أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود حمدون يكتب: سيد الموقف

الأربعاء، 13 مارس 2019 04:00 م
محمود حمدون يكتب: سيد الموقف خلافات بين مواطنين - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اتسعت دائرة الاشتباه لتشمل القابعين وراء مكاتبهم الخشبية  من يعملون بجدّ ومن يفتشون فى الضمائر، شملت المتسكعين فى الطرقات وعلى  السلالم، المنتظرين دورهم لركوب المصعد هبوطاً أو نزولاً، اتساعاً لم يفلت منه أحد .

 

عشية ذات اليوم، سمعنا أن آخرين انضموا للركب، السائرين بالشوارع الرئيسية، الهائمين على وجوههم، الكل مُشتبه به، سرعان ما لهجت الألسنة بالدعاء، ارتفعت التبريرات، علت الأيمانات، الانكار أصبح سيداً للموقف، حتى العجوز التى تبيع الخضروات، على ناصية السوق، رأيتها تبكى بحُرقة، تسيل دموعها كماء نار تحفر طريقها بقسوة بخدّيها، يهتز صدرها العامر، تلملم وجودها تحت قدميها، لا تنتظر سؤالاً من إنسى، فصوتها ينطلق بقوة كل فترة: أقسم بالراحلين، أنى بريئة مما قيل، لم أر  شيئاً .

 

بنفس المنطق و لكن برزانة أكثر  قليلاً، يؤكد "عبد الرازق " بائع الجرائد وأشياء أخرى: لم أفعل شيئاً والسماء شاهدة على صدق قولى، يشير ببنانه لأعلى، يتصنّع البكاء، فيرتفع بعض أنينه دون علامة على صدق فؤاده .

 

استمر الحال أسابيع متصلة، زادت لشهر ثم آخر  وتتالت بعد ذلك حتى أدركنا النسيان فغشى أبصارنا ..

بعصر الخميس الماضى، اجتمع القوم فى خلاء كبير، حلقات كلُّ منها لا يقل عن العشرة من الرجال و النساء، يتحدثون فى آن واحد، تعلو الأصوات دون أن يستمع أحد لرفيقه، ضجيجهم أقلق صبى دون السابعة، كان يلهو وحيداً، ترك مهمته المقدسة، هرول إليهم و بصوت يتناغم مع الطبيعة البكر، ينشز بقوة مع أهل المكان قال: أنا رأيت ما حدث و أعرف كل شىء، آنذاك هبّت ريح سوداء اقتلعت كل شيء.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة