مريم محمد سعيد تكتب: معانى الإنسانية

الخميس، 02 مايو 2019 12:00 م
مريم محمد سعيد تكتب: معانى الإنسانية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دق ناقوس الخطر وتبدلت الحقائق فأصبح الذى على صواب على خطأ وأصبح الذى على خطأ على صواب، فأصبحت الحقيقة غائبة وبمعنى أصح حقائق مشتتة مثل الضباب الذى لا تتضح الرؤية بسببه.. وتوالت الأحداث ولم يعد هناك ما يصدقه العقل فأصبح العقل فى اللاوعى لا يدرى كيف يشق طريقه.

 

لا رأفة ولا رحمة فى هذا الزمن فالإنسان الذى على سجيته لا مكان له فى هذا العالم، فالقوى يفترس الضعيف، ما جعل الحياة أكثر شراسة حياة لا تتخللها معانى الإنسانية.

 

تداخلت الكلمات بين شفتى وتلعثمت فى نطقها باحثة عن معنى لتلك الفجيعة، وأصبحت لا أدرى ما أقوله عن الإنسانية الغائبة .... فمعانى الإنسانية تتلاشى فى مجتمعنا اليوم .... لا أدرى لماذا أصبحنا نتحاشى بعضنا البعض ... لماذا لا نمد يد المساعدة بعضنا إلى بعض لكى يصبح المجتمع يداً واحدة فنصبح قوة واحدة لا أحد يستطيع أن يفرقنا أو يؤذينا أو يسبب لنا أى مكروه.

 

الإنسانية لها معانى شتى أهمها أن تكون إنسانيتك نابعة من داخلك نابعة من قلب ينبض بحب الخير والرحمة والرأفة.

 فإذا نظرنا للإنسانية بشكل عام سنجد أننا نصف نمطاً اجتماعياً، بمعنى أن نقول هذا الشعب يتسم بالطيبة أو يتسم بالبخل أو الشجاعة فالإنسانية هنا تكمن فى طبيعة شعب بأكمله.

 

والإنسانية أيضاً لها معانى سامية فإذا نظرنا إلى مضمونها سنعلم كيف أحيت الإنسانية شعوباً، وإذا أخذنا بها سنكون خير أمة... لأنها سمة راقية هى سمة الشعوب المتقدمة وهى أكثر دليلاً على نهوضها.

 

وما نعانى منه اليوم هو اضمحلال الأخلاقيات فى المجتمع ولولا أن هناك قانوناً يحمى حقوقنا لانتشرت الفوضى وساد الظلم فى المجتمع وأكل الفرد لحم أخيه حياً.... والأخلاقيات درجة أسمى من القانون فتطبيق القانون شىء إجبارى أما الإنسانية شىء اختيارى....نختاره لكى نزين به مجتمعنا ونرتقى به... وبالرغم من وجود خلل فى المنظومة الإنسانية فى مجتمعنا إلا أنه مازال هناك قلوب صافية كلها إنسانية... فمثلا أثناء ركوبى المترو وجدت أحد الشباب يقف ليفسح مكانه لرجل عجوز، وفى رمضان يشرع بعض الأفراد فى الشارع ساعة الإفطار فى توزيع المشروبات والتمر على المارة ... فمازال الخير فى أمتنا إلى يوم الدين... نحتاج فقط إلى اتساع دائرة الخير لتشمل المجتمع بأكمله وليس أفراد بعينهم.... فما أجملها الإنسانية عندما يشعر الإنسان بأخيه ويعمل على مساعدته ويبدأ الأفراد يتضافرون حتى يكتمل نسيج الأمة فتحيا وتُحى شعوبا ظنها البعض أنها لن تحيا أبداً.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة