لقد تألمنا وفجعتنا المشاهد الدامية فى مذبحة نيوزيلندا الإرهابية عندما تجرد إرهابى من كل مشاعر الإنسانية واقتحم دور العبادة حاملا معه الأسلحة الفتاكة، مطلقا النار فى بث مباشر على المصلين فقتل خمسين نفسا بريئة طاهرة تصلى صلاة الجمعة فى آمان وسلام.
ردود فعل دولية وشجب وتنديد ورسائل عزاء وبيانات رسمية وغير رسمية على كل المستويات من أفراد ومؤسسات ورؤساء دول، وهناك من خطفت الحدث وتعاملت بطريقة نالت احترام العالم الإسلامى بالكامل وأدهشتنا إنها جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا، التى ضربت مثالا جيدا وفريدا فى التعامل مع الحادث وسرعة وصفه بالإرهابى وأظهرت ردة فعل احترافية غير مسبوقة تدعو للتقدير ونموذج يحتذى به من كل قادة دول العالم وما أظهرته احتراما لمشاعر المسلمين فى البرلمان النيوزلندى، حيث بدأت الجلسة بتلاوة القرآن وارتدائها الحجاب تعاطفا مع المسلمين أهالى الشهداء، وقامت بزيارتهم والوقوف بجانبهم وإذاعة آذان الجمعة التالية فى التليفزيون، ولم تكتف بالمؤتمرات الصحفية الباهتة فقط، لقد أدهشتنا نحن المسلمين وأدهشت قاده الدول فى جميع انحاء العالم بهذا التصرف.
رد الفعل الأمريكى تجاه الحادث كان باهتا وغير واضح وغير محدد عكس المرات السابقة فى حوادث إرهابية مشابهة، والتى يكون فيها الضحايا من المسيحين أو اليهود، وهذه سابقة خطيرة تحمل فى طياتها الكثير من علامات الاستفهام ولها تداعيات خطيرة للغاية.
ظاهرة الإسلاموفوبيا وما يترتب عليها من ازدياد معدلات العنف والكراهية ضد المسلمين فى البلاد الأوروبية وأمريكا أصبحت ظاهرة مخيفة تتطلب حلولا جديدة ومؤثرة.
هناك مشكلة فى الاتصال مع الغرب وخصوصا المواطن العادى الذى يتأثر بالحرب الإعلامية ضد الإسلام، ويتم شحنه إعلاميا، وذلك باستغلال أوضاع المهاجرين وظروفهم الاقتصادية والسياسية والمعيشية الصعبة لتأجيج العنف ضدهم . لابد من فضح الإرهاب و فضح التمويل و فضح المتعاطف مع الإرهاب سواء بالكلمة أو التلميح أو التصريح المباشر وما يصدر عن المواقع الإخبارية المشهورة والصحف الأجنبية والتى تزيد من ظاهرة العداء للإسلام بشكل غير مباشر.
الخطاب الإعلامى وأيضا أسماء التنظيمات الإرهابية التى تلصق نفسها بالإسلام وهو برىء منها فهل نستطيع أن نغير ذلك بأن نطلق مثلا مصطلح (تنظيم الدولة) فقط ونحذف كلمة الإسلامية والتعاون مع المواقع الإلكترونية والصحف الأجنبية فى ذلك حتى لا تترسخ الصورة الذهنية بربط هذه التنظيمات كذبا بالإسلام فتؤثر على المسلمين أنفسهم فى البلاد الأوروبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة