الإخوان يقتلون والحلفاء يبررون.. هكذا اعتلت الجماعة ظهور اليسار والليبراليين.. دورة حياة الإرهابى "تحريض - تنفيذ - مظلومية".. وكتائب السوشيال ميديا تتولى التبرير.. وتفاصيل الجريمة من واقع التحقيقات

الجمعة، 22 فبراير 2019 11:00 ص
الإخوان يقتلون والحلفاء يبررون.. هكذا اعتلت الجماعة ظهور اليسار والليبراليين..  دورة حياة الإرهابى "تحريض - تنفيذ - مظلومية".. وكتائب السوشيال ميديا تتولى التبرير.. وتفاصيل الجريمة من واقع التحقيقات الإخوان يقتلون والحلفاء يبررون
كتب محمد أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تحريض.. تنفيذ.. مظلومية" تلك دورة حياة الإرهابى فى مصر، خصوصا أعضاء جماعة الإخوان، تتكرر فى كل واقعة بحذافيرها، إذ يبدأ الإرهابيون بالتحريض ضد الدولة ومؤسساتها، والتخطيط لأعمال تخريبية للمنشآت واستهداف للشخصيات العامة والرموز الوطنية، ثم ينفذون جرائمهم، وبعد جهود كبيرة يقعون فى قبضة أجهزة الأمن ويعترفون بجرائهم "بالصورة والصوت" وتصدر ضدهم أحكام، ليبدأ الحديث عن "المظلومية"، ومحاولات استعطاف البسطاء من خلال المنابر الإعلامية بالخارج ومواقع التواصل الاجتماعى، متجاهلين ما ارتكبته الإرهابيون من جرائم فى حق الوطن والمواطنين.
 
المدقق فى صور العناصر الإرهابية المتورطين فى اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، يلاحظ بوضوح ملامح بارزة لقصة تحول الشاب الإخوانى إلى إرهابى، بدءا من اعتناق الأفكار المتطرفة والانحياز للجانب العدائى للدولة، ثم تداول صورهم خلال تنفيذ العمليات والتفاخر والتباهى بارتكابها واعتراف ذويهم بالأمر كأنه نصر محقق، وصولا إلى البكاء والعويل والاستعطاف عندما يخضعون للقانون.

الإخوان ينكرون جرائمهم

أنكر الإخوان الكاذبون ما اعترفوا به من قبل بارتكابهم الجرائم التى خضعوا للمحاكمة بشأنها، لكن تبقى الاعترافات الموثقة بالصورة والصوت دليلا دامغا يؤكد إفك الجماعة وكذبها، وتورطها الفعلى فى تلك الجرائم، واستحقاقهم لأحكام الإعدام.
 
1
 
الآباء الذين أجروا مداخلات هاتفية مع قنوات الإخوان التى تبث من خارج مصر، اعترفوا بارتكاب أبنائهم جريمة اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، كما أن فيديوهات المتهمين أنفسهم خلال المعاينة التصويرية للنيابة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الجناة يستحقون الإعدام، إذ قال المتهم محمود الأحمدى عبدالرحمن «الاسم الحركى محمدى» طالب بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، إنه انضم لجماعة الإخوان مبكرا، وبعد ثورة 30 يونيو شارك فى اعتصام رابعة العدوية حتى فضه فى يونيو 2013، وبعدها شارك فى كل الفعاليات وأعمال الفوضى التى مارسها طلاب الإخوان داخل حرم جامعة الأزهر وخارجه، ثم اشترك فى العمل النوعى ومسيرات العنف الإخوانية لقطع الطرق وإلقاء الشماريخ على القوات الأمنية وتفجير أبراج الكهرباء، وتلقى تكليفا من الإخوانى الهارب فى تركيا يحيى موسى الذى تعرف عليه عن طريق الإخوانيين: سعيد المنوفى، و«شمس» الذى كان يتعامل معه باسم حركى «خالد»، وكلفه بالذهاب إلى غزة لتلقى دورة تدريبية فى معسكرات حماس حول تصنيع المتفجرات.
 
وأقر المتهم بدخول غزة عن طريق مهربين، واستمر فى الدورة شهرا ونصف الشهر، وهناك التقى «أبوياسر»، و«أبوحذيفة»، و«أبوعمر»، والأخير ضابط فى مخابرات حماس، وخلال تلك الفترة تلقى دورة تدريبية فى التكتيكات العسكرية وحرب العصابات وصناعة المتفجرات من المواد ثنائية الاستخدام، وتركيب الدوائر الكهربائية وتفخيخ السيارات، وبعد الانتهاء لم يتمكن من العودة إلى مصر، بسبب عملية كرم القواديس الإرهابية، فمكث 6 أسابيع أخرى ليعود بعد 3 أشهر، كما أقر بأنه تلقى تكليفا من الإخوانى يحيى موسى عبر تطبيق «لاين» للمحادثات المشفرة، بإعداد عبوة متفجرة وزنها 60 كيلو جراما، لتفجير موكب النائب العام، وتسلم المواد من إخوانى اسمه «أحمد»، ونقلها إلى مزرعة فى مركز ههيا بالشرقية، وخلط المواد وأعدها ووضعها داخل حقائب ثم نقلها إلى شقة بمدينة الشيخ زايد، ليتلقى بعدها اتصالا من يحيى موسى بموعد العملية فى 28 يونيو، لكن الموكب غير مساره فاضطروا لتأجيلها إلى اليوم التالى.
 
بعد فجر اليوم المحدد أحضر المتهم أبوالقاسم أحمد على منصور «اسمه الحركى هشام» سيارة ماركة إسبيرانزا، وأنزلا برميل المتفجرات إلى «شنطة» السيارة، ثم توجه «أبوالقاسم» بها إلى مسكن النائب العام فى منطقة مصر الجديدة بعدما حددت مجموعات الرصد مكانه، وقال «المحمدى»، إنه تواصل مع يحيى موسى عبر تطبيق «لاين» فى أثناء هروبه بالسيارة، وأخبره بإنجاز العملية، وبعدها بأسبوع تلقى اتصالا هاتفيا من «أبو عمر» ضابط المخابرات التابع لحماس، قال له فيه: «مبروك.. لقد نجحتم، وما زال أمامكم المشوار طويل».

الإعدام جزاء عادل

كانت عقوبة الإعدام التى نُفذت فى المتهمين التسعة صباح الأربعاء الماضى عقابا مستحقا لهم، بعدما اعترف المتهم أحمد جمال أحمد محمود «الاسم الحركى على» طالب بمعهد التحليل بجامعة الأزهر، بارتكابهم العملية.
 
2
 
انضم «أحمد» إلى الإخوان وسكّنته الجماعة فى أسرة إخوانية بالجامعة، وشارك فى اعتصام رابعة حتى موعد فضه، ثم شارك فى العمل النوعى وكون مجموعات رصد لمراقبة ومتابعة الشخصيات المستهدفة، وتولت مجموعته رصد الكمائن وقوات الشرطة داخل الجامعة وخارجها، وأيضا معسكرات الوفاء والأمل، وتحركات رئيس الجامعة. وقال فى التحقيقات إنه تلقى تكليفا من الإخوانى الهارب فى تركيا يحيى موسى، برصد موكب النائب العام المستشار هشام بركات، وأرسل له خريطة من موقع «جوجل إيرث» لمحيط مسكن النائب العام، بعدها رصدوا المداخل والمخارج والمناطق المحيطة وتحركات الموكب المكون من 3 سيارات ودراجة نارية، لمدة 15 يوما، وأبلغوا مجموعات التنفيذ.
 
واعترف المتهم أبو القاسم أحمد على «الاسم الحركى هشام» بأنه تلقى تكليفا من يحيى موسى بشراء سيارات لتنفيذ عدد من العمليات، وبالفعل اشترى عدة سيارات بينها سيارة إسبيرانزا حمراء اللون، من سوق السيارات فى مدينة نصر، ببطاقة سيدة حصل عليها من أحد مكاتب البريد بعدما نسيتها فيها، وكشف المتهم أنه تعرف على الإخوان فى العام 2007، وارتبطت بهم تنظيميا فى 2011، وخلال فترة الجامعة كان يشارك فى المظاهرات والفعاليات المختلفة حتى ثورة 30 يونيو، واعتصم فى ميدان رابعة العدوية حتى فضه، وكان مشاركا فى أعمال الفوضى التى ينفذها طلاب الإخوان بالجامعة، وفى أحداث الحرس الجمهورى والمنصة، وبعد فض رابعة عاد إلى الجامعة، وكان مسؤولا عن مجموعات الفوضى داخل كلية الدعوة «لحد ما جت لنا فكرة الإضراب وكنا عايزين نعمله علشان نشل حركة الجامعة»، بحسب تعبيره.

رحلة استهداف الشهيد

أكد المتهمون فى التحقيقات أنهم جهزوا المواد المستخدمة فى تصنيع العبوة المتفجرة بإحدى المزارع فى ههيا بالشرقية، ثم نقلوها إلى شقة بمدينة الشيخ زايد بالجيزة، وبعد تصنيع العبوة التى تزن 80 كيلو جراما من مادة الأمونيوم، واستعانتهم ببعض عناصر حركة حماس الفلسطينية فى تحديد المواد المستخدمة عبر شبكة الإنترنت، وضعوها فى السيارة المستخدمة وفجروها باستخدام «ريموت كنترول»، واعترف أبوالقاسم بأنه عقب الانفجار: «جرينا وسط الأهالى وهربنا فى سيارة هيونداى هاتشباك كانت تنتظرنا فى آخر الشارع».
 
وقال المتهم محمد أحمد سيد إبراهيم «الاسم الحركى كامل أبوعلى» طالب بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، إنه انضم لجماعة الإخوان وشارك فى اعتصام رابعة، كما شارك فى العمل النوعى وعمليات قطع الطرق وتفجير أبراج الكهرباء وحرق سيارات الشرطة، بعدها تلقى تكليفا من الإخوانى الهارب يحيى موسى بالتوجه إلى غزة لتلقى تدريبات عسكرية فى قطاع غزة على حرب العصابات وتقنيات تصنيع العبوات المتفجرة. متابعا: «أبلغنى ضابط مخابرات حماس، أبوعمر، أن زملاءه نجحوا فى المهمة وتمكنوا من اغتيال النائب العالم، وقال لى: شفت العملية سهلة إزاى؟ مش محتاجة غير شوية تدريب».
 
مضت القضية فى طريقها عبر عدة مراحل للتقاضى، وآلاف الأوراق ومئات الأدلة والقرائن، وحصل المجرمون على ما يستحقون من عقاب، لكن دورة حياة الإرهابى ما زالت تستكمل قوسها، بعدما بدأت جماعة الإخوان حملة بكاء وعويل قادت فيها قطاعات من اليسار والليبراليين الذين أدمنوا العمل تحت حذاء الإخوان، وبعدما حرضت الجماعة ونفذت الجريمة، يتولى حلفاؤها المدنيون الآن الحلقة الثالث فى مسلسل «دورة الإرهابى» بالنواح معهم وتغذية خطاب «المظلومية»، ولا يعون أنهم أداة تستخدمها الجماعة للمرة الألف، كما استخدمتهم كثيرا من قبل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة