غرتها الأيام فاقت أحلامها واقعها.. أبحرت فى عالمها دون مجداف.. شراعها قد مزقته آلام الدهر وصارت أحلامها سراب بعدما داهمتها حقيقة البشر.. نامت وهى لا تدرى ما يخبؤه لها القدر.. ورأت فى منامها بطلاً من الذى نقرأ عنه فى الأساطير يمد يده يأخذها بجواره فى عربته التى يجرها الخيل ويأمرها بالسير إلى جنة الخلد.. وجاب بها بلاداً ورأيا أنهاراً رائحتها كالمسك فاحت منها عطراً، عطراً من الجنة.. يا ليتها لم تصحو ومكثت ليلتها مع من يدللها ويأخذ بيدها إلى عالم خيالها.. روت أحلامها وأفصحت عن أسرارها.. اعتقد البعض أنها تعبث فى مدينة الفضائل.. وسألتُها لماذا بُحتِ بأسرارك ولماذا رويت أحلامك لبشر لا يعرفون سوى فنون المراوغة و الغش و الخداع؟؟؟.. فأنت كاللعبة فى ايديهم عندما أفصحت عن أسرارك وأحلامك.
أجابت لم أعلم بنواياهم غرنى مظهرهم وكلامهم المعسول عنى فسعدت بلقائهم اعتبرتهم خلان لم أتخيل غدرهم.. ذهب النعاس من عينيها بعد أن حل بهما الأرق فأضحت خائفة من مقابلة بطل أحلامها.. بعدما سخروا منه من اعتبرتهم أصدقائها.. شرعت تقرأ فى روايتها التى تنقلها إلى عالم آخر.. كانت تحكى عن نسيان الحب.. وكيف تنسى أجمل ذكريات حياتها.
كيف تنسى عنفوان الحب كيف تنسى عطفه و حنانه ....كيف تنسى كلامه الرقيق التى كانت تهرب منه من عالم الخداع الى دنيا مليئة بالزهور و الورود كيف تنسى كل هذا انه كان يشعرها بقيمتها و اى قيمة هى قيمة مرصعة باللؤلؤ و المرجان...رأته انساناً ... رأته يماثلها.. و لكن كل هذا كان فى مخيلتها هى التى جعلته بطل احلامها و هى التى صورته بتلك التفاصيل التى لا وجود لها على الاطلاق.....و عندما رأت وجهه الآخر صرخت و ملأت الدنيا صراخاً....عرفت كيف يكون الشخص كريم و بخيل، حر ومقيد، طيب وخبيث عرفت ان القلب لا ينبض بالحب بل ينبض بكتل سوداء لا علاقة لها بها .و الان هى تقرا الرواية لكى تنسى غدر الأحبة وهى تتذكر اللحظات المرة و اللحظات السعيدة فمن الصعب ان تنسى شخص أحببته بكل صدق وتعلقت به لطيبته، لكن وراء طيبته المزعومة كان يخفى رصاصات قاتلة كادت ان تودى بحياتها و تمحوها من الدنيا....لذلك اختارت الرحيل لتودع تجربة فريدة من نوعها لتخرج من عالم الاحياء و تعود مرةآخرى الى عالمها الافتراضى.. الآن غلبها النعاس ستدخل إلى عالمها الخيالى ومدينتها الفاضلة.. تصبحون على خير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة