القارئ أشرف الزهوى يكتب: النقشبندى قيثارة السماء

الأربعاء، 15 مايو 2019 12:00 م
القارئ أشرف الزهوى يكتب: النقشبندى قيثارة السماء النقشبندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ارتبط الشيخ السيد النقشبندى بشهر رمضان بتواشيحه وتسابيحه التى ظلت محفورة فى وجداننا . كان النقشبندى يمتلك صوتا قويا نادرا وكلمة نقشبندى تتكون من مقطعين، نقش وبندى التى تعنى بالفارسية القلب، أى نقش حب الله على القلب. لم يسع النقشبندى للإذاعة إلا حينما جاءه النصيب فى عام 1967 وذلك قبل ثلاثة أيام من شهر رمضان حينما تقدم المخرج مصطفى صادق على بابا شارو اقتراحا بأن تقدم الإذاعة يوميا لمدة 5 دقائق دعاء بصوت سيد النقشبندى وبالفعل أضيف اسمه لخريطة البرنامج العام ليصدع بصوته الشجى عقب أذان المغرب مباشرة. ومن ذلك التاريخ أصبح دعاء النقشبندى ملمحا من ملامح رمضان مثل ألف ليلة وليلة وأحسن القصص والمسحراتى والسمسمية . يعتبر الإنشاد الدينى الذى تولى ريادته النقشبندى من أهم مكونات تراثنا الموسيقى الذى يعبر عن عناصر أصالتنا الفنية وخاصة فى مجال الغناء الدينى.

حظى النقشبندى بالعديد من الألقاب التى أطلقها عليه كبار الفنانين والأدباء فوصفوه بأنه: الصوت الخاشع والكروان الربانى وقيثارة السماء وإمام المداحين . عاش النقشبندى زاهدا عابدا لم يترك من حطام الدنيا شيئا يذكر. عندما سئل عن القراء المفضلين لديه قال إنه يستمع الى الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل . كان النقشبندى يقضى أوقات فراغه فى مكتبته التى تضم ألوانا من الفنون والآداب والتصوف وعلوم القرآن . حصل على العديد من الأوسمة والنياشين من مختلف الدول التى زارها ، فلم يكن تكريمه محليا فقط بل دوليا اسلاميا . وقد كرمة الرئيس الراحل انور السادات عام 1979 فحصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى .  لا يعرف أغلب القراء أن دعاء النقشبندى الاشهر (مولاى إنى ببابك) من تلحين الموسيقار بليغ حمدى بتوجيه من الرئيس السادات !! . فى فبراير 1976 تنبأ النقشبندى بقرب أجله وكان ذلك يوم الجمعة عندما كان يسجل فى التليفزيون احد الابتهالات ثم توجه الى منزل شقيقه وكتب وصية بان يدفن بالقاهرة إلى جوار والدته، ثم عاد الى طنطا حيث كان يفضل الإقامة بجوار السيد البدوى وكان يقضى معظم اوقاته داخل ضريحه . وهناك فاجأته أزمة قلبية دخل على إثرها المستشفى، وعندما تنبه فى غرفة الإنعاش قال لمن حوله:  "ليه عملتوا كده ، ونقلتونى للمستشفى وفاضل من عمرى دقائق " ثم فاضت روحه الى بارئها . ولكن ظل صوته يحلق بنا بأدعيته وابتهالاته التى تمس شغاف قلوبنا وتأخذ بنا الى آفاق روحانية تخلق السعادة وتحقق رضا النفس.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة