أكرم القصاص - علا الشافعي

بالعجلة والكنافة النابلسية.. المهندس محمد زاهر بدأ مشروعه الخاص

الأحد، 17 مارس 2019 08:00 م
بالعجلة والكنافة النابلسية.. المهندس محمد زاهر بدأ مشروعه الخاص المهندس محمد زاهر بدأ مشروعه الخاص
كتبت إسراء البيطار - تصوير محمد عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمنحنا دائما الحياة صدفة غير متوقعة لم نفكر بها، فلا تسير الحياة دائما على وتيرة واحدة، وإنما تضع فى طريقنا صدفا تشبهنا وإن كانت دائما عكس المتاح والتقليدى، تاركة لنا حرية إدراكها والمغامرة، فليس العالم بحاجة أكثر إلى نسخ مكررة ومواقف مشابهة.

وكانت هذه إحدى لعب القدر التى أتاحت لمحمد زاهر صاحب الـ 25 عاما خريج جامعة حلوان لكلية هندسة الميكانيا، فى إحدى ليالى العيد المليئة بالفرح والأنس بالأهل والأصدقاء، أن يقترح عليه أحد أصدقائه بتناول نوع محدد من الحلوى تنال شهرة كبيرة فى مدينته 6 أكتوبر، تعرف بحلوى النابلسية الذى يختص بتقديمها السوريون.

1-(2)

المهندس محمد أثناء بيعه للكنافة

والتى نالت إعجابه مما جعلته يذهب للمرة الأولى من منطقة فيصل إحدى مناطق القاهرة إلى مدينة أكتوبر لتناولها مرة أخرى، ومن هنا كانت المفاجأة، فيحكى محمد زاهر لليوم السابع ويقول: "أنا كنت فاكر أنا بس اللى معجب بيها وجاى مخصوص لها من فيصل لـ6 أكتوبر عشان أكلها بس اتفاجئت بأن الأعداد دى كلها هناك لنفس السبب، وهنا فكرت إن ليه ماتبقاش موجودة فى كل مكان مش بس أكتوبر ومن السوريين".

1-(1)

ولم يكن تفكيرا عابرا فى هذه اللحظة فقط وإنما قد بدأ بالبحث عن أصل هذه الحلوى، التى وجدها إحدى الحلوى الفلسطينية المعروفة وتسمى بالنابلسية نسبة لمدينة نابلس إحدى مدن فلسطين.

وأضاف: "وقتها كنت فى 3 هندسة وأنا أصلا بحب التجارة وفكرت ليه ما ابدأش المشروع دا، وبدأت أدخل فعلا على الإنترنت واعرف هى بتتعمل إزاى وانزل أجيب طلباتها وجربت مرة واتنين وتلاتة بس بردوا منفعتش"، ومن هنا قرر أن يتخلى عن هذه الفكرة وأن يهتم بدارسة الهندسة حتى يستطيع انهائها والتخرج منها، وتحقيق رغبة الأهل أولا".

 

1-(3)

وبعد إنهاء دراستها قد جمعه القدر مرة أخرى بشخص يتقن عمل النابلسية وقد جمعهما الحديث برغبته فى تعلمها، مما جعله يقترح عليه العمل سويا، ومن هنا بدأ محمد يخوض تجربة النابلسية وكيفية إعدادها، رغم رفض الأهل على عمله فى هذا المجال وكونه مهندسا للمكانيكا، ولكنه لم يهمه الأمر وقرر أن يبقى حتى يتقن هذه الفكرة ويحقق شغفه.

9736fba9-c1ac-4549-8ff4-23032cc16352
 
ومثله مثل شباب الجامعات الذى ينهى دراسته ولم يجد مجالا مناسبا للعمل، وخاصة بعد تجربته وخضوعة لبعض التدريبات فى إحدى الشركات والمؤسسات، والتى لم تستهويه فكرة العمل الروتينى.

ومن هنا قد قرر عدم الاستسلام والبدء فى مشروعه الخاص بالنابلسية.. "ليه ما ابدأش فى حاجة بعرف أعملها وبحبها"، فعلى الرغم من رفض الأهل لهذه الفكرة وأن يقوم بتنفيذها "أنت مهندس ماينفعش تبقى بتاع كنافة".

 

4e36f4fe-dd12-47fb-b491-620b3dd087a4

ولكنه قرر أيضا أن يخوض هذه التجربة، مضيفا: "أنا مش شايف إنه عيب مثلا أن أقف أبيع كنافة فى الشارع وأنا حابب أن يكون ليا البيزنس الخاص بيا وفى حاجة بحبها".

وبدأ أن يوظف حسه الهندسى فى أن يجد طريقة مناسبة لبيع لكنافة بالشارع "مش عايز تبقى زى عجلات السجق والكبدة كبيرة وصعبة فى إنها تتحرك وملزم بمكان ثابت ومش عايز برده تبقى عجلة تقليدية".

1-(4)

وبدأ بالبحث عن تصميم خاص يتناسب مع تفكيره إلا أن وجد أحد تصميمات العجل الموجودة فى الدول الأجنبية والتى تتسم بوجود البوكس خلف العجلة وليست أمامها كما هو متاح بمصر، "طبعا مافيش حد بيعملها هنا فى  وفضلت كتير أدور على مصمم يعملها لحد ما لقيت بصعوبة مصمم وافق إنه يعملهالى وبدأت انزل الشارع، وعن تجربته بالشارع يقول: " أول ما نزلت اتفاجئت برد فعل الناس اللى كان غير متوقع وإنها تعجبهم ووقتها بفضل ربنا بيعت كل الكنافة اللى كانت موجودة معايا وقتها". 

88

ولكن لم يكن الأمر سهلا من جميع النواحى وإنما قد وجد أيضا سلبيات عديدة من أصحاب السلع الأخرى فى الشارع ويقول: "أول ما نزلت الشارع أنا مش واخد على البهدلة ومش لاقى مكان كويس أقف فيه، ولقيت ناس كتير بتمنعنى إن أقف بالعجلة بتاعتى فى الشارع على الرغم من إنى مش ببيع نفس الحاجة بتاعتهم، إلا إنى وجدت من يدعمنى أيضا ويقدم لى المساعدة، زى ما لقيت ناس سلبية لقيت بردوا ناس محترمة ساعدتنى إنى أقف فى المكان اللى أنا فيه دا دلوقتى".

1-(5)

 

وأضاف: "أنا مش شايف إنى بعمل حاجة غلط بالعكس أنا شايف إن مفيهاش أى مشكلة إن أقف فى الشارع أبيع كنافة، ووقت ما يجيلى فرصة شغل كويسة لهندسة هوافق طبعا عشان خاطر أهلى نفسهم يشوفوا ابنهم مهندس، ومعنديش مانع أكون مهندس الصبح وببيع كنافة بعد الضهر"، واختم حديثه: "نفسى جدا يبقى ليا ترخيص ويكون ليا أكتر من بايك فى أكتر من مكان".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة