى السرور وشمر
ثم إن والدته حكت له جميع ما وقع لها بعده، وحكى لها جميع ما قاساه فشكروا الله على جمع شملهم ببعضهم ثم أن الوزير طلع إلى السلطان وأخبره بما جرى له فتعجب وأمر أن يؤرخ ذلك فى السجلات ليكون حكاية على ممر الأوقات ثم أن الوزير شمس الدين وأخيه نور الدين فقال الخليفة هارون الرشيد والله إن هذا الشيء عجاب ووهب للشاب سرية من عنده ورتب له ما يعيش به وصار ممن ينادمه، ثم إن لبنت قالت وما هذا بأعجب من حكاية الخياط والأحدب واليهودى والمباشر والنصرانى فيما وقع لهم قال الملك وما حكايتهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة