أحمد إسماعيل المحروقى يكتب: فلنصنع لهم ماضى وذكرى

الثلاثاء، 12 مارس 2019 02:00 م
أحمد إسماعيل المحروقى يكتب: فلنصنع لهم ماضى وذكرى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الاجيال القديمة والمتوسطة دائما ما يسبحون بعقولهم فى بحر الذكريات القديمة ويسبح بهم الخيال بعيداً حتى يصل بصاحبة الى مرحلة الطفولة فيتذكر أبويه، وكيف كان يقضى معهم المناسبات المختلفة والعادات البسيطة التى كانت تمارس فى ذلك الوقت .

 

وعندما يخرج من بحر ذكرياته تجده يقص ما تذكرة وهو سعيد ولكنه حزين على فوات تلك الايام واختفائها من حياته مع فقدان الكثير ممن شاركوه تلك الذكريات فى الماضى ..، انه احساس لا يدركه اصحاب الاعمار الصغيرة بل لا يشعرون به لعدم قدرتهم على الاحساس بحلاوة قص الذكريات وذلك لان اصحاب الاعمار الصغيرة لم يعيشوا اى روحانيات اسرية.

 

والسبب أن الحياة اختلفت بكل أشكالها فلم تعد الاسرة كالماضى ولم تعد التربية كتربية الماضى ولم تعد القلوب صافية فاستحدثنا ( تصرفات ) استبدلنا بها العادات والتقاليد القديمة وتلك التصرفات لا يترتب عليها اى ذكرى طيبة تتعلق بالعقول، ومع مرور الزمان لن يجد اصحاب تلك التصرفات ما يرويه  لأبنائهم ولن يكون لديهم اى ذكرى طيبة ينقلونها لمن يأتى بعدهم لأنها وقتية فقط.

 

فعندما يربى الاباء ابنائهم يربونهم على قيم وعادات الاسرة التى نشأوا بها ويغرسون القيم والفضائل فى اولادهم وهم فى مرحلة الطفولة وعندما يبدأ الابناء فى المضى فى بعض جوانب الحياة بمفردهم يستسلم الاباء ويتركوا الابناء لتستكمل الدنيا تربيتهم، نعم فالدنيا تربى الابناء بجانب الاباء ولكنها تربى فيهم كل ما هو شر فقط وذلك على عكس تربية الاباء الذين يحرصون على وضع كل ما هو طيب امام اعين صغارهم .

 

وعندما يبدأ الصغار فى رؤية الوجه الاخر من الدنيا وهو الشر المتمثل فى كل ما هو يخالف العادات والتقاليد التى غرسها الاباء فى الابناء تبدأ النفس الامارة بالسوء فى حث الصغار على التجربة وهنا يتدخل الشيطان ليجعلهم يشعرون بحلاوة تلك التجربة .، و يبدأ صراع كبير بداخل عقول الصغار بين العادات والتقاليد والثوابت التى غرسها الاباء بداخلهم وبين حلاوة مخالفتها فينتج عن ذلك اولاد مشوهون فكرياً.

 

فلنحاول أن نصنع ماضى وذكرى طيبة فى قلوب وعقول ابنائنا حتى يكون لديهم عند الكبر ما يعيشوا على ذكراه ويورثوه لأبنائهم ولا نتركهم للدنيا تختار لهم شكل الحياة، لان قسوة الدنيا تفرق ولا تجمع وحينها لن يجد الابناء اسرة تجمعهم وتترك بداخلهم اى اثر طيب .

 

فلنحيى العادات القديمة فى بيوتنا بقدر المستطاع فكل منا له ذكريات وعادات طيبة فلننقل منها كل ما نستطيع لأولادنا لتكون لهم ذكرى .

 

يجب ألا نترك مناسبة وإلا ابتدعنا فيها عادة طيبة حتى نترك للأبناء ذكرى جميلة يتذكرونها فى المستقبل وحينها سيقولون علينا  رحمة الله عليهم فقد احسنوا تربيتنا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة