فى مشوار الحياة تأخدنا خطانا إلى الكثير من الأماكن، لنقف فجأة ونسترجع تلك الذكريات التى حفرت فى حنايا عقولنا نشم رائحة كل ما مر بنا فى طفولتنا ذات الملامح البريئة ونتذكر أوقات كنا فيها سعداء، وكأن لسان حالنا يردد ليتنا لم نكبر.
ومازال شريط الذكريات يزاحم عقولنا لنتذكر كل بداياتنا، بداية الحلم، بداية الفرح، بداية الحب، بداية الغيرة .
فى مشوار الحياة تسيطر علينا ملامح أشخاص كنا نتقاسم معهم كل شىء حتى الأنفاس فتنتابنا حالة من الخيال الجميل فالطيبة و المشاعر الدافئة كانت دائما وأبدا تجمعنا بهم، وتدمع عيوننا على أحباء تركونا و رحلوا .
نحاول أن نتخلص من إحساس الندم على أخطاء ارتكبناها ولا يسعنا سوى أن نتعلم منها لتصحيح أوضاعنا، نبحث عن دفاترنا القديمة نستعرض صفحاتها وننظر بين سطورها لنتذكر ما مر بنا من أحداث و مواقف، يخيل لنا اننا نسيناها لكنها محفورة فى نفوسنا و عقولنا، فنحن لا نملك إلا أن نظهر مشاعرنا لكى نكتشف من نحن.
نمر على أماكن احتضنتنا و احتوت قلوبنا و ولدت فيها فرحتنا فتتسمر أقدامنا أمام تلك الأماكن وكأننا لا نريد تركها، فنقف أمام أماكن تنادينا طرقاتها فنتخيل اننا نسمع اصوات من مشوا معنا و شاركونا فيها، فنعود بكل ما حدث لنا و مررنا به نبحث عن أنفسنا التى ضاعت منا فى زحام الحياة الذى لا ينتهى .
وفجأة نستيقظ لنعود إلى واقعنا الذى نعيش فيه، كأن أحدا صفعنا على وجوهنا كى نستفيق فنتوقف عن الاحلام و الخيال، و نعود لنعيش فى هذا الزمن الذى طغت عليه كل أشكال المادة، زمن غاب عنه الحب الصادق إلا ما نذر، زمن غاب عنه التلاحم و الترابط بعد أن وقف كل واحد منا ينظر إلى مرآته كأنه يعيش وحده منتهى الأنانية، أصبحنا لا ندهش من أفعال تطغى عليها مشاعر الجحود والنكران حتى أننا نتمنى أن يعود بنا الزمن للوراء ويتوقف، كأننا نحاول أن نهرب من الحقيقة التى نحن عليها، والآن نحاول أن نجمع شتات أنفسنا المرهقة والمكبلة بقيود نحن من صنعناها بأيدينا، نحاول أن نجمع ما تبعثر منا، ولا ندرى كم سنحتاج، من العمر كى نعود إلى الاخلاق الراقية .
ويبقى الأمل فى أننا سنشفى قريبا لنعود إلى المسار الصحيح فى مشوار الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة